الرسالة نت-كمال عليان
"بدي بابا.. أعيدولي بابا" بهذه الكلمات البريئة بدأ الطفل خالد الجعبري ذو الأربع سنوات يصرخ في وجه جنود الاحتلال وهو ممسك بشدة قميص والده الذي يعتدي عليه الجنود أثناء اعتقاله وإدخاله في الجيب العسكري الصهيوني بدون أي رحمة لصرخات هذا الطفل الصغير.
الطفل الجعبري لم يحتمل أن يرى والده يعتقل أمام ناظره فأمسك به بشدة وبدأ يصرخ في وجه الجنود ويستغيث بمن حوله أن "أرجعولي بابا"، ولكن الجنود المدججين بالسلاح لم يكن في قلوبهم أي رحمة أو شفقة، فهم مقتنعون أن قتل العرب حلال فكيف اعتقالهم؟.
صراخ الطفل خالد لم تسمعه سلطة فتح في رام الله ولا تكاد تسمع رجعا لصدى صراخه الذي تلاشى على أعتاب التنسيق الأمني المستمر بين سلطة فتح بالضفة المحتلة والجيش الصهيوني الذي ينتهك الحرمات الفلسطينية ليل نهار دون أي رادع.
يشار إلى أن حادثة الطفل خالد الجعبري ليست الأولى التي تحصل في الضفة المحتلة بل بات الأمر يتكرر على مرأى ومسمع العالم ولكن دون أي تحرك فعلي سوى الاستنكار والشجب.
ولم تصل صرخات الطفل الجعبري بعد إلى الحكام العرب أو سلطة فتح التي ما زالت غارقة في التنسيق الأمني وما زالت تغرق المشروع الوطني في وحل المفاوضات والتسوية المزعومة واعتقال رجال المقاومة خلف قضبان سجونهم المعتمة.
وتعتبر قصة الطفل الجعبري دليلا واضحا على الانتهاكات الصهيونية لحقوق الأطفال الفلسطينيين الذين باتوا يعانون من ضغوط نفسية جراء هذه الاعتداءات عليهم من قبل الاحتلال.
وكان جنود الاحتلال الصهيوني اقتحمت منزل الجعبري في مدينة الخليل وداهمته بشكل مفاجئ، الأمر الذي نتج عنه اعتقال والد الطفل خالد من داخل المنزل دون أي تهمة أو مبرر للاعتقال وأمام مرأى أطفاله.