قائمة الموقع

مقال: فلسطين .. ستبقى العزة والكرامة رغم زمن الذل والمهانة

2018-05-30T10:50:08+03:00
فلسطين .. ستبقى العزة والكرامة رغم زمن الذل والمهانة
غزة - الرسالة نت

النكبة الفلسطينية ..تمر علينا هذه الذكرى وسط تصاعد الهجمة الصهيونية العنصرية ضد كفاح شعبنا الفلسطيني، فمازال الدم الفلسطيني المتدفق في خاصرة هذا الوطن الحبيب الجريح يروي ظمأ آلام أرضنا المغتصبة ، فمعركتنا مع الاحتلال لم تنته بعد وهي متواصلة مع تواصل انتهاكات واعتداءات الاحتلال البربرية ، لا تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال ، فالسنوات الطويلة من عمر الاحتلال لم ولن تفلح في فصل شعبنا عن أرضه ، وإنما زادته إيماناً وتشبثاً وتعلقاً بها .

حقاً أن النكبة ألمت بنا بعد احتلال وطننا عام 1948 ومن ثم إنشاء الكيان الصهيوني على أنقاضه بعد تدمير مدننا وقرانا وعن وجه أرض وطننا , ناهيك عن المجازر الجماعية والفردية وتشريد مئات ألوف الفلسطينيين إلى مختلف المنافي القريبة والبعيدة ..

فالكارثة التي أصبحت تُسمى النكبة أو النكسة لا تزال مستمرة ولا يُمكن محو آثارها إلا بإزالة الاحتلال المسبب لها , ومن ثم إعادة الأرض التي سلبها واغتصبها وإعادة الحقوق لأصحابها وأهلها الفلسطينيين الشرعيين , فالأوطان لا تُستعاد إلا بالمقاومة والجهاد وبذل الغالي والنفيس في سبيلها وتوحيد وتكاثف وحدة الصف الفلسطيني على المستوى الجماهيري والفصائلي ، لذا وجب علينا بناء جيل واعِ واعد يتحلى بالدين والجهاد قادر على تحمل مسؤولياته تجاه نفسه ووطنه ومواصلة الإعداد والتجهيز الجيد لمعركة التحرير الكبرى بكافة السبل والوسائل وفي مقدمتها التسلح بالعلم والمعرفة والأخلاق وتقوى الله .

سبعون عاماً مضت من عمر النكسة التي يترقب كل حر في ذكراها الأليمة والموجعة والمفجعة ما الذي ستؤول إليه الأمور مع مسيرات العودة الكبرى , وكي لا أعود كثيرا إلى الوراء أود الإشارة هنا إلى أن نكبتنا نحن الشعب الفلسطيني بدأت قبل أيار 1948 , فالحقيقة أنها بدأت عام 1917 يوم أن أعطى المجرم بلفور وعده للكيان الصهيوني بإقامة وطن قومي باطل لهم في وطننا فلسطين .

لم تتردد بريطانيا في تنفيذ هذا الوعد الظالم بمنح فلسطين لليهود وفتح أبواب الهجرة والاستيطان على مصراعيها أمام المستوطنين وتسليح عصاباتهم بأحدث الأسلحة آنذاك , وتوفير كل السبل لإنشاء كيانهم المزعوم رغم كل التضحيات التي قدمها شعبنا للحيلولة دون ضياع الوطن فقد أخفقت للأسف في التحرير , وانتهى جزء من الوطن بتوقيع اتفاق أوسلو لإقامة سلطة لا تزال تحت الاحتلال , فيما لا يزال جزء آخر في ظل انقسام فلسطيني مرير ومدمر وظروف إقليمية ودولية مغايرة .

حقاً أن نكبتنا تتجدد كل عام , بل كل لحظة في ظل هذه الأوضاع المأساوية , ولكنها جاءت هذا العام لتكون شاهداً على نكبة إضافية عندما أعلنت أمريكيا متحدية العالم بنقل سفارتها للقدس وإعلانها بأنها عاصمة لما يُسمى إسرائيل رغم معالمها وقداستها الإسلامية والعربية .

بقي لنا القول : أن كل المحاولات التركيعية لتصفية قضيتنا الفلسطينية ستفشل بمشيئة الله , ولا يمكن أن تنجح , وذلك بإصرار شعبنا على الرد بدمائه في كل أرجاء الوطن , خاصة دماء شهداء مسيرة العودة الكبرى التي لم تجف بعد على حدود غزة , فمن المؤكد أن شعبنا بدأ يشق طريقا أكثر وضوحاً بعدما تبين له أنه لم يعد يمتلك طريقاً غير طريق المقاومة والجهاد , الطريق التي توصله إلى النصر والتحرير لإعادة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

 

اخبار ذات صلة