العمليات الفدائية وإطلاق النار على حواجز الجيش ومواجهة قوات الاحتلال في مدن وشوارع الضفة، تتصدر المشهد من جديد بعد تصدي عشرات الشبان الفلسطينيين للجيش (الإسرائيلي) خلال اقتحامهم مخيم الأمعري برام الله وإصابة أحد الجنود بجراح خطيرة الخميس الماضي.
وبعد أقل من أربع وعشرون ساعة أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال وفاة الجندي أحد أفراد وحدة المستعربين "دوفدفان" حيث نقل إلى المستشفى فاقدًا للوعي؛ بعد إلقاء عدد من الشبان الفلسطينيين للحجارة وقطع الرخام من أسطح المنازل خلال عملية اقتحام مخيم الأمعري، سقطت إحداها بشكل مباشر على رأسه وهشمت خوذته.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، شهدت مدن الضفة والقدس المحتلتين، ارتفاعًا في وتيرة العمليات الفدائية وإطلاق النار على الأبراج العسكرية لجيش الاحتلال، وكذلك التصدي لقطعان المستوطنين، رغم شراسة الاعتقالات التي يشنها الجيش (الإسرائيلي) بالتزامن مع حملات أمنية تخوضها أجهزة السلطة لاعتقال المقاومين وزجهم بالسجون، وكذلك تفكيك الخلايا المسلحة التي يجري تشكيلها من وقت لآخر من خلال تسليم أسمائهم للاحتلال.
**ارتفاع وتيرة الهجمات
وعلى ضوء العمليات الأخيرة، أفادت تقديرات (إسرائيلية) بوجود مخاوف لدى جهاز "الشاباك" من عودة تنفيذ العمليات الفدائية بأشكالها المختلفة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال مجددًا بعد أن هدأت الأوضاع خلال الفترة الماضية.
ولاحظ جهاز الشاباك مؤشرات على توجه الفلسطينيين لتشكيل خلايا مسلحة في الضفة، حيث تبدي قيادة جيش الاحتلال مخاوفها من إمكانية انتقال المقاومين إلى تنفيذ الهجمات المسلحة على نطاق واسع، حسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
ونقلت صحيفة معاريف العبرية، عن مسؤولون في الجيش (الإسرائيلي) قولهم "إن هناك زيادة كبيرة في عدد الهجمات والحوادث الأمنية ضد الجيش والمستوطنين في مختلف أنحاء الضفة منذ بداية شهر رمضان".
وقال وزير الحرب (الإسرائيلي) افيغدور ليبرمان، في تغريده عبر "تويتر"، "نرى الحدث خطيرا للغاية، الإرهابي الخميس الذي فعل ذلك لن يهنأ يوما ولا ليلة ولن يمر وقت طويل حتى نلقي القبض عليه حيّا أو ميتا".
**** خيار إنهاء المقاومة فشل
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة أحمد العوري، "إن تصاعد جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في الضفة والقدس، يزيد من إصرار المقاومة على الرد الموجع للاحتلال، والثأر لدماء أبناء الشعب الفلسطيني، ووضع حد للإجرام (الإسرائيلي)".
وتوقع العوري في حديث لـ "الرسالة"، أن ترتفع وتيرة العمليات الفدائية بأشكالها كافة ضد الاحتلال ومستوطنيه خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل ارتفاع انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين واستمرار مصادر عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية لصالح بناء المستوطنات.
وأوضح أن المعطيات على أرض الواقع والتجارب السابقة في الضفة، تؤكد للجميع أن إرادة الفلسطينيين لن تقف أمام شراسة التنسيق الأمني بين السلطة وجيش الاحتلال في محاولة لأنهاء المقاومة بالضفة.
ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، مختلف فصائل المقاومة إلى توحيد الجهود في الميدان، وبحث سبل الرد على جرائم الاحتلال، وتفويت الفرصة عليه بالاستفراد بأبناء شعبنا.
** رغم حالة القمع الأمني
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لـ "حماس" حسام بدران، أمس الأحد، "إن مقتل الجندي (الإسرائيلي) من قوات المستعربين متأثرًا بإصابته دليل على روح المقاومة التي تسري في الضفة، رغم حالة القمع الأمني التي تشهدها منذ سنوات".
وأضاف بدران في تصريح صحفي وصل الـ "الرسالة"، "إن المقاومة في الضفة المحتلة نفذت عددا من العمليات في الآونة الأخيرة وخاصة عمليات إطلاق النار من حين لآخر".
وأوضح أن المواجهات في مختلف مناطق الضفة أصبحت سمة دائمة مع قوات الاحتلال، إذ لا يُسمح لجنود الاحتلال بدخول تلك المناطق دون التصدي لهم من قبل الشبان والمقاومين.
وتابع عضو المكتب السياسي لـ "حماس": "منذ اندلاع مسيرات العودة والضفة المحتلة تشهد يوميًا مواجهات شديدة، فضلًا عن عمليات ينفذها المقاومون في ظروف أمنية معقدة ويتمكنون من الانسحاب بسلام"، مشددًا على أن تلك العمليات جاءت "نتيجة تطور وعي المقاومين مع الظرف الأمني الذي يحتم عليهم ذلك".
وتعتبر الأوساط العسكرية (الاسرائيلية) أن "الهدوء النسبي" السائد في الضفة والقدس المحتلتين لا يدل على انتهاء "انتفاضة القدس" وإنما يشير فقط إلى هدوء مؤقت، وهذا دليل على أن الانتفاضة لن تنتهي باستخدامنا للقوة