قائمة الموقع

مكتوب: فورين بوليسي: هذا هو هدف ترامب من قراره وليس "النووي"

2018-05-10T05:27:24+03:00
صورة
لندن - الرسالة نت

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للباحث في جامعة هارفارد، الأكاديمي ستيفن وولت، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه هدف واحد من الخروج من الاتفاقية النووية، لكنه لا يملك خطة لكيفية تحقيقه.

ويقول وولت: "أخيرا خنع ترامب لأنانيته، والحسد النكد لباراك أوباما والداعمين المتشددين له والمستشارين الصقور الجدد له، وعلاوة على هذا كله جهله، وخرج من خطة العمل الشاملة للاتفاق".

ويرى الباحث في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "هذا القرار مع قرارات أخرى ستكون الأكثر تأثيرا ومهزلة في السياسة الخارجية، ولا بد من معرفة أين سنذهب، من هنا، فإن قرار ترامب لا يهدف لمنع إيران الحصول على السلاح النووي، فلو كان هذا غرضه لحافظ على الاتفاقية النووية التي شهد الجميع أنها منعت إيران من مواصلة طموحاتها النووية".

ويؤكد وولت أن "الولايات المتحدة هي الطرف الذي فشل بالوفاء بتعهداته، ولا يهدف ترامب من تمزيق الاتفاقية لمواجهة التأثير الإيراني في المنطقة ودعم بشار الأسد وحزب الله، فلو كان هذا ما يريده لحافظ على الاتفاقية التي تمنعها من الحصول على السلاح النووي، ولتعاون مع بقية الدول للضغط عليها، ولن يستطيع ترامب جمع التحالف الدولي الذي دعم الاتفاقية، بل لن يدفع إيران للتفاوض بعد اكتشافها أنه لا يمكن الوثوق في واشنطن".

ويتساءل الكاتب: "فما الذي يحدث هنا؟ باختصار، إنه يقوم بالخروج من الاتفاقية بناء على رغبة بوضع إيران داخل (نقطة الجزاء)، ومنعها من إقامة علاقات طبيعية مع الغرب، والهدف هو توحيد إسرائيل، الجناح المتطرف من اللوبي الإسرائيلي (إيباك)، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، والصقور الذين يمثلهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، وهؤلاء يخافون مع حلفاء أمريكا في المنطقة من الاعتراف يوما ما بإيران، ومنحها مستوى من التأثير، فليست الهيمنة الإقليمية هي التي تريدها إيران، لكن الاعتراف بأن لها مصالح إقليمية يجب التعامل معها، وهذا أمر بغيض على الصقور، الذين يريدون الحفاظ على عزلة إيران ونبذها للأبد".

ويشير الباحث إلى أن "الصقور يرون أن هناك طريقين لتغيير النظام، الأول من خلال ممارسة الضغط على إيران؛ أملا في حدوث انتفاضة شعبية تطيح بحكم الملالي. أما الثاني، فهو دفع إيران لاستئناف برامجها النووية، وهو ما يعطي واشنطن المبرر لشن هجوم عسكري عليها".

ويعلق وولت قائلا إنه "بالنسبة للخيار الأول، فهو مجرد تعلل بالأماني، حيث استمر الحصار على كوبا مدة 50 عاما، ولم ينهر نظام فيديل كاسترو، ولم يؤد حصار استمر ستة عقود أو يزيد على كوريا الشمالية إلى انهيار النظام فيها، كما لم يمنعها من مواصلة البحث عن السلاح النووي".

ويقول الكاتب: "قيل لنا إن النظام الإيراني على حافة الانهيار، ولم يحدث هذا، ولم تطح العقوبات بصدام حسين ولا بمعمر القذافي، وشعر الصقور بالجذل قبل أشهر عندما اجتاحت إيران تظاهرات وتوقعوا انهيار النظام، لكن أمريكا شهدت تظاهرات أوسع منذ وصول ترامب للحكم، فهل يعني هذا تغييرا قريبا للنظام في البلاد؟".

ويجد وولت أنه "في الوقت الذي تساعد فيه العقوبات على دفع المعارضين للتفاوض وتغيير مواقفهم، إلا أن الخروج من الاتفاقية النووية لن يركع إيران، وحتى لو حصل تغيير في النظام فلن يحصل استقرار في إيران، ففي العراق غيرت أمريكا النظام، وتركت وراءها الفوضى وتنظيم الدولة، وتكررت القصة ذاتها في ليبيا والصومال واليمن وأفغانستان وسوريا، حيث تدخلت قوى أجنبية".

ويعتقد الباحث أن "خيار المواجهة، الذي يقوم على فرضية توجيه ضربة عسكرية، على طريقة صقور بوش (الصدمة والترويع)؛ أملا في دفع الإيرانيين للانتفاضة والتخلص من حكامهم، سيناريو مضحك، ففي اللحظة التي تغير فيها الطائرات الأمريكية والإسرائيلية على إيران، سيكون رد فعل السكان هو دعم حكامهم، والتعبير عن حس الولاء للوطن".

ويؤكد وولت أن "الغارات الإسرائيلية أو الأمريكية لن توقف طموحات إيران النووية، وربما أخرتها لعام أو عامين، بل ستقنع كل إيراني بضرورة تأمين سلاح ردع، تماما كما فعلت كوريا الشمالية، ولو اندلعت حرب إقليمية وأدت إلى خسارة أرواح وبذرت فيها أموال، فسيتحمل مسؤوليتها ساكن المكتب البيضاوي، ولن يستطيع إخفاء الحقيقة من خلال حرف اللوم على الآخرين أو كتابة تغريدات على (تويتر)".

ويلفت الباحث إلى أن "ترامب لا يقدم سياسة خارجية منضبطة، كما وعد ناخبيه عام 2016، ولا يقوم بتصحيح أخطاء سلفه الكثيرة، بل إنه يجرنا إلى السياسة الخارجية الساذجة غير الواقعية وغير المقنعة، التي تبناها جورج دبليو بوش في ولايته الأولى، وتعيينه لبولتون وبومبيو في مجلس الأمن القومي والخارجية، وترشيحه لجينا هاسبل لـ(سي آي إيه) ليسا عودة للتشينية (نسبة إلى ديك تشيني)".

ويختم وولت مقاله بالقول إن "أمريكا في عهد ترامب أصبحت ترتكب الأخطاء، لكن بعد النظر في الخيارات الصائبة كلها".

اخبار ذات صلة