الرسالة نت – ياسمين ساق الله
عقب توتر الساحة الغزية في اليومين الماضين بعد شن الكيان الصهيوني سلسلة من الغارات الحربية على بعض المواقع المدنية في قطاع غزة , توقع مختصون بالشأن السياسي الفلسطيني استمرار التصعيد الإسرائيلي وتزايد وتيرته على مدينة غزة في الأيام المقبلة .
وأكد المختصون في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن الأنظمة العربية وسلطة فتح في رام الله منحت حكومة الاحتلال غطاءً لارتكاب مزيد من الجرائم بحق أهالي غزة , منوهين إلى أن التصعيد الإسرائيلي يمثل رسالة للجامعة العربية، مفادها أن "إسرائيل" لن تغير سياسيتها العدوانية بالمنطقة .
وكانت "إسرائيل" قد زعمت أن عدوانها على القطاع الذي أسفر عن استشهاد القيادي في القسام "عيسى البطران" وإصابة العشرات, جاء بعد إطلاق المقاومة عدة صورايخ على مدينة المجدل المحتلة ما الحق إضرارا مادية بالمنطقة.
باسبور
وفي هذا السياق، يري المحلل السياسي نعيم بارود، أن التصعيد الصهيوني مدبر ومقصود وتعسفي ضد القطاع والحكومة الفلسطينية , مؤكدا أن الأنظمة العربية منحت "إسرائيل" غطاءً عربيا وباسبور مرور لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
وأكد أن " إسرائيل مستمرة في جرائمها وعدوانها على الشعب الفلسطيني كلما ضمنت وهرولة فلسطينية وعربية وراء المفاوضات، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة تشديد للحصار وإغلاق للمعابر وغيرها من الإجراءات التعسفية والتهديدات", متابعا:" العرب وسلطة عباس قدموا منحة مجانية للاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم بغزة والضفة والقدس دون مقابل .
ونوه إلى أن "إسرائيل" تعاملت بصلف سياسي وغباء عسكري بتصعيدها الأخير بتوجيهها ضربات لمقرات مدنية بغزة , قائلا:" إسرائيل ضمنت إلى جانبها الرأي العام العربي والمفاوضات وبالتالي ستزيد من عدوانها وتعنتها في الأيام القادمة ".
تعودوا على الإذلال
في حين اعتبر المحلل السياسي د.اسعد أبو شرخ ، التصعيد رسالة إلى المجتمعين بالقاهرة وللجامعة العربية ولسلطة فتح" الماضية في مخططاتها، مفادها أن "إسرائيل" مستمرة في
سياستها التصعيدية بحق القطاع والضفة، مشيراً إلى أن عمليات التهويد والتطهير العرقي متواصلة بالقدس.
وأضاف : الكيان تعود على إذلال العرب وتصعيد سياساته الإجرامية بحقهم كلما اتخذوا قرارا تنازليا لصالحه، مما يدلل على أن النظام الرسمي العربي متخاذل ويقع فريسة للوصايا الإسرائيلية والأمريكية بالمنطقة .
وكانت لجنة المتابعة العربية أعطت خلال اجتماعها الخميس الماضي بالقاهرة ، رئيس السلطة المنتهية ولايته" محمود عباس" الضوء الأخضر لاستئناف المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل، بعد فشل المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت قبل نحو شهرين برعاية أمريكية, بسب إصرار "إسرائيل" على بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي الفلسطيني في القدس والضفة الغربية.
عدوان جديد
وتوقع أبو شرخ أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدا إسرائيليا جديدا متمثلا بالقصف للمقرات واستهداف القيادات الفلسطينية, مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يمتلك بدائل متمثلة بالمصالحة الوطنية لمواجهة أي تصعيد الإسرائيلي محتمل على القطاع, مطالبا الفلسطينيين بالداخل والخارج الاستفادة من الحملات العالمية المناهضة "لإسرائيل" .
وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت إنه منذ انتهاء تلك حرب الفرقان التي شنتها "إسرائيل" ضد القطاع قبل 17 شهرا، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني ,أطلقت فصائل المقاومة ثلاثة صواريخ فلسطينية فقط على المستوطنات الإسرائيلية, حيث ترد "إسرائيل" على مثل هذه الهجمات بشن سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة في غزة، تستهدف الحدود والمنطقة الفاصلة بين القطاع.
وتبقي الساحة الفلسطينية تتأرجح على صفيح ساخن لما ستحمله الأيام القادمة من أحداث وتصعيدات إسرائيلية منتظرة .