قائمة الموقع

مكتوب: "دعاء" تلبي "حي على الصلاة" على الحدود وتخبرنا "التراويح كالرباط"

2018-06-05T11:58:49+03:00
"دعاء" تلبي "حي على الصلاة" على الحدود وتخبرنا "التراويح كالرباط"
الرسالة نت - أمل حبيب

لم تنس آلاء ابنة الأحد عشر عامًا أن تضع في حقيبتها ملابس الصلاة لنيتها المشاركة بصلاة التراويح على أرض العودة على الحدود الشرقية لغزة.

آلاء لم تكن وحدها هناك، بل رافقتها أمها دعاء عمار ابنة يافا التي واظبت على التواجد في خيام العودة بصحبة آلاء وابنها محمد فكان لهم جدول خاص خلال شهر رمضان.

برنامج خاص بشهر الرحمة في مخيمات العودة هو ما أكدت عليه الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار كذلك، حيث دعت الجماهير لأداء صلاة التراويح هناك.

المكان له حضوره!

"القران والتراويح على الحدود جوها غير" تقول الأم دعاء، ثم تكمل:" أشعر بجو الرباط فعليا، خاصة مع الصيام، رغم أنها لا تختلف كثيرًا في الصلاة والقراءة عن المسجد، لكن المكان له حضوره".

بعد الافطار مباشرة تجهز دعاء طفليها للتوجه لموقع " ملكة" شرق مدينة غزة، الوجهة هي الخيام نفسها التي اعتاد عليها صغارها منذ اليوم الأول لمسيرات العودة، وتقول: "جهزنا حالنا قبل التراويح ورحنا صلينا هناك، وحضرنا فعالية ثقافية بعد الصلاة فيها ترفيه ومسابقات".

تلك الأجواء الرمضانية بروحانياتها ومتعتها أعجبت آلاء ومحمد حتى بات الأمر دوريًا، وأمسى التواجد لصلاة التراويح مطلبًا جماعيًا في بيت دعاء.

بالنسبة للمهجرة دعاء الصلاة هناك فيها سكينة وهدوء، وتعطيها شعورًا بالأمان في منطقة من المفترض أنها خطرة، تعلق بالقول:" هذا الجو إلى حبيت أعطيه للأولاد، الأصل أن بلادنا آمنة نروح وقت ما بدنا وين ما بدنا".

أكثر من صورة عرضت لدعاء مع عائلتها على أرض العودة الحدودية خلال شهر رمضان، تارة تقرأ في كتاب الله وتتبع معها صغيرتها آلاء، وتارة أخرى تقف بين جموع المصلين خلال التراويح، وصورة لها وهي تحضر مائدة الإفطار بين المرابطين هناك.

تلك السيدة الفلسطينية ترى في التقاط الصور ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعية فيه نوع من تحفيز الآخرين وتشجيعهم للتواجد عند الخيام والمشاركة في صلاة التراويح، تمامًا كما المرابطات المقدسيات، بغض النظر عن بعض الانتقادات والسخرية من ذلك الفعل، حيث ترد: "أحيانا بتكون صور عفوية من ناس بنعرفهم صورونا، أو حتى أنا صرت أحب توثيق كل لحظة بكاميرا السيلفي أو من خلال صديقات أو زملاء متواجدين معنا".

دعاء الصحافية الفلسطينية التي تدرك أهمية دورها الإعلامي وضرورة نقل سلمية تواجد المواطنين ورغبتهم في العودة، ذاك الحق المسلوب منذ عشرات السنين.

عصر يوم الجمعة الماضي تواجدت عائلة دعاء على الحدود كذلك، بجانب الخيام جلس صغارها، قنابل الغاز كانت تسقط فوق رؤوس المواطنين العزل مع زخات الرصاص، تستغرب صغيرتها آلاء، ثم يسأل محمد:" ليش بقتلوهم؟ تدريجيًا بدأ أبناء دعاء إدراك طبيعة مسيرة العودة مع مرور الوقت، حيث تقول بأنهم يشعرون بالخطر من الاحتلال الذي يتعمد قتل المتظاهرين، وفي نفس الوقت بات لديهم وعي عميق بضرورة العمل لتحرير الأرض من ذاك المحتل.

تفتخر دعاء اليوم بصغارها، وتختم بابتسامة: " بطلوا يحبوا يروحوا البحر صار الأفضل عندهم لما نروح على الحدود".

اخبار ذات صلة