قائمة الموقع

مكتوب: جمعة التحدي (الوفاء للشهداء والأسرى)

2018-05-21T06:22:49+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

لم تفصل جمعة التحدي عن يوم الرابع عشر من مايو يوم المجزرة الرهيبة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني ضد المسيرات السلمية المنتشرة على طول الخط الزائل بإذن الله إلا أيام قليلة، وظن الاحتلال أن هذا الارهاب الذي مارسه والذي أدى إلى استشهاد أكثر من ستين فلسطينيين في أقل من أربعة ساعات سيكون درسا رادعا للفلسطينيين وسيحول بينهم وبين إعادة التفكير مرة أخرى بالاقتراب من السلك الزائل؛ ولكن كانت جمعة التحدي (الوفاء للشهداء والجرحى) عنوانا واضحا لمواصلة الحراك، وقد تدفق عشرات الالاف من المواطنين والقيادات نحو مخيمات العودة ولم يرهبهم ارهاب الاحتلال ولم يفت من عضدهم هذا الحجم الكبير من الاجرام الذي يرتكبه الاحتلال بحقهم فكانت رسالتهم "مستمرون في الحراك" حتى تحقيق المطالب التي رفعتها قيادة مسيرات العودة وفك الحصار.

ومن نافلة القول في هذه الجمعة وغيرها من الجمع التي مضت هو هذا التحدي الذي أظهرته قيادات الشعب الفلسطيني جميعا والذين اصروا على تحدي قوات الاحتلال وتحدي تهديداتها بالعودة إلى سياسة الاغتيالات وكأن الاحتلال أوقف هذه السياسة حتى يعود لها، فوجدنا قيادات هيئة الحراك وهي قيادات في تنظيماتها أكثر من مرة تصل إلى نقطة قريبة من تواجد قناصة الاحتلال في أكثر من مرة بل من هددهم الاحتلال بالاغتيال بشكل مباشر (قيادات حماس) إسماعيل هنية ويحيى السنوار وفتحي حماد يتقدمون الجماهير المتحدية للاحتلال نحو أقرب نقطة من تواجده ويلقون بالجماهير كلمة ويلتقون وسائل الاعلام غير آبهين بالاحتلال وتهديداته وقناصته الأمر الذي زاد من ثقة الجماهير بنفسها وهي تجد هذه القيادة رغم التهديد تقف بينها وتتقدم بها حيثما أمكن وأمام مرأى قوات الاحتلال وعلى مسمع منه.

هذا التحدي الذي أبداه هذا الشعب عبر رسالته التي قال فيها لن ترهبنا جرائمك أيها المحتل ومستمرون في مسيراتنا حتى تحقيق أهدافنا، وأن ارتقاء الشهداء يزيد فينا الإصرار على المواصلة لأننا طلاب حق وأصحاب حق وندرك أنك أيها الاحتلال مجرم وارهابي، وأن القتل والتدمير والدماء جزء من عقيدتك، ونحن في نفس الوقت على يقين أن للحرية ثمن واسترداد الارض وإعادة الحقوق ثمن من الشهداء والدماء ولازال لدينا القدرة على دفع هذه الاثمان؛ ولكن في نهاية المطاف أن وجودك على هذه الأرض سينتهي وستعود الأرض إلى أهلها.

هذه التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني ليست هباء منثورة، وليست بالدماء الضائعة هكذا سدى، هذه الدماء أحيت القضية الفلسطينية وصدرتها في كافة المحافل وستكون الوسيلة لإبطال كافة مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية وستكون المعول الذي يكسر هذا الحصار وستكون المدماك الأول في جسر العودة ورد الحقوق المغتصبة.

لقد كانت مسيرات العودة وما زالت تستحوذ على كافة المؤسسات الدولية وتحرك الدول والرأي العام ووسائل الاعلام بل وحركت الشعوب نصرة للفلسطينيين وتضامنا معهم وإدانة للإرهاب الصهيوني، من كان يمكن له أن يتخيل أن تفتح مصر مشكورة المعبر لمدة شهر متواصلة وتسمح للجرحى الذين ضاقت بهم مستشفيات القطاع للخروج إلى مصر للعلاج، هذه الدماء التي سالت حركت العالم العربي فكانت اجتماعات الجامعة العربية وحركت العالم الاسلامي فكانت اجتماعات دول العالم الاسلامي في تركيا وكذلك مجلس حقوق الانسان والذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم الاحتلال.

موقف تركيا المساند والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني والمسيرات التي جابت كبرى مدنها منددة بالجرائم الصهيونية، ما فعلته جنوب افريقيا وما قاله مندوب بوليفيا في مجلس الأمن، المجال يطول ولكن النتيجة تصدر القضية الفلسطينية نتيجة هذه المسيرات وتدفق هذه الدماء الطاهرة.

نعم مستمرون حتى نضع حدا لهذا الاحتلال ولن ترهبنا الدماء التي تسيل بل سترسم لنا الطريق للمستقبل نحو تحقيق الحقوق ونقول للاحتلال سنواصل متحدين ارهابك وسننتصر قريبا وربما أقرب مما يتصوره الصديق والعدو.

اخبار ذات صلة