مع دخول صيف هذا العام تعود إلى الواجهة مشكلة المياه التي تتفاقم عاما بعد عام، فالمواطنون يشتكون من ازدياد ملوحة وشح المياه العذبة واعتماد المواطنين على آبار المياه الجوفية، بالإضافة إلى انقطاعها الدائم لارتباطها بالتيار الكهربائي، وها هي الآن مهددة أكثر بفعل تفاقم الأزمات الي تنعكس سلبا على المياه.
وقد حذر بيان صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية من تفاقم أزمة المياه في غزة، بينما اجمع مختصون منذ سنوات على أن نسبة تلوث المياه في قطاع غزة قد وصلت الى 97 % ما يجعلهم يتوقعون أن قطاع غزة لن تكون لديه مياه صالحة للشرب قريبا.
وفي ذات السياق أكد تقرير لمركز الميزان لحقوق الانسان على تفاقم مشكلة التلوّث في القطاع، في ظل بلوغ معدلات تلوث مياه البحر (73%) من إجمالي شواطئ القطاع، وارتفاع عدد حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الثالثة (80%)، وهي مؤشر على تلوث المياه وعدم صلاحيتها.
وذكرت ذات التقارير أن هناك شحا في التغذية الراجعة لمنسوب المياه الجوفية في القطاع، فقد تم تقدير معدلات التغذية الواصلة للحوض المائي الجوفي في قطاع غزة بحوالي30.3 مليون متر مكعب من المياه وهو يشكل نسبة 55% من المعدل العام للتغذية البالغ حوالي 55 مليون متر مكعب سنوياً.
مازن البنا نائب رئيس سلطة المياه أوضح للرسالة بأن أزمة المياه رغم أنها ليست وليدة اليوم وموجودة منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا انها في تفاقم ملحوظ ومتسارع، حيث تعتبر المياه الجوفية المصدر الوحيد لمياه القطاع وهي خزان ممتد من حيفا شمالا حتى جمهورية مصر العربية، والطاقة الاجمالية له من 250 الى 300 مليون متر مكعب.
ويكمل البنا: في وقت تقوم (إسرائيل) بتغذية مياه الخزان الجوفي من خلال مياه الصرف الصحي المعالجة والترشيح تصل الى 200 مليون كوب، إلا أننا نعاني من قلة الوسائل المغذية له في غزة.
وتقتصر تغذية مياه الخوان الجوفي في غزة بـ40 مليون متر مكعب سنويا، وفي المقابل يزيد الاستخدام عن 200 مليون كوب، هذا يعني عجزا يصل إلى 150 مليون كوب.
يلفت البنا إلى استمرارية الازمة في فصل الشتاء رغم مياه الامطار، لأن نسبة الهطول غير كافية لسد العجز حسب البنا الذي نوه إلى تزايد الازمة في المناطق التي تتوفر فيها المياه الحلوة بنسبة أكثر وخاصة في مدينة رفح لوجود تكدس بالآبار غير القانونية في المناطق الغربية للمدينة حيث تتواجد المياه الحلوة.
ويركز البنا على ضرورة التوقف عن استنزاف المياه الجوفية واستغلالها من خلال الآبار التجارية التي تضخ المياه من المناطق الغربية الى الشرقية، وكل ذلك لأغراض الزراعة.
وجاء في تقرير لـ"الأونروا"، أنه منذ فرض الحصار على غزة في عام 2007، عانت غزة أيضا من أزمة في المياه، وقد نشرت مجلة تايم في عام 2016 مقالا حول أزمة المياه بعنوان "قنبلة صحة عالمية موقوتة" وأكدت أنه في ظل عدم وجود مصادر أو تغذية راجعه فإن استنزاف المياه الجوفية في القطاع يبدو سريعا.
ووفق ذات التقرير، فقد تقلصت كميات المياه الجوفية بسبب ترشح مياه البحر المتوسط إليها. إضافة إلى ذلك، تتعرض المياه الجوفية إلى التلوث بسبب النترات الناتجة من مياه المجاري غير المتحكم بها، ومن الأسمدة التي يتم ري المزارع بها، ويقدر أن نسبة 96% من المياه الواردة من المياه الجوفية غير صالحة للشرب من دون معالجتها، وعليه يعتبر توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب محدودا لمعظم الفلسطينيين في غزة.