لم تمنع الإصابة، الشهيد أحمد عقل من العودة مجددا إلى نقاط المواجهة، رغم مضي 3 أسابيع فقط على اصابته في نفس المنطقة التي استشهد فيها.
ربما عودة أحمد كانت هذه المرة على عكازيه، فلم يتعافَ بعد من الإصابة، ورغم وقوفه على الخط الزائل مع الاحتلال شرق مخيم جباليا، إلا أنه لا يشكل خطرا على الاحتلال في ظل اصابته التي يعاني منها.
والمعروف عن الشهيد عقل الذي تقطن عائلته وسط مخيم جباليا، حرصه على الحضور في كل المواجهات مع الاحتلال، فلم يتوانَ عن الذهاب لنقاط المواجهة وإلقاء الحجارة على الاحتلال.
يتسابق نحو المواجهات
"الرسالة" قابلت شادي البلعاوي، صديق الشهيد أحمد، الذي يرافقه في المواجهات والقاء الحجارة على جنود الاحتلال، ليروي تفاصيل استشهاده.
يحكي البلعاوي أن صديقه لم يفوّت أي مواجهة مع الاحتلال، منذ بدء الانتفاضة الثانية في وقت لم يتجاوز فيه العشرة أعوام وقتها.
وفضلا عن اصابته الأخيرة، تعرض الشهيد عقل لإصابتين سابقتين، فمشهود له بضربه على المقلاع، وجرأته الكبيرة بالوقوف في وجه جنود الاحتلال المدججين بالسلاح.
وكان الشهيد عقل أول المشاركين في مسيرات العودة على الحدود الشرقية، وقبلها في مواجهات الغضب ضد قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس بداية ديسمبر الماضي.
واستشهد عقل في الجمعة الرابعة -جمعة الشهداء والأسرى- والتي وافقت تاريخ 20 أبريل/ نيسان الماضي.
ولم يكن أحمد الشهيد أحمد الأول في عائلته، فسبق لوالديه أن قدما ابنهما محمد شهيدا أيضا قبل سنوات.
بدوره، أكد نبيل عقل والد الشهيد أن الاحتلال تعمد استهداف نجله أحمد بشكل مباشر، رغم الإعاقة التي يعاني منها.
وقال عقل: "يتكئ نجلي على "عكاكيز خشبية"، بعد إصابته بطلق في القدم قبل أسابيع، وعاد قبل أسبوعين ليشارك المحتجين السلميين على حدود جباليا، إلا أن الاحتلال استهدفه بطلق ناري في الرأس بشكل مباشر".
وأشار إلى أنه رغم تحذيره لابنه لعدم الاقتراب من السلك الزائل خوفا عليه، إلا أن ابنه أصر على الذهاب، موضحا أن نجله الشهيد يبات كل يوم خميس في مخيم العودة ويبدأ صباح الجمعة بالتظاهر على أقرب نقطة مع الاحتلال.
وشدد على ضرورة دعم المسيرات السلمية، حتى العودة إلى الديار، أن دماء ابنه ليست خسارة في الوطن، حامدا ربه أن اصطفى ابنه شهيدا.
وأصيب الشهيد عقل برصاصة في رأسه، عانى على إثرها من جراح خطيرة لساعتين، قبل أن يرتقي شهيدا.
بدوره، استنكر قطاع التأهيل بشبكة المنظمات الأهلية استهداف قوات الاحتلال المتظاهرين السلميين، لاسيما الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الاستهداف المباشر كان بالذخيرة الحية والمحرمة دوليا.
وقالت الشبكة في بيان لها، إن قوات الاحتلال أصابت العشرات من ذوي الإعاقة بشكل متعمد خلال المشاركة في مسيرات العودة السلمية.
وأضافت: "ولم تستثنِ قوات الاحتلال ذوي الاعاقة من نيرانها، فقتلت ثلاثة من ذوي الإعاقة المشاركين في مظاهرات العودة السلمية وهم الشهيد أحمد عقل 25 عاما من مخيم جباليا والذي كان يعاني من إعاقة حركية، والشهيد تحرير وهبة 18عاما من محافظة خانيونس الذي كان يعاني من إعاقة سمعية، والشهيد شادي الكاشف 33عاما من رفح وكان يعاني من إعاقة سمعية أيضا".
وكانت قوات الاحتلال قد استهدفت الشهيد إبراهيم أبو ثريا 30 عاما والذي يعاني من اعاقة حركية من مدينة غزة في الخامس عشر من شهر ديسمبر الماضي.