المحررة آيات القيسي..قتلوا خطيبها واعتقلوها قبل أيام من زواجهما

اسيرة ارشيفية لعدد من الاسيرات الفلسطينيات
اسيرة ارشيفية لعدد من الاسيرات الفلسطينيات

الضفة الغربية- الرسالة نت " خاص "

لحظات من العمر، عاشتها آيات وخطيبها إبراهيم، قبل أن يسرق الاحتلال سعادتهما، ويفرقهما إلى الأبد برصاص غادر اخترق جسد "العريس" قبل أيام من زفافه لتزفه آيات بدموعها وآهاتها، مودعة معه كل أيام أحلامها وسعادتها، متوعدة قاتليه بالأخذ بثأره، علها تطفئ من نيران حقدها على من قتلوه وحزنها على حلمها الذي سرق منها.

لكن عيون العملاء لم تكن بعيدة، وأوشت بنية آيات الانتقام من القتلة، فداهم جنود الاحتلال منزلها واعتقلوها، واقتادوها إلى السجن، ليحكم عليها عشرين شهرا بتهمة التخطيط لعملية فدائية انتقاما لخطيبها، إلى أن صدر قرار بالإفراج عنها في صفقة حركة حماس و(إسرائيل)، والتي سيتم خلالها الإفراج عن 20 أسيرة مقابل تسليم شريط فيديو لشاليط.

** على أمل اللقاء..

"الرسالة.نت" التقت والدة الأسيرة آيات قيسي "23 عاما" من مخيم بلاطة قرب مدينة نابلس، وتحدثت معها عن أجواء الاستعداد لاستقبال ابنتهم، حيث قالت الأم ودموع الفرحة في عيونها:"فرحتي لا توصف أبدا، لكنها ناقصة بوجود آلاف الأسرى وخاصة المرضى منهم وأصحاب المؤبدات".

وتضيف:"اعتقال آيات كسر ظهري.. وهدني.. أخوتها كانوا معتقلين ولها أخ ما زال معتقلا، لكن اعتقالهم جميعا ليس كاعتقال ابنتي الوحيدة آيات، لكن الحمد لله الذي منّ علينا بالفرج على أيدي المقاومين، وعقبال باقي الأسيرات إن شاء الله".

وتشير والدة آيات إلى أن اليهود سرقوا فرحة آيات بقتل خطيبها قبل أيام من عرسهم. وأضافت: كانوا مجهزين كل اشي، وكانت تسهر معه على الجوال طول الليل من خوفها عليه، وفي ليلة استشهاده كان يحكي معها على الجوال وخبرها انه في دوريات إسرائيلية في المكان المحتجز فيه، لكنه رجع طمنها وقلها تنام، ولما صحيت سمعت خبر استشهاده برصاص قوة إسرائيلية خاصة.. فكان الخبر عليها كالصاعقة، جن جنونها وصارت تصرخ أنها ستنتقم لخطيبها، والظاهر ان هذا الكلام وصل لأحد العملاء ووشى بها فاعتقلوها".

وتضيف الأم: "لم أزرها سوى مرتين خلال 20 شهرا ووالدها كذلك، فنحن ممنوعان أمنيا من الزيارة، وآخر مرة زرتها قبل 6 شهور".

وعن أجواء التحضير لاستقبال الأسيرة المحررة قالت:"العائلة كلها جاءت لتهنيني بهذا الخبر، وأخوة آيات يزينون البيت فرحا بعودتها، والسعادة تعم كل زوايا البيت والحمد لله".

ستعود آيات لبيتها، لكنها لن تجد إبراهيم باستقبالها، ستعود حاملة في قلبها هم عشرات الأسيرات تركتهم خلفها داخل الأسر، يعانين أشد المعاناة، ويسطرن حروف المجد والشموخ أمام سجانيهن وينتظرن فجر الحرية التي يأملنها في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي جلعاد شاليط.

** انتظار طويل..

وفي بيت آخر في مدينة نابلس، جلست عائلة الأسيرة ريما أبو عيشة المنوي الإفراج عنها في صفقة الـ"20 أسيرة"- كما اصطلح على تسميتها بين الفلسطينيين- يترقبون أي خبر جديد على شاشات التلفاز، بعد سماعهم اسم ابنتهم ضمن قائمة الأسيرات المنوي الإفراج عنهن.

والد الأسيرة ريما قال لـ"الرسالة.نت": "أمضت ريما لحد الآن 8 شهور وبقي لها شهر واحد، لكن كل يوم يمر علينا كأنه عام كامل في ظل غياب ريما عن البيت".

ويضيف:"لم نكن نتوقع الإفراج عنها في هذه الأيام، وكان الخبر مفاجئا لنا، لكن الفرحة الكبيرة عند عودة كل الأسيرات لبيوتهن إن شاء الله".

وتعم أجواء الفرحة والسعادة في بيوت الأسيرات اللواتي وردت أسماؤهن في القائمة، حيث من المقرر أن يفرج عن الأسيرات العشرين يوم غد الجمعة، مقابل تسليم شريط فيديو من دقيقة واحدة للجانب الصهيوني.

 

البث المباشر