كشف موقع إسرائيلي، عن مظاهر حرب "سرية" إلكترونية، تشنّها إسرائيل على إيران، وتقوم بشكل أساس على اختراق البريد الإلكتروني واعتراض المكالمات الهاتفية لقيادات عسكرية وميدانية، بهدف بناء بنك أهداف يتم ضربها، لتحقيق مصالح تل أبيب الإستراتيجية والأمنية، في سورية تحديداً.
وفي تقرير نشره، اليوم السبت، كشف موقع "وللا"، أنّ منظومة التجسس الإلكتروني التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية المعروفة بـ"وحدة 8200"، تعمد إلى التعرّف على مضامين الصور والتقارير التي ترسل عبر الفاكس، والرسائل الخاصة التي ترسل من الهواتف النقالة، للقيادات العسكرية الإيرانية، سيما تلك العاملة ضمن "الحرس الثوري".
وبحسب أمير بوحبوط، المعلّق العسكري الذي أعد التقرير للموقع، فإنّ المواد الاستخبارية التي تجمع يومياً من خلال عمليات الاختراق، يتم تجميعها في وعاء ضخم، ومن ثم يتم تصنيفها حسب الوحدة الموضوعية، وربطها من جديد ببعضها البعض، من أجل تشكيل تصوّر استخباري أشمل؛ يساعد على تحسين قدرة إسرائيل على مواجهة إيران.
وأضاف بوحبوط "يحدث أحياناً أنّ عبارة وردت في مكالمة هاتفية بين ضابطين إيرانيين، تحدث تحولاً كبيراً في التصور الاستخباري بشأن مخططات إيران".وأوضح أنّ "لواء الأبحاث" التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية، يتولّى عملية تحليل المواد الاستخبارية التي يتم جمعها، واستخلاص استنتاجات منها.
ولفت إلى أنّ "وحدة 8200" عمدت إلى تخصيص طاقات، من أجل تحسين قدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية من داخل القواعد العسكرية السورية التي يتواجد فيه الإيرانيون، بهدف التعرّف على طابع الأنشطة التي تقوم بها، والإحاطة بالمخططات التي تنوي طهران تنفيذها مستقبلاً.
كما أشار إلى أنّ إسرائيل استندت إلى هذه المعلومات في تنفيذ عدد كبير من عمليات القصف التي لم تقم بالإعلان عنها، باستثناء الغارة التي استهدفت، قبل 4 أيام، موقعاً إيرانياً في منطقة الكسوة جنوبي دمشق.
وادّعى التقرير أنّ الأنشطة الاستخبارية التي نفّذتها "وحدة 8200"، نجحت في التعرّف على مخططات "الحرس الثوري" الإيراني للرّد على الهجمات التي شنّتها إسرائيل، مشيرة إلى أنّ الجيش قرر الكشف عن هذه المخططات، بهدف ردع طهران عن تنفيذها.
وأشار إلى أنّ ممثلين عن "وحدة 8200"، ووحدة الأقمار الصناعية "9900"، ولواء الأبحاث يعكفون على بناء بنك أهداف، استناداً إلى المعلومات الاستخبارية، مشيراً إلى أنّ المواقع الإيرانية التي ضربت في سورية، مؤخراً، تم تحديدها مسبقاً من خلال التعاون بين هذه الجهات.
وأضاف أنّ "تعاظم النفوذ الإيراني في سورية، مثّل مسوّغاً كبيراً لزيادة الاستثمار في مجال جمع المعلومات الاستخبارية، عن تحرّكات الحرس الثوري هناك".
تحليل شخصية سليماني
وذكّر التقرير بأنّ لواء الأبحاث توصّل، قبل عامين، من خلال دراسة المواد الاستخبارية الخام التي تم جمعها، إلى التوصّل لقناعة مفادها بأنّ قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري"، عازم على تعزيز الوجود الإيراني العسكري داخل سورية، من خلال الدفع بعشرات الآلاف من عناصر المليشيا الطائفية، بهدف السيطرة على مناطق واسعة من سورية.
ولفت بوحبوط الأنظار إلى أنّ لواء الأبحاث، عكف على تحليل شخصية سليماني بهدف المساعدة في بناء توقعات بشأن سلوكه مستقبلاً، لافتاً إلى أنّ تامير هايمان الرئيس الجديد لشعبة الاستخبارات العسكرية، هو من أوصى المسؤولين السياسيين في تل أبيب، بتنفيذ العمليات في العمق السوري، الهادفة للتشويش على مخططات سليماني.
وشدد على أنّ ضباطاً وجنوداً إسرائيليين من أصول إيرانية، يلعبون دوراً مهماً في تنفيذ عمل الوحدة، من خلال إتقانهم اللغة الفارسية وإحاطتهم بالثقافة الإيرانية.
وأشار إلى أنّ عناصر الوحدة يعملون داخل مبنى يقع في عدة طوابق تحت الأرض، لافتاً أيضاً إلى أنّ الضباط والجنود يعملون في المبنى، على مدار الساعة من دون توقف.