جدد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ماهر عبيد رفضهم لمخرجات اجتماع المجلس الوطني، معتبرا في حوار مع "الرسالة" إن كل ما نتج عن الاجتماع هو غير شرعي وأن رئيس السلطة محمود عباس اختار شخصيات يسهل التحكم بها لتمرير قراراته.
وأكد عبيد في حديث خاص بـ"الرسالة نت" على أن حركته لا ترغب بالحرب في المرحلة الحالية، مشددا على أنها ترفض ربط القضية الفلسطينية بأي احتكاك في المنطقة وليس من مصلحتها الارتباط بأي تسخين في أي ساحة من الساحات.
وبحسب عبيد فإن حركته ترفض العودة للمربع الأول من المصالحة رغم ممارسات حركة فتح على الأرض وضرب رئيس السلطة لكل الاتفاقات والتفاهمات الموقعة.
قرارات مرفوضة
وبدوره قال القيادي في حركة حماس إن مخرجات المجلس الوطني متوقعة في ظل الإصرار على عقد المجلس بهذه الطريقة، موضحا أن المخرجات حضر لها رئيس السلطة ولا يريد من أحد أن يعترض عليه ويناقشه، مشيرا إلى أنه يريد مجموعه تبصم له على كل قرار وإجراء واختار الشخصيات المناسبة له والقادر على تحريكها كيف يشاء.
ويرى عبيد أن بعض الأشخاص في التنفيذية هم من المغمورين والمجهولين لا يعرف الناس تاريخهم، في حين أن البعض الآخر هم من المقربين لعباس ومن عملوا معه في الفترات الماضية.
وحول موقف حماس من التعامل مع مخرجات الوطني وخاصة أعضاء اللجنة التنفيذية إذا حملوا بعض المهام المفصلية، قال عبيد إن حركته اعتبرت أن الاجتماع غير شرعي وغير قانوني وكل ما يترتب عليه غير مقبول ولا يمثل الشارع الفلسطيني، مبينا أنه لو دارت الأيام سينظر لكل قضية على حدا وفي حينها.
الوطني غير شرعي وغير قانوني وكل ما يترتب عليه لن نقبل به
وفيما يخص حديث أبو مازن عن قبوله منح ثلاثة مقاعد للجهاد وحماس والشعبية علق القيادي في حماس قائلا: يعرف عباس أن حماس لو أرادت مجرد الدخول كشكل ومكياج لفعلت منذ زمن، نرفض أن نكون ديكورا، دخلونا للمنظمة يجب أن يعكس وجودنا في الشارع في الداخل والخارج.
وتابع: كلام أبو مازن عن ثلاثة مقاعد لا قيمة له ولا يمثل لغة السياسة، نحن جاهزون لأي انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني تعطي للمواطنين حرية اختيار ممثليهم.
لا عروض أوروبية
وحول الحديث عن رفع العقوبات عن غزة بين عبيد أن الشارع لم يلمس أي تغيير حتى اللحظة، قائلا: تحليلي الشخص أن عودة الرواتب لتمرير مخرجات اللقاء غير الشرعي على الشعب الفلسطيني.
ويعتبر عبيد أن ما جرى مثل ضربة لكل الملفات والاتفاقات بين الحركتين في كافة المحطات فهي ألغيت ووضعت تحت الطاولة، موضحا أن عباس لا يريد هو والمنظومة الدولية أن تدخل حماس والجهاد للمنظمة وتصحيح المسار لأن هذا يتعبهم خشية تكرار نتيجة انتخابات 2006م.
وفيما يخص الحديث عن عروض أوروبية لحركته بين أنه ليس هناك برنامج ولم يقدم شيئا واضحا ممكن أن يدرس، مشيرا إلى أن ما جرى هو عبارة عن تصريحات تناقلها الإعلام.
لم يقدم لنا أي عروض أوروبية واضحة صالحة للدراسة
وفي سياق مسيرات العودة لفت عضو المكتب السياسي لحماس إلى أن المسيرات ستستمر لأنها تمسك بالحقوق بالثوابت، خاصة وأننا خاضعون للاحتلال وهو ما يكفل لنا الحق بالمقاومة بكافة الأشكال ومن ضمنها مسيرات العودة لدعوة العالم للالتزام بقرارته.
وذكر أن 15 أيار سيكون يوما حاسما خاضعا للهيئة العليا للمسيرة لتثبيت حق العودة وإعادتها إلى الذاكرة الفلسطينية وجدول أعمال السياسيين بعد أن حاول ترمب شطبها من خلال خنق الأونروا التي تعد رمزا للجوء ولا حل لها إلى بالعودة للأوطان.
وبحسب عبيد فإن المسيرات جاءت لمواجهة الحصار الذي يفرضه الاحتلال وبعض الأطراف لذا قرر الشعب بكافة أطيافه أن يبقى عزيزا واقفا أو يستشهد على أعتاب الوطن.
لا نربط قضيتنا بصراعات الإقليم
وحول زيارة حركته لمصر مؤخرا وما جرى خلالها قال إنها لم تكن مخصصة للوطني ولا غيره هي عبارة عن زيارة علاقات عامة تقتضيها مصالح الطرفين وتتعلق بالحدود وحفظ الأمن واستمرار فتح المعبر، موضحا أن مصر طلبت كذلك وقف المناكفات الإعلامية وعدم القيام بأعمال ترجع الأمور للمربع الأول.
وأكد عبيد أن سياستهم الحالية قائمة على عدم العودة للمربع الأول مع حركة فتح، لذا لن يقدموا على أي إجراء يقلب الطاولة لأنهم لم يعودا أحد طرفي الانقسام رغم رغبة فتح بذلك إلا أنها حالة من الاستنزاف الدائم هم في غنى عنها.
وبحسب عبيد فإن الموقف المصري كذلك أكد على ضرورة استمرار سلمية المسيرات وهو مطلب من كافة الأطراف، قائلا: ونحن حريصون على ذلك لأن السلمية سلاح قوي في وجه الاحتلال، وليس مقصود الآن الدخول في حرب ولا مواجهة لأننا شعب أعزل يريد حقه.
لا نربط قضيتنا بأي احتكاك بالمنطقة وليس من مصلحتنا الارتباط بالجبهات الساخنة
وحول ملف التسخين في ألياته وأدواته وهو نقاش بين السياسيين والصحفيين والمحليين، لذا لا يستطيع أحد أن يربط خططه ومواقفه بما يدور.
وأكد أن لدى حركته قرارا بان لا تتجه للحرب في هذه المرحلة، خاصة وأن غزة دخلت ثلاثة حروب في أقل من عشر سنوات وهذا جهد كبير وله آثاره، مشيرا إلى أنهم مستعدون لرد العدوان في حال وقع.
واستدرك: لكننا لا نربط قضيتنا بأي احتكاك في المنطقة وليس من مصلحتنا أن ترتبط تلقائيا بأي تسخين في أي ساحة من الساحات إلا في حال وجود خطة شاملة للتحرير وحسم الأمر لإزالة الاحتلال، أما هذه المرحلة فلا أحد يدري كيف ولا متى ولا النتائج لذا سنكون الحلقة الأضعف.
ويعتقد عبيد أن عليهم الابتعاد عن الدخول في التحالفات والصراعات التي ستوصل لحالة حرب.