استشهد اللاجئ الفلسطيني صلاح حسن العبيات إثر قصف النظام السوري وحليفه الروسي محيط حديقة فلسطين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، مما يرفع حصيلة الضحايا الذين تم توثيقهم خلال الحملة العسكرية التي تستهدف المخيم إلى (31) لاجئاً.
وقالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، إن نسبة الدمار التي حلت بمخيم اليرموك فاقت كل التوقعات، ما دفع مجموعة العمل وعدد من الناشطين بوصف تلك المشاهد بالصادمة.
وأوضحت نقلا عن شهود عيان من سكان اليرموك أن حارات ومنازل بأكملها دمرت نتيجة قصفه بالبراميل المتفجرة والصواريخ والطيران الحربي، وأن هناك عائلات دفنت تحت أنقاض بيوتها، وأن نسبة الدمار التي لحقت بالمخيم على حد قوله، بلغت نحو 60%.
وذكرت المجموعة أن حارات غربي اليرموك وحارة المغاربة دمرت بشكل شبه كامل، في حين دمرت بيوت حارات شارع 30 و15 والمشروع ومناطق أخرى بشكل جزئي جراء استهدافها بالغارات الجوية والصواريخ.
وأفادت المجموعة أن حجم الدمار الكبير الذي لحق بمخيم اليرموك، يشير إلى حجم الضرر الأكبر الذي طال المتبقين فيه والذي يقدر عددهم بحوالي 3000 شخص، حيث بات أكثر من 90% منهم نازحين في بلدات (يلدا – بيت سحم ـ ببيلا)، وإن قدرت لهم العودة إلى مخيمهم فإنهم قد لا يجدون بيوتهم.
ميدانيًا، تعرض المخيم لغارات جوية وقصف عنيف يوم الأربعاء، استهدف محيط شارع العروبة، أسفر عن وقوع أضرار مادية كبيرة في أبنية المخيم.
وأشارت المجموعة إلى أن الطيران الحربي الروسي والسوري شن أكثر من (85) غارات جوية على مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية، كما ألقى حوالي (30) برميلاً متفجرًا على اليرموك والحجر الأسود وأطراف بلدة يلدا والقدم. ونوهت إلى أنه سُجل سقوط (56) صاروخ أرض - أرض من نوع فيل بالإضافة الى عشرات القذائف الصاروخية، ما أسفر عن دمار هائل في البني التحتية والأبنية، ونشوب حرائق في منازل المدنيين.
وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات عنيفة على جبهات المأدنية بحي القدم وقطاع الشهداء في شارع فلسطين بمخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن.
وأضافت أن حالة من الهدوء المفاجئ سادت المنطقة الجنوبية في ساعات ما بعد ظهر يوم أمس، إذ توقف الطيران الحربي عن قصف تلك المنطقة، وسط أنباء تحدثت عن مفاوضات تجري بين داعش والنظام السوري، إلا أن مجموعة العمل لم يتسن لها التأكد من صحة الخبر.
وفي السياق، نقلت وسائل إعلامية مقربة من النظام السوري أنباء عن اتفاق مبدئي بين المعارضة السورية المسلحة في جنوب دمشق والنظام السوري وروسيا، وبحسب ما تم تناقله فإن الاتفاق يفضي إلى مصالحة في جنوبي دمشق، وخروج من لا يرغب بتسوية أوضاعه.
ووفقاً لوسائل الإعلام، فإن الاتفاق جاء بعد اجتماع بين الوفد العسكري عن بلدات جنوبي دمشق (يلدا، ببّيلا، بيت سحم) وروسيا ويضمن الاتفاق تثبيت أماكن القطاعات بحيث يمنع استهدافها أو اقتحامها من جيش النظام السوري، والاتفاق على عدم دخول عناصره إلى حي الزين الفاصل مع مناطق سيطرة تنظيم داعش.
في غضون ذلك، يعيش المتبقون من أبناء مخيم اليرموك وبلدات المنطقة الجنوبية في دمشق أيام عصيبة، جراء الحملة العسكرية التي شنها النظام السوري يوم 19 أبريل الجاري بهدف اقتحام المنطقة والسيطرة عليها، وسط فقدان أبرز مقومات الحياة، وانعدام الخدمات، بسبب الحصار الخانق الذي فرضه النظام السوري على تلك المنطقة.
بدورهم، ناشد ناشطون في البلدات المجاورة لمخيم اليرموك يوم أمس جميع الجهات الإغاثية الدولية والأهلية ببذل جهودها لإغاثة عشرات العوائل النازحة من مخيم اليرموك إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم هرباً من القصف العنيف والكثيف الذي يستهدف المخيم لليوم السابع على التوالي.