حالة من الاستنفار سادت منذ ساعات الصباح في جميع ارجاء قطاع غزة وصولا إلى الحدود الشرقية، وذلك تزامنا مع ذكرى النكبة السبعينية، حيث توجه الشيوخ قبل الشبان كما اعتادوا منذ الثلاثين من اذار الماضي، لكن اليوم كان مختلفا حيث تشهد الحدود مليونيه بشرية.
بدأت الحشود والجماهير بالزحف منذ المساء حينما صدحت مآذن المساجد بالتكبير وكأنه العيد، فلم يتوان الغزيين عن الاستجابة للنداء فهم دوما هناك على الحدود يمارسون طقوسهم السلمية.
ويشهد قطاع غزة اليوم اضراب عام في الذكرى الـ 70 للنكبة بالتزامن مع نقل السفارة الامريكية إلى القدس.
ورغم التحذيرات التي القتها الطائرات الإسرائيلية عبر المناشير صوب خيام العودة الحدودية إلا أن الجماهير لم تكترث وراحت كالسيول البشرية تنتشر من شمال إلى جنوب القطاع.
وقبل ساعات الظهيرة تمكنت أعداد كبيرة من المتظاهرين باقتحام السياج الفاصل شرق مدينة غزة، غير ابهين لرصاص الاحتلال الذي أصاب العشرات من المشاركين، عدا عن الطائرات الاسرائيلية التي ألقت مواد حارقة في عدد من نقاط التماس المتاخمة للسياج الحدودي بغزة، لكن المتظاهرين السلميين لم يستسلموا وأسقطوا طائرة استطلاع اسرائيلية على الحدود.
كما واندلعت النيران قرب موقع اسناد صوفا العسكري شرق رفح بفعل طائرة ورقية حارقة، عدا عن حرق أحراش موقع بوابة المدرسة الصهيونية شرق البريج.
واندلعت مواجهات أخرى بين الزحوف البشرية وقوات الاحتلال على طول الشريط الحدودي في غزة مع نقل السفارة الامريكية الى القدس.
ودخل قطاع غزة منذ أسبوع ما يقارب الـ 300 صحفي أجنبي دخلوا قطاع غزة لتغطية مسيرات العودة ليرفع عدد الصحفيين الأجانب المتواجدين بالقطاع إلى 600.
وعمل المكتب الاعلامي الحكومي بتسهيل دخولهم من أجل طمأنة العالم بأن هذا الحراك سلمي مدني يقوم به شعب أعزل ولا يوجد ما يخشاه أو يخفيه عن الكاميرات، كما قال سلامة معروف رئيس المكتب الاعلامي الحكومي.
وطالب، الصحفيين الأجانب بتغطية مجريات أحداث مسيرة العودة بموضوعية وتوثيق كل ما يجري بمهنية.
بدوره، أكد المحلل السياسي حسام الدجني على أن الشعب الغزي يعيش نقطة تحول بخروج الجميع إلى الحدود، داعيا أهالي الضفة المحتلة بالخروج أيضا صوب الحدود وعدم الاكتفاء بالفعاليات الداخلية.
وشدد على أن المطلوب من الشارع الفلسطيني، أن يجعل يومه هذا لتأصيل مرحلة جديدة ووقف المعاناة وعدم التسليم للواقع ورفض حدود 1967، او العيش تحت بساطير الاحتلال، ولابد من انتزاع الحقوق.
ودعت حركة حماس في وقت سابق جميع الفلسطينيين للمشاركة في مسيرة العودة للتأكيد على التمسك بالحقوق ورفض صفقة القرن.