بعد سجالات ومناوشات داخلية وخارجية، وممارسات سياسية فلسطينية، ألغيت مباراة كرة القدم بين الأرجنتين و(إسرائيل)، التي كانت مقررة السبت المقبل، في ملعب "تيدي" بمدينة القدس المحتلة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "أوليه" الأرجنتينية، فإن المباراة لن تجري, بسبب الوضع السياسي الحالي بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال (الإسرائيلي).
ولاقى خبر الإلغاء ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام (الإسرائيلية), التي عبّرت عن سخطها من قرار الاتحاد الأرجنتيني.
ضغوطات سياسية وجماهيرية
وقالت القناة السابعة (الإسرائيلية) عبر موقعها الإلكتروني، إن الضغوطات السياسية والجماهيرية الفلسطينية تركت الأثر على المباراة الدولية المفترض أن تكون الأخيرة للمنتخب الأرجنتيني قبيل ذهابه لروسيا.
وشددت القناة على أن الجانب الفلسطيني ساهم بقوة، في إلغاء هذه المباراة المهمة، بالإضافة لخروج مسيرات في الأرجنتين نفسها أمام معسكر منتخبها بالأرجنتين نفسها، فضلا عن أن عضو الكنيست العربي يوسف جبارين (من القائمة العربية المشتركة)، سبق وقدم طلبا للسفارة الأرجنتينية في (إسرائيل) بضرورة إلغاء هذه المباراة حفاظا على مشاعر الشعب الفلسطيني.
وبحسب القناة السابعة, فإن مسيرات العودة المستمرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمواجهات الفلسطينية مع الجيش (الإسرائيلي) حول الجدار الفاصل كان لها الأثر البالغ في إلغاء هذه المباراة.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "معاريف" أنه سبق وتقدم اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطلب إلغاء المباراة، بالإضافة لحرقه صور ليونيل ميسي قائد المنتحب الأرجنتيني، وللحيلولة دون إقامة المباراة في مدينة القدس، بشكل خاص، حتى لا يثير بدوره مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، خاصة بعد نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس.
احتفال زائف
ورغم الإعلان عن إلغاء المباراة، إلا أن وزيرة الثقافة (الإسرائيلية) ميري ريغيف، توجهت لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للعمل على إقامتها، والتدخل الشخصي لدى الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري بهذا الطلب.
وأرادت ريغيف الاحتفال بمرور "70 عاما" على إقامة (إسرائيل)، من خلال إقامة حفل رياضي كبير وضخم، ممثلا في إقامة مباراة المنتخب الأرجنتيني في مدينة القدس المحتلة، أمام منتخب بلادها.
ولكن الهم الأساسي لنتنياهو في هذه الآونة هو الضغط على المجتمع الدولي لوقف الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يعمد عليه أثناء زياراته المهمة لألمانيا وفرنسا وبريطانيا، خلال هذه الأيام، وتحديدا منذ الثلاثاء الماضي.
ميسي ونتنياهو
وسبق أن أولت وسائل الإعلام (الإسرائيلية) الاهتمام البالغ بمباراة الأرجنتين، وتحديدا مع طلب إقامتها في ملعب "تيدي" بمدينة القدس المحتلة، للدلالة على استمرار العمل (الإسرائيلي) بأن مدينة القدس هي عاصمة (إسرائيل)، خاصة أن أمريكا بدأت ذلك بعد نقلها سفارة بلادها إلى المدنية نفسها، وتبعتها دول أخرى، مثل هندوراس وغواتيمالا وأوروغواي.
ولكن اهتمت هذه الوسائل بالحديث عن لقاء اللاعب الدولي ميسي مع رئيس الوزراء نتنياهو من عدمه، إذ أشارت إلى أنه يرفض لقاء رئيس وزراء (إسرائيل), لاعتبارات سياسية، رغم أن والد اللاعب نفسه هو الذي أعد لهذه المباراة المهمة، معتبرا أن ابنه سيحصل على بركة الحاخامات قبيل وصوله لكأس العالم لكرة القدم بروسيا الشهر الجاري.
******خلافات داخلية
من جانبها, كشفت صحيفة "إسرائيل هايوم" عن وجود خلافات كبيرة في (إسرائيل) خلال الأيام الماضية بخصوص مكان المباراة، بعدما أرادت بعض الشخصيات السياسية إقامتها في القدس لادعائهم أنها عاصمتهم، في حين رأى البعض الآخر أن إقامتها في القدس سيثير عاصفة سياسية ودبلوماسية على (إسرائيل) حول العالم، إذ كان من المفترض إجرائها في ملعب "سامي عوفر" بمدينة حيفا، خاصة أنه أحدث الملاعب (الإسرائيلية).
وأكدت "إسرائيل هايوم", أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأرجنتيني ماكري، أن بلاده ستدفع حوالي مليوني شيكل للمنتخب الأرجنتيني في حال موافقته على اللعب في ملعب "تيدي" بالقدس، مبينة أنه القيادات (الإسرائيلية) ترى أن مصلحة بلادهم تكمن في إقامتها بالقدس!.
نهاية، فإن الضغوط السياسية التي مارسها الشعب الفلسطيني تجاه الجانب الأرجنتيني، والمطالبات الدبلوماسية، سواء في الخارجية الفلسطينية أو الكنيست (الإسرائيلي) قبل الأعضاء العرب فيه، قد أتت بثمارها، وألغيت المباراة, وبذلك يكون الفلسطينيون قد حققوا مرادهم من هذا الأمر.