برغم الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالقضية الفلسطينية، إلا أن فلسطينيي الخارج في مخيمات الشتات وأوروبا كانوا على موعد مع دعم مسيرات العودة التي انطلقت في قطاع غزة منذ يوم الأرض 30 مارس، وتتزامن ذروتها مع ذكرى النكبة في 15 مايو الحالي.
ومن المقرر ان تشهد عدة دول عربية وأوروبية مراكز للتجمع بالتزامن مع الفعاليات التي ستشهدها حدود غزة، ومن أبرز تلك المناطق لبنان والأردن وإسطنبول ولندن وغيرها من العواصم الأوروبية على مدار اليوم وغد الثلاثاء.
من جهتها، دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار الفلسطينيين في الخارج والشتات للتوجه للسفارات الإسرائيلية والأمريكية ومقرات الأمم المتحدة للاحتجاج على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة".
ومن المقرر أن تصل فعاليات المسيرة ذروتها يومي الاثنين والثلاثاء وسط دعوات لاجتياز السياج الأمني شرقي قطاع غزة في محاولة للعودة إلى الأراضي المحتلة، وتطبيق القرارات الدولية بهذا الشأن بعد عجز المجتمع الدولي، فيما دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده للاحتشاد الكبير الاثنين والثلاثاء في الذكرى الـ70 للنكبة.
وعن فعاليات لبنان، قررت الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية اللبنانية اقامة تجمع شعبي فلسطيني لبناني كبير يوم الثلاثاء 15 ايار/ مايو الساعة الخامسة عصرا، في قلعة الشقيف جنوب لبنان، وذلك من ضمن مسيرات العودة الكبرى التي ينظمها الفلسطينيون والقوى الوطنية والاسلامية في أكثر من أربعين دولة على مستوى العالم وبالأخص في الدول المحيطة بفلسطين المحتلة.
وستشارك قطاعات فلسطينية ولبنانية في هذا التجمع الذي ستلقى فيه كلمات للقوى الفلسطينية واللبنانية، ويقام التجمع في قلعة الشقيف التاريخية رمز المقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث واجه المقاومون الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات وأفشلوا تقدمه باتجاه الجنوب، وسطر المقاومون الفلسطينيون هناك ملحمة بطولية رائعة أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 مما أجبر وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون ورئيس حكومة الاحتلال مناحيم بيغن على زيارتها.
وبدأت الاستعدادات في المخيمات الفلسطينية لهذا التجمع ووزعت الدعوات وعلقت البوسترات، وستبدأ الإذاعات النقالة بالتجول داخل المخيمات، كما عقدت القوى الفلسطينية داخل المخيمات لقاءات للتنسيق وتحديد أماكن انطلاق الباصات ومتابعة الشؤون التنظيمية.
وفي التعقيب على ذلك، أوضح محمد الحاج موسى أحد القائمين على مسيرات العودة في لبنان أن المشاهد الصادرة من حدود غزة أوجدت حالة من الزخم غير المسبوق في فعاليات العودة لهذا العام، ودعما سياسيا ومجتمعيا من كافة الجهات في لبنان.
وأكد الحاج موسى في اتصال هاتفي مع "الرسالة" ان الفعاليات بدأت منذ أسابيع في كافة مخيمات اللاجئين في لبنان، فيما ستصل الذروة خلال اليومين الحاليين، بمشاركة واسعة من عشرات آلاف اللاجئين في فعاليات العودة التي ستنظم في المخيمات بدعم من الفصائل الفلسطينية واللاجئين.
وبيّن أن العام الحالي ستشهد الجامعات والمدارس فعاليات التأكيد على العودة لفلسطين، وهي المرة الأولي التي تكون فعاليات مسموح بها بشكل كامل في المؤسسات التعليمية، عازيا ذلك إلى الأحداث التي تشهدها غزة التي وصلت صورها إلى كافة الأطراف المتابعة للشأن الفلسطيني، وأوجدت لدى الجميع رغبة في دعم الثائرين بغزة.
وشدد على انه لو تم السماح للاجئين الفلسطينيين بالمشاركة في فعاليات على الحدود الفاصلة بين لبنان والأراضي المحتلة عام 1948 لما بقي لاجئ في مخيمه، وانتفض الجميع في اتجاه الحدود كما حصل عام 2011.
أما على صعيد فعاليات العودة في الأردن قال حمزة منصور الأمين العام السابق لجبهة العمل الإسلامي إن الأردن يشهد حراكا فاعلا للتحضير لمسيرات العودة التي ستنطق في عدة مناطق يومي الاثنين والثلاثاء دعما للجهود المبذولة في المسيرات على حدود قطاع غزة منذ 30 مارس الماضي.
وأضاف منصور في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الفلسطينيين في الأردن يتابعون عن كثب تطورات مسيرات العودة، ويحضرون للمشاركة فيها ودعمها خلال اليومين الحاليين، مشيرا إلى أن عددا من المؤسسات المحلية والسياسية ستشارك الفلسطينيين في فعالياتهم التي ستكون في عدة محاور.