في الوقت الذي تتجهز فيه سفن "العودة" للإبحار من النرويج حتى الوصول إلى شواطئ غزة تزامنا مع الذكرى الـ 70 للنكبة، تعمد الاحتلال الاسرائيلي بقصف قاربين في ميناء غزة البحري تم تجهيزهما لاستقبال سفن كسر الحصار الجمعة الماضي.
القوارب التي استهدفت كانت معدة لنقل ضحايا حصار غزة من الطلاب والمرضى للخارج، مما يعكس حالة الاحباط والتخبط لدى حكومة الاحتلال بسبب مسيرة العودة الكبرى التي تحدت حصاره.
يقول فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس خلال تصريح صحفي، بأنه يتوجب على الاحتلال الإسرائيلي، أن يفهم أنه تمادى في عدوانه وانتهاكاته، وعمد إلى الدخول في مرحلة جديدة"، محملا إياه النتائج المترتبة على تصعيده المتواصل على غزة.
وأضاف: "واضح تماماً أن الاحتلال لا يدرك تبعاتها ومآلاتها (المرحلة الجديدة)؛ ظنًا منه أن الجماهير الثائرة ستتراجع، وأن المقاومة لا تستطيع تحمل استحقاقاتها".
وأكد برهوم أن حجم هذا القصف وتوقيته يعكس حالة الارتباك والتخبط التي انتابت الاحتلال لفشله في التعامل مع القواعد الجديدة التي فرضتها جماهير شعبنا بكل ثبات وعزيمة وإصرار، وأوصلت رسائلها للعالم أجمع، وكشفت همجية الاحتلال وإرهابه وأربكت حساباته.
القصف المفاجئ الذي وقع الجمعة الماضي في ميناء غزة البحري، يعكس شعورا إسرائيليا بالإحباط من انجازات الأبطال الذين شاركوا في مسيرات العودة ونجاحهم في نزع الجدار الزائل، كما يرى صالح النعامي المختص في الشأن الاسرائيلي.
ويقول في تحليل له بأن (تل أبيب) تحاول الآن الاستعاضة عن فشل انتشارها العسكري على الحدود في احتواء الحراك من خلال فرض معادلة ردع جديدة تقوم على جباية ثمن من المقاومة ردا على أي تقدم لحراك العودة؛ إما بهدف اقناعها بوقف الحراك، أو استدراجها لمواجهة تفضي إلى تصفيته.
ويوضح أن الرد على أي تصعيد إسرائيلي يجب أن يتمثل في تصعيد وتكثيف حراك العودة لاستنزاف العدو، وليس اللعب في الساحة التي يفضلها، مشيرا إلى أن (إسرائيل) محبطة لأنها دفعت بما يقارب نصف قوات المشاة على الحدود مع القطاع ومع ذلك تفشل في احتواء الحراك، وتعجز عن وقف تطوره.
وبحسب قوله فإن (إسرائيل) ستجد صعوبة في توفير القوى البشرية العسكرية القادرة على مواجهة الحراك لاسيما في 15 مايو، تحديدا في ظل تقديرات (تل أبيب) بأنه كلما اقترب موعد نقل السفارة فإن فرص انفجار الأوضاع في الضفة الغربية يتعاظم، وفي حال قرر ترامب فعلا المشاركة في حفل نقل السفارة فإنه سيسهم في دعم بيئة التصعيد.
من جهتها قالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة في بيان وصل "الرسالة" نسخة عنه، إن طائرات الحرب الإسرائيلية أقدمت على قصف قاربي ( حرية وعودة ) لكسر الحصار كانتا يستعدان للسفر من ميناء غزة وعلى متنهما مجموعة من الطلبة والمرضى للتأكيد على حقنا في الحياة الكريمة بلا حصار وحق غزة في منفذ يربطنا بالعالم بلا قيود.
واكدت أن "هذه الجريمة الجبانة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي ماضِ في جريمته اللاإنسانية بحق غزة، وأنه يضرب بإرهابه كل الأصوات والدعوات الدولية لكسر الحصار، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تؤكد بشكل واضح أن الاحتلال في أزمة أخلاقية ويحاول التستر على جريمة العقاب الجماعي وتقييد حرية الحركة والسفر والحق في العلاج لسكان غزة.
بدوره قال علاء البطة رئيس هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن غزة، أن قصف القوارب التي تتجهز للإبحار كانت صدمة لهم كون القوارب مدنية وتنوي حمل مرضى وطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة، موضحا أنه سيتم خلال أيام الكشف عن أسمائهم وسبب التحاقهم بالقوارب وذلك لدحض روايات الاحتلال وأن جميعهم مدنيين وبحاجة للسفر
وأوضح خلال حديثه مع "الرسالة" أن تجهيز القاربين كان بالتعاون مع مؤسسات دولية للتأكيد على عدة قضايا منها استمرار الحراك البحري السلمي تماما كما على الحدود الشرقية، مؤكدا على أن السفن لا تتبع لأي فصيل فلسطيني كما ادعت الروايات الاسرائيلية.
وعما ستفعله هيئة الحراك الوطني، يقول البطة" نعمل على توفير سفن بديلة عن التي قصفت وذلك بالتنسيق مع مؤسسات دولية، فالتنسيق لايزال مستمرا مع لجان كسر الحصار في العالم".
وجددت الهيئة عزمها واصرارها على مواجهة الحصار حتى النهاية، مشيرة إلى أنها اليوم " أكثر تصميما وعزما على مواصلة حراكنا برا وبحرا حتى كسر الحصار عن غزة".