رامي خريس
الألغام والقذائف الملتهبة من شدة حرارة الصيف قد تنفجر في أي لحظة في منطقة الشرق الأوسط الذي يعيش فوق برميل بارود ، فالصراع القائم بين (إسرائيل) ومحيطها العربي والإسلامي لم ينته بالرغم من محاولة بعض الأطراف تبريد سخونة الأجواء الحديث عن عملية تسوية أو مفاوضات هنا أو هناك مع العلم المسبق بفشلها .
من زاوية أخرى من المشهد فإن (إسرائيل) ومن ورائها الولايات المتحدة لديهما برامج وخطط لحروب أو لضربات عسكرية قادمة وقريبة كما يرى بعض المراقبين ، وقد تكون التحرشات الإسرائيلية على الجبهات المختلفة بمثابة عملية تسخين أو اختبار لاستعداد الخصوم .
مغامرات
وفي غزة أقدمت قواتها على قصف عدة مناطق وأهداف مختلفة واغتالت القائد في كتائب القسام عيسى البطران الذي فشلت في اغتياله أثناء حرب الفرقان في العملية التي استشهدت فيها زوجته وأبنائه الخمسة.
وكل ما فعلته قالت انه ردة فعل على قصف المجدل بصاروخ "غراد" الذي لم يتبنى إطلاقه أي فصيل فلسطيني ، ولكن حكومة الاحتلال قالت ان حماس تتحمل المسؤولية .
وأكثر من ذلك ادعت مصادر أمنية مصرية في القاهرة لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن المعلومات الأولية تشير إلى أن فصائل فلسطينية من قطاع غزة هي من يقف وراء الصواريخ التي أطلقت على ايلات وسقط أحدها في العقبة " ، وهو أيضاً ما نفته جميع الفصائل الفلسطينية ، ويتناقض مع تصريحات مصرية سابقة نفت إطلاق أية صواريخ من سيناء" .
واستمرت التحرشات على غزة بقصف مجموعة من المقاومين شرق مدينة خان يونس استشهد على أثره الشاب شريف بدير وأصيب اثنان منهم بجراح.
في هذه الأثناء كان لجيش الاحتلال مغامرة أخرى على جبهته الشمالية عندما حاولت قواته اختبار الجيش اللبناني بقطع شجرة داخل الحدود اللبنانية وتطور الأمر إلى وقوع اشتباك استشهد على أثره ثلاثة من اللبنانيين عسكريين وصحفي وعدد من الإصابات ، وسقط ضابط إسرائيلي بنيران الجيش اللبناني .
جس نبض
وهكذا حاولت (إسرائيل) على ما يبدو "جس نبض" الجبهات كما يقول بعض المراقبين أو "اختبار" استعدادات أعدائها كما يقول آخرون.
ويتوقع المراقبون أن تكون لتلك التحرشات علاقة بحالة الاستعداد التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وتدريباته المتواصلة التي يقوم بجزء منها في رومانيا التي يقول بعض الخبراء العسكريين أن بعض جبالها وتضاريسها تشبه إلى حد كبير تضاريس إيران ، وهنا يربط المحللون العسكريين بين تلك التدريبات وما يقدم عليه جيش الاحتلال من تصعيد في غزة أو تحرش بلبنان.
وكان الاشتباكات في الجنوب اللبناني والعدوان على غزة جاء بعد زيادة التصريحات الساخنة للإسرائيليين عسكريين وسياسيين، وتهديدهم المتكرر للمقاومة التي يرون أنها بالهدوء الذي يسود هذه المرحلة تستطيع زيادة وتعاظم قوتها، وهو ما ترى "(إسرائيل) فيه تهديداً جدياً لها.