شعر : محمود فرحان حمادي
قُمْ حيِّ شَهْـرًا نـوْرُهُ وَضّـاء ..... بِجَلالِـهِ عَـمَّ الوجـوْدَ سَنـاءُ
رَمَضانُ وافى وَالنُّفـوْسُ يَهُزُّهـا .... طَرَبٌ لِيـوْمِ قُدومِـهِ، وَضيـاءُ
وَتَزيَّنَتْ شُهُبُ السَّمـاءِ بِحُلّـةٍ ..... بَرّاقَـةٍ، وَاهْتَـزّتِ الغَـبْـراءُ
وَمَشَتْ جُموْعُ المَسْلِميْنَ لَمَسْجِدٍ ..... الشَّيْخُ تَحْضُنُ عَطْفَـهُ الأَبْنـاءُ
طوْبى لِمَنْ قَـدْ صامَـهُ مُتَبَتِـلاً .... للهِ فـيْـهِ بِـذِكْـرِهِ سيْـمـاءُ
رَمَضانُ جِئْـتَ مُنـوِّرًا أَيّامَنـا ... فانْجابَ عَنّا الليْـلُ، وَالظَلْمـاءُ
وَتَقَطّعَتْ سُحُبُ الضَّلالِ، وَمُزّقَتْ ... ما بَيْنَنـا الشَّحْنـاءُ، وَالبَغْضَـاءُ
فيْهِ مَلائِكَةُ السَّمـاءِ تَسابَقَـتْ ... لِتُنيْرَ ما جـاءَتْ بِـهِ الأَحْيـاءُ
تاللهِ ما خابَ الذي قَـدْ صامَـهُ ... بلْ خابَ فيْهِ البَغْيُ، وَالفَحْشـاءُ
وَبِهِ تُصَفَّدُ في البَسيْطَـةِ زُمْـرَةٌ .... إِبْليْسُ بَيْـنَ صُفوفِهـا مَشّـاءُ
يا صائِمي شَهْرِ الصّيامِ سَقَتْكُـمُ ... غَيْثَ السَّماءِ وَخيْـرَهُ الأَنْـواءُ
في أَوّلِ الشَّهْرِ المُبـارَكِ رَحْمَـةٌ ... فيْهـا لِكُـلِّ موحّـدٍ نَعْـمـاءُ
وَتَجيء مَغْفِـرَةُ الإِلـهِ بِوَسْطِـهِ ..... فالكُلُّ في عَفْـوِ الإلـهِ سَـواءُ
وَالعِتْقُ مِنْ نارِ الجَحيْمِ بِآخـرِ ال ... شَهْرِ الجَليْلِ كَما النُفوسُ تَشـاءُ
شَهْرٌ بِهِ صَوْتُ السَّماءِ تَماوَجَتْ ... أَصْداؤهُ، وَانْسـاحَ مِنْـهُ نِـداءُ
في لَيْلَةْ القَـدْرِ التـي ساعاتُهـا .... مُثْلى، وَوابِـلُ غَيْثِهـا مِعْطـاءُ
رَمَضَانُ فيْكَ اللهُ خَـصَّ عِبـادَهُ ... بالخيْرِ إنْ هُمْ لِلحَقيْقَـةِ جَـاءوا
فـي تَوْبَـةٍ وَتَضَـرّعٍ وَنَدامَـةٍ ... إِذْ ذاكَ يُسْعَـدُ مُذْنِـبٌ خَطّـاءُ
وَيَظَلُّ جَيْشُ المَسْلِمينَ على المَدى .. تَخْشاهُ فـي ساحاتِهـا الأَعْـداءُ