سوسن زوجة المختطف زياد مريش

"سوسن"ظلم أجهزة فتح أقعدها المستشفى وترك أبناءها دون أب و أم

سوسن مريش على سرير المستشفى
سوسن مريش على سرير المستشفى

الضفة الغربية-الرسالة نت

على سرير المشفى ترقد ململمة الآم جسدها الذي أنهكه الظلم, وعقلها مع أبنائها الذين تركتهم وحدهم دون أب أو أم.

سوسن عزت فؤاد مريش (جيوسي) 41 عاما مواليد مدينة نابلس, في عيونها تقرأ قصة ألم لم يصنعه الاحتلال الذي تمرس على الإجرام, وإنما صاغت تفاصيله أجهزة سلطة فتح بالضفة المحتلة, والتي أحالت حلم عائلتها بالاستقرار لكوابيس سجن وتفتيش.

اعتقالات الزوج

وقفت كقلعة شماء خلف زوجها زياد نبيه فتح الله مريش 47 عاما, فحفظت بيته واحتضنت أولاده في اعتقالاته المتعددة والتي بلغت ستة اعتقالات, ثلاثة لدى قوات الاحتلال وثلاثة أخرى على يد أجهزة السلطة في الضفة.

ولم يتوقف الأمر عند اعتقال الزوج وإنما تضاعفت المعاناة بمرض الأبناء, نبيه, سنا, سما , دانيا, ثمار حياة ملؤها المعاناة لزوجين صابرين, نبيه الابن البكر يحتاج لعملية جراحيه في ظهره اثر انزلاق فقرة من فقرات عموده الفقري, وسنا تعاني من عدة مشكلات في القلب, وسما أيضا تنتظر إجراء عملية قلب مفتوح, ودانيا ذات العامين والنصف تعاني من مشكلة في الأذن.

رغم هذه الابتلاءات التي ضاعفت من معاناة ام نبيه في اعتقالات زوجها فإن من يجالسها يلمس احتسابها للأجر من الله مما يحيل جبال الألم إلى أمل براحة أبدية في الجنة بإذن الله . 

تكريم زوجات الأسرى

ومما يدمي القلب ان تنال أيدي أجهزة فتح في الضفة من ام نبيه زوجة الأسير وتعتدي عليها بالضرب على مرأى الناس في الشارع وحشية أثارتها براءة طفلتها التي سألت أمها عن أفراد الأجهزة المنتشرين بالشوارع بقولها :ماما هدول اليهود الي اخذوا بابا؟؟, ولم تكمل سؤالها فقد قطعه إطلاق الرصاص وصرخات أمها بين يدي الأجهزة التي اعتبرت سؤال الطفلة تعرضا لها!! ولتنقل ام نبيه للمستشفى ولتثبت السلطة وأجهزتها ان هذا هو التكريم الذي تقدمه لزوجة الأسير في سجون الاحتلال.

أم نبيه وقبل الإفراج عن زوجها من سجون الاحتلال بدأت الأجهزة ودون أدنى وجل او خجل باستدعائها للتحقيق بمقراتها حيث تم استدعاؤها ثلاث مرات لسؤالها عن زوجها الأسير وعمله مديرا لمركز الخدمة المجتمعية التابع لجمعية التضامن الخيرية,  ولم يمض ايام على الإفراج عن زوجها من سجون الاحتلال الإسرائيلي في الاعتقال الأخير الذي استمر 29 شهرا, حتى كانت أجهزة السلطة تعد له زنزانة استقبال في سجن الجنيد ذلك السجن الذي لم تنس ام نبيه الأشهر الخمس التي قضاها زوجها به عام 1997, فاعتقلته المخابرات لمدة 82 يوما وبعد 24 يوما فقط من الإفراج عنه كان الوقائي بانتظاره ولازال الى الان قيد الاعتقال منذ 10 أيام .

 وكان الاستدعاء الرابع لها بعد الإفراج عن زوجها من سجون الاحتلال واعتقاله لدى الأجهزة حيث اقتحمت الأجهزة منزلها وأرعبت أطفالها بغياب والدهم في سجن الجنيد وعاثت في المنزل خرابا وفسادا قبل ان تبلغها بموعد جديد للتحقيق معها.

وتقول ام نبيه:" وكان زلزالا ضرب المنزل وأحاله خرابا", وتصف حال أبنائها بقولها:" حالة من الرعب دبت في قلب أبنائي وخاصة بناتي الصغيرات وكانت اكبر خشية لدي ان يحصل لابنتي سما سوء وقلبها لا يحتمل رؤية هذه المشاهد وبدأت بالبكاء وعادت تشكو من الم في موضع عمليتها الأخيرة".

الاستدعاء الأخير

ذهبت ام نبيه لمقر الأمن الوقائي خشية على زوجها المختطف لديهم, لتحتجزها الأجهزة من الساعة العاشرة وحتى الرابعة والنصف بعد تفتيشها تفتيشا دقيقا ومهينا, ثم لتوضع في زنزانة لا يوجد بها الا فرشه, ولم تكترث الأجهزة لوضعها الصحي الصعب حيث انها تعاني من السكري والضغط والقلب وسبق لها ان أجرت 31 عملية جراحية مما جعل في جسدها خرائط ألم متواصل.

  وأكثر ما اثر في نفس ام نبيه ان يفتح الزنزانة عليها جندي بعد ساعات من الاحتجاز فجأة ودون سابق انذار ودون ان تنبهها لذلك مجندة !!, في وقت لا يحصل مثل هذا الأمر مطلقا في سجون الاحتلال.

تخلل ساعات الاحتجاز جلستي تحقيق أدارها مدير الأمن الوقائي في مدينة نابلس طالب دغلس ومما يدعو للألم أنه أخذ يحدثها كيف انه اجتمع مع الشهيد المجاهد يوسف السركجي وزوجها زياد في زنزانة واحده!!, دون أن يتوارى خجلا من انه اليوم يكبل زوجها زياد زميل أسره ويلقيه في زنزانة فلسطينية.

ومن الجدير بالذكر أن بطاقة هويتها لازالت محتجزة حتى اليوم .

الى المستشفى

لا عجب أن ينقلها الم الجسد وألم النفس التي تحترق على أخبار زوجها وتدهور حالته الصحية في زنازين الأجهزة إلى مستشفى الاتحاد في نابلس, ولتترك وراءها بناتها الصغيرات وحدهن, ولتجاهد الضغط المرتفع والسكري الذي أقعدها الفراش وحرم أبناءها الأم بعد ان حرمتهم السجون الأب.

 

البث المباشر