الفيلسوف هو الشخص الحكيم والفلسفة هي الحكمة، لكن استخدام هذا اللفظ شعبياً أو عند عامة الناس له هدف مختلف تماما فالفيلسوف عندهم هو الشخص المتحذلق، والفلسفة الزائدة هي إحاطة الفكرة بهالة من اللَبس المصطَنَع لإظهار أن لدى الشخص فهمًا وثقافة أكثر من غيره.
في زماننا هذا هناك القليل من الفلاسفة ممن حباهم الله الحكمة والبصيرة، والكثير من الذين لديهم "فلسفة زائدة"، فيتحدثون بما يعلمون وما لا يعلمون، ويهرفون بما لا يعرفون، ويتحدثون عما يجهلون.
في السياسة يستشرفون وفي الاقتصاد يحللون وفي الفقه يفتون، وفي إدارة الدولة والأزمات يقررون.
يقولون من المهم أن نفعل كذا، ومن الواجب أن نتجه هنا أو هناك، ومن "الحكمة" ألا نورد أنفسنا المهالك.
يتحدثون عن "الواقعية" و"العقلانية" و"الفرص المتاحة" و"معطيات البيئة الإقليمية" ينقلون عبارات جاهزة وألفاظ لاتينية.
"الاستراتيجية" والتكتيك" و"الجيوسياسية" و"الديماغوجية" و"ديروا بالكم من فتحية" ، بيكفي هيك يبدو دخلنا في الفذلكة السياسية.