حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من العواقب الكارثية للتصعيد الخطير في القتال الدائر بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بسورية، على المخيم والمناطق المحيطة به.
وقال المفوض العام للأونروا بيير كرينبول في بيان تلقته وكالة "صفا" الخميس: "إن اليرموك وسكانه عانوا من ألم لا يوصف ومن معاناة على مدى سنوات النزاع".
وأضاف "نحن قلقون للغاية حيال مصير الآلاف من المدنيين، بمن في ذلك لاجئي فلسطين، وذلك بعد أكثر من أسبوع من العنف المتزايد بشكل دراماتيكي".
وتسببت الحملة العسكرية التي شنها النظام السوري على المخيم الأربعاء الماضي باستشهاد أكثر من 30 لاجئًا وإصابة الألاف ونزوح حوالي خمسة آلاف لاجئ من فلسطين من مخيم اليرموك إلى منطقة يلدا المجاورة.
وحسب "أونروا"، فإن هنالك عدد غير مؤكد من المدنيين محاصرين في اليرموك وبحاجة ماسة إلى ممر آمن للخروج من المخيم، وأن تلك العائلات التي التجأت إلى يلدا أجبرت على النوم في الشوارع أو في ملاجئ مؤقتة.
وتفيد التقارير بأن العمليات الكثيفة من القصف والقذائف أدت إلى الإضرار بالآلاف من المنازل. ولا تتوفر مياه جارية فيما يتوفر القليل من التيار الكهرباء.
كما أن المستشفى الأخير في اليرموك أصبح متوقفًا تمامًا عن العمل؛ ولم يبقَ أطباء في المنطقة، وأصبحت خيارات الرعاية الصحية المتاحة لأولئك الموجودين في اليرموك محدودة للغاية، هذا إن توفرت بالأصل. علاوة على ذلك، فإن نقطة التفتيش المؤدية إلى المنطقة مغلقة في وجه حركة المدنيين والبضائع.
وكررت "أونروا" نداءها لكافة أطراف النزاع بممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل ضمان حماية المدنيين من العنف ومن أجل اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع حدوث أي ضرر للبنية التحتية المدنية.
وطالبت الوكالة بالسماح بفتح ممر آمن للمدنيين الراغبين بمغادرة المخيم والمناطق المجاورة على الفور، وبالعمل على إخلاء المرضى والجرحى وكبار السن.
ودعت لأن يتم العمل أيضاً على احترام القانون الإنساني الدولي في كافة الأوقات.
وأضاف كرينبول "إن الأونروا تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة التي يحتاجها السكان بشكل عاجل في اليرموك والمناطق المحيطة به، عندما يسمح الوضع الأمني بذلك وعندما تتم إتاحة سبل الوصول إليهم".