قائمة الموقع

حرب إيرانية إسرائيلية.. احتمالات الحرب وقواعد الرد

2018-05-01T13:42:42+03:00
الرسالة نت – محمود هنية

فتح الاستهداف الإسرائيلي المباشر للقواعد الإيرانية في سوريا، أسئلة مهمة حول إمكانية اندلاع حرب إيرانية سورية في الفناء الشمالي لفلسطين المحتلة، وفرص نشوبها وحدود مساحتها المكانية والزمانية، لا سيما في ظل الإعلان الإسرائيلي عن امتلاك ايران أسلحة نووية وتفويض الكنيست لمجلس الوزراء المصغر "الكابينيت" بشن أي حرب دون الرجوع للكنيست.

سخونة الأجواء

بين التلويح بالرد من عدمه وبين التهديد بالحرب والتوقف عنها، يتراوح المشهد الميداني والسياسي في الأراضي السورية، غير أن سخونة الأجواء وغليان الساحة هناك تدفع باحتمالية حرب تحاول طهران على الأقل تحاشيها، وتسعى (إسرائيل) لتحشيد بيئة سياسية إقليمية ودولية لحدوثها.

مسؤول إيراني وخبير في الأمن الاستراتيجي العسكري يشرحان لـ"الرسالة" القواعد العسكرية التي تضبط ايقاعات الرد الإيراني والأبعاد المكانية والزمانية التي ترسم حدود المواجهة، متفقين ابتداءً على أن خيار المواجهة وارد لكنه ليس قائما الآن.

مجتبى رحماندوست النائب في البرلمان الإيراني ومساعد الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد، يؤكد احتمالية نشوب مواجهة عسكرية مع (إسرائيل)، لكنه يستبعد أن تتجه الأخيرة لتوجيه ضربة مباشرة للعمق الإيراني.

ويضيف رحماندوست لـ"الرسالة": " احتمال المواجهة موجود، فالكيان يبادر لأعمال جنونية رغم ادراكه القوة الايرانية في المنطقة، في المقابل تدرك طهران أن فعل الكيان محاولة لتهربه من الضغط الموجود لديها بفعل مسيرات العودة في غزة وما أحدثته من ضغط عالمي عليها، فهو يريد تبديل الظروف لمسار آخر وهذا أمر لا نسمح به".

وقال رحماندوست: "مع ذلك إن استمرت (إسرائيل) في لعبتها فإننا نملك برامج للرد على العدوان، لكن في الزمان والمكان المناسبين".

وردًا على سؤال، بشأن امكانية ان تتجه (إسرائيل) لتوجيه ضربة مباشرة لطهران، أجاب الأمين العام لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني: "استبعد ذلك في الوقت الراهن، ونتصور أنها ستحصر ضرباتها في بعض المناطق الممكنة في سوريا؛ لكن بشكل عام تكرار هذه الضربات وعدم حدوث رد عليها سيدفع (إسرائيل) لتتجرأ بضرب العمق، وهذه مسألة بتصوري لن تقبل بها الجمهورية الايرانية ولن تقف ساكتة أمامها وسيكون لكل حدث ما بعده".

قواعد للرد

الخبير الاستراتيجي الأمني أمين حطيط، يؤكدّ أن (إسرائيل) من خلال الاستهداف المباشر للقواعد الإيرانية في سوريا، وضعت طهران في خيارين وهما: "الرد الإيراني المباشر الذي سيجرها لحرب مفتوحة تشارك فيها واشنطن التي ستكون مرغمة للدفاع عن (إسرائيل) تنفيذا لوعود ترامب بحمايتها".

والخيار الثاني أن تمتنع طهران عن الرد وبالتالي تكون (إسرائيل) قد نجحت بفرض قواعد اشتباك جديدة تمكنها من استباحة الأجواء السورية في أي وقت تشاء، بحسب حطيط.

هنا يشير إلى أن الرد الإيراني محكوم بقاعدة عسكرية أساسية وهي: "على الطرف الأول أن يقوم بالفعل في ميدان ينشئه هو وأن يتجنب رد الفعل في ميدان ينشئه العدو".

ويضيف حطيط في حديثه لـ"الرسالة": هناك قاعدة عسكرية أخرى تحكم الرد الإيراني وهي: "على الطرف في المواجهة أن يتقيد بجدول الأولويات التي يضعها لنفسه خدمة للمهمة ولا يكون العامل الآخر بمثابة انحراف عنها".

ويتابع: " إيران تمتلك القدرة العسكرية واللازمة للرد، لكن أولويتها اليوم سوريا، تقدمه على أي اعتبار آخر، لكن ذلك لا يعني عدم الرد بل الاحتفاظ به ليأتي دوره في جدول الأولويات".

أما حدود وزمان مسرح العمليات فهي بالنسبة لإيران مفتوحة وليست محصورة لا في ارض ولا زمان، وطليقة اليد في كل الخيارات والاتجاهات، بحسب حطيط.

ويربط حطيط فرص اندلاع الحرب بمدى قدرة (إسرائيل) على تحشيد الموقف العربي والغربي لمشاركتها، "فهي عمليا لا تجرؤ عليها بمفردها وتحتاج لعنصري تحشيد أحدهما غربي بقيادة واشنطن والآخر عربي بقيادة السعودية، وتسعى لإنضاج بيئة مواتية لهكذا تحرك، غير أن الظروف ليست مواتية تماما ما يجعلنا نستبعد فرص اندلاع حرب الان".

وأوضح أن (إسرائيل) تسعى من خلال عدوانها لتحقيق اهداف ثلاثة، "عزل ايران عن القضية الفلسطينية أولا ثم نزع سلاح المقاومة التي تدعمها، وأخيرا فتح المجال واسعا امام تصفية القضية"، وفق تعبيره.

اخبار ذات صلة