قائمة الموقع

الرياضة النسائية بغزة بين الواقع والطموح

2010-08-05T11:58:00+03:00

غزة/ أمينة زيارة    

تعاني الرياضة النسائية في قطاع غزة أزمة كبيرة جراء تغيبها عن الساحة الغزية وحالة التهميش التي تحياها من قبل المجتمع والمؤسسات المختصة، فقد عاشت تلك الرياضة بين جدران الماضي حبيسة حوائط البيوت المغلقة، فلم تجد من يدعمها  وينعشها من جديد، لذا قامت مجموعة من الفتيات بخطوة تفعيلية جديدة لإنعاشها عن طريق مشروع مسابقات رياضية صيفية لاختيار أنواع من الرياضات تلاءم الفتيات، "الرسالة " شاركت الفتيات يوم من التدريبات ونقلت الصورة للقراء.

إنعاش الرياضة النسائية

وتقول إسراء العمراني المشرفة على مشروع إجراء مسابقات رياضية للفتيات: من خلال نظرة فاحصة على واقع الرياضة النسائية بغزة, وما تعانيه من إهمال وتهميش من قبل النساء أولاً ثم من قبل المسئولين في الحكومات ، يبدو واضحاً للمرء ضرورة إجراء ما يشبه عمليات الإنعاش لهذا الجانب من الرياضة الفلسطينية والتركيز عليها لأهميتها.

وفيما يتعلق بفكرة المشروع تقول: فكرته بسيطة قائمة على إتاحة المجال للفتيات لممارسة رياضتهن المفضلة والمشاركة بالمسابقات التي ستعقد من خلال عقد أربع مسابقات في أربع رياضات هي تنس الطاولة وكرة الطائرة والننشاكو واختراق الضاحية, يتم في اختتامها عقد احتفال بالفائزات وتكريم الجهات الراعية للمشروع.

وتنوه: تم الآن إجراء مسابقتين في الجري وتنس الطاولة حيث اعتمدت تدريبات لياقة الجري في صالة بن ويدر، فقد انضمت للمشروع ما يقارب20 فتاة في الجري و18 بالطاولة، ونحن بصدد إجراء الرياضات الأخرى في الفترة القادمة          حيث استهدف طالبات الجامعة الإسلامية كبداية لتنفيذ المشروع.

الرياضة حياة

وعن أهداف المشروع تبين العمراني: أهدافنا تتركز في تشجيع الفتاة لممارسة الرياضة بشكل متواصل من خلال فتح المجال لها للمشاركة بالمسابقات وإقناعها بضرورة جعل الرياضة أسلوب حياة لها ليست مجرد تمارين، والتأثير على المؤسسات والحكومة لإعطاء مزيد من الاهتمام بالرياضة النسوية  إضافة إلى تخصيص ميزانيات مناسبة للقيام بالأنشطة والفعاليات اللازمة لهن، مضيفة: نأمل أن يكون هذا المشروع خطوة على طريق إنعاش الرياضة النسوية في قطاع غزة.

وعن المشاكل التي تواجه الرياضة النسائية،  تقول العمراني: تمر الرياضة النسائية في غزة بأزمة كبيرة نتيجة حالة التغييب والتهميش نظراً لعدم اهتمام أنفسهن بالرياضة والصحة الجسمية وعدم إقبالهن عن ممارستها، ومن جانب آخر فالمجتمع ينظر للمرأة التي تمارس الرياضة بأنها خرجت عن المألوف ، إضافة إلى  غياب الدور الملموس من قبل المؤسسات الرياضية المختصة كوزارة الشباب والرياضة والأندية الرياضية الغزية،  مضيفة: عندما قدمنا هذا المشروع وجدنا رضا وقبول من مؤسسات ليس لها صلة بالرياضة، مطالبة وزارة الرياضة بتفعيل دورها والاهتمام بالرياضة النسائية كأحد ركائز الرياضة العالمية وعمل ورشات توعية للنساء بأهمية ممارسة الرياضات المتنوعة التي تليق بالمرأة.

وتعلق: رغم شعورنا بان هذه التجربة خطوة لتفعيل الرياضة النسائية إلا أنها لازالت تحتاج لمزيد من الجهود والدعم لتغيير الواقع الرياضي الموجود وتقبل وجود المرأة في الرياضات.

إقبال غير متوقع

ومن جانبها توضح إحسان الصيفي المشرفة على متابعة تنفيذ المشروع، أن مشروعهم لاقى إقبالاً غير متوقع،  خاصة أن نظرة المجتمع للفتاة التي تمارس الرياضة غير عادية حيث انضمت للمشروع ما يقارب 40 فتاة، وعن اختيار تلك الأنواع من الألعاب الرياضة للفتيات تقول: تم اختيار رياضة التنس نظراً لوجود عددً من الفتيات اللاتي يتقن لعبها، أما مسابقة الطائرة فهي من الرياضات غير المفعلة للفتيات في القطاع, فغالب الإناث ممن مارس هذه الرياضة في مرحلة المدرسة، لذا عندما تخرج الطالبة من فريق الطائرة بالمدرسة لا تجد مكان تواصل فيه لعبها, لأجل هذا تم اقتراح عمل مسابقة في هذه الرياضة.

وتستطرد: ستقام  تمرينات ومباريات تلك المسابقة في صالة سعد صايل الرياضية بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة بهذا الخصوص.

وفيما يتعلق بعدد المشاركين تقول: سيشارك في هذه المسابقة 6 فرق على مستوى جامعات القطاع وهي فريق الكلية الجامعية, وجامعة الأزهر والأقصى, والإسلامية، مبينة أن طاقم التحكيم يتكون من مدرسات التربية الرياضية في المدراس والوزارة، مشيراً إلى ان تمويل المسابقة سيعتمد في غالبه على ما تقدمه وزارة الشباب والرياضة ومحلات العشي للأجهزة والأدوات الرياضية.

وتستدرك الصيفي: تم اختيار رياضة أخري نسائية وهي الننشاكو، مؤكداً أنها موجودة بغزة بكثرة، لكنها تتعرض للتوقف بين الحين والآخر لصعوبة العثور على أماكن بمواصفات مناسبة لتدريب الفتيات.

رياضة مغيبة

وفي سياق متصل، تعبر الطالبة باكزة ضيا زاده عن سعادتها بانضمامها ضمن مشروع المسابقات الرياضة التي تضع الرياضة ضمن أولويات حياتها فتقول: واجهت انتقادات كثيرة بعد انضمامي للمسابقات الرياضة ممن حولي بقولهم" الرياضة قلة عقل" خاصة أن الرياضة النسائية في غزة مغيبة ومهمشة من المجتمع والمؤسسات المختصة، مضيفة: عندما رأيت إعلان المسابقات الرياضية على لوحة الجامعة سارعت للانضمام لهذه المسابقات لأنها تحقق طموحي واجد متعتي في ممارسة تلك الألعاب خاصة تنس الطاولة والننشاكو، وتأمل الطالبة ضيا زاده أن تكون هذه المسابقات بداية الطريق لتفعيل الرياضة النسائية التي غابت عن الساحات الرياضية لسنوات طويلة.

 

اخبار ذات صلة