قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: قوارب كسر الحصار.. "بحر غزة لنا"!

سفينة كسر الحصار
سفينة كسر الحصار

الرسالة-أمل حبيب

الأنظار كانت ترنو نحو شاطئ مدينة العتمة، هل سيصلنا النور من البحر؟ سفينة واحدة، الجميع يسأل، هل اكتملت الأسماء؟، سؤال آخر: من سيشارك؟، كانوا ثمانية عشر، تنوعت أسماؤهم، والملامح كأنها واحدة، تعكس صورة غزة، أمل رغم كل الألم! على سطح مركب الحرية، صعد من أدرك معنى التضحية لأجل هدف معين، لربما كان الفدائي الأخير بينهم، لأنه حتمًا يدرك أن زوارق المحتل الحربية أول من سينتزع حلمه في الإبحار نحو العالم، ولربما سينتزع روحه برصاصة واحدة! للفت الانتباه أكثر لحصار غزة وإبراز جانب أوسع من معاناة أهل القطاع كانت سفن كسر الحصار التي انطلقت صباح الثلاثاء الماضي من غزة، وعادت بعد اعتقالها إلى غزة كذلك!

ذاك العدو الذي استهدف المراكب المعدة لهذا الحراك ثلاث مرات قبل انطلاقها، يزعجه المشهد الذي يعود به إلى أسطول مرمرة التركي.

وجوه المودعين على رصيف الميناء كانت تبكي ثم تحتضن جرحى غزة المشاركين بسفينة الحرية، أم محمد التي أبدت "للرسالة" نيتها المشاركة ضمن الوفد المسافر عبر البحر، نوهت الى أن غزة تحملت الكثير لاسيما بعد قطع السلطة رواتب موظفيها، وتضييق الخناق عليهم.

ابتسمت عند سؤال مراسل "الرسالة" لها " هل لديك مخاوف من المحتل ومهاجمته للسفينة؟" ردت:" أهل غزة ما بخافوا من البحر ولا من المحتل".

أما أهل غزة فقد رحب بعضهم بسفن كسر الحصار وآخرون استهزأوا بالفكرة التي تعتبر المرة الأولى في تاريخ المدينة، حيث أبحرت نحو المياه الدولية من ميناء غزة البحري، وعلى متنها عدد من الجرحى الذين أصيبوا خلال "مسيرات العودة".

طلبًا للنجاة غادروا غزة بحرًا مع العلم الفلسطيني، منهم الطلبة والمصابون وأصحاب الإقامات، باحثين عن حياة كريمة ويتوافقون مع كل الخطوات لفك الحصار إن كانت برًا أو بحرًا.

"الخوف بنعرفوش احنا.. بحر غزة لنا" كان الرد الأقوى حين تنقل المراسل بين المتجمعين على الميناء، صوته كان يعلو فوق صوت الهتافات الحماسية والأناشيد التي ارتفع صداها لتودع مركب المسيرة الذي خرج بعد أن تسبب الحصار الإسرائيلي لمدينته بازدياد نسبة الفقر بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 50%، في وقت ارتفعت أعداد الخريجين العاطلين عن العمل إلى 150 ألفًا.

"بتخافيش من البحر؟" تكرر السؤال على المواطنين بميناء غزة، ترد الحاجة فاطمة عبد الله التي تجاوز عمرها الثمانين بحماس وابتسامة لم تفارق وجهها:" أنا من يافا ودارنا على شط البحر".

المهجرة فاطمة وصلت متضامنة مع المسافرين، وقالت مؤكدة بأن الاحتلال يستهدف الحشود في مخيمات العودة على الحدود الشرقية لغزة، وسيستهدف الجرحى على سفينة كسر الحصار الا أن الفلسطيني هو الثابت الوحيد والمتمسك بحقه برًا أو بحرًا.

لم تأبه اليافوية فاطمة بمن تندر بفكرة الهيئة العليا لكسر الحصار، هي فقط آمنت بأنها مقاومة سلمية تساند كل أشكال المقاومة، هي تحلم مع مليوني انسان من غزة أن تستيقظ هذه المدينة على الحرية.

البث المباشر