نستعد الآن في كل أرجاء العالم الإسلامي لاستقبال عيد الفطر المبارك كل عام وأنتم بخير، وفي هذه المناسبة نجد أن لكل شعب طقوسه واكلاته الخاصة التي يستقبل بها العيد، ونحن في فلسطين وغزة خاصة تفضل عندنا أغلب الأُسر تناول الفسيخ بكافة أشكاله وأنواعه.
تتسبب بعض أنواع الفسيخ في حدوث مشاكل صحية تتكرر كل عام، تتراوح من سوء الهضم والحموضة و"كرشة النفس" وبعضها يصل إلى درجة التسمم وقد يصل الأمر للوفاة.
ولكي نتفادى تلك المخاطر الصحية ويمر العيد علينا بسلام يجب أن يكتفي المواطنون بتناول الأسماك الطازجة والرنجة الأقل خطورة وإذا لزم الأمر يكتفي بتناول كمية قليلة جدا من تلك الأسماك المملحة بشرط شرائها من محال مضمونة خضعت للاشراف والمراجعة الصحية والرقابية، وان يكون مع صاحب المحل شهادة مرورها خلال الرقابة الصحية اللازمة .
وننصح هنا بضرورة تجنب تناول الفسيخ الذي ثبت احتواؤه على طفيليات وبكتيريا ضارة بالصحة، ويجب عند شراء الفسيخ التأكد من أن تخزينه تم في براميل خشبية او بلاستيكية وليس صفائح معدنية مغلقة، مما يسبب احتواء الأسماك المملحة على كميات كبيرة من الرصاص، وصدأ الحديد، مما يزيد من قابلية الأسماك المملحة للتعفن ونمو الطفيليات والميكروبات المختلفة مسببة مغصاً وقيئاً وإسهالاً، وتفرز سموماً مثل ميكروب "البوتيولزم" الأمر الذي قد يسبب الوفاة إذا لم يتم علاجه فوراً.
أما ما يخص تناول سمك الرنجة، فيجب الحرص على وضعها على النار لمدة لا تقل عن 10-15 دقيقة قبل الأكل والتأكد أن لونها ذهبي، مع الحرص على تناول الخضروات والفواكه لاحتوائها على مضادات أكسدة تحمي الجسم من أي أضرار قد توجد بالأسماك المملحة، وعند تناول الشاي يجب أن يكون بعد ساعتين من الأكل حتى لا يمنع امتصاص مضادات الاكسدة.
ولسهولة اكتشاف علامات الفساد ولحماية نفسك انصح بفحص الأسماك قبل شرائها:
1. اشتري السمك والأصناف البحرية والفسيخ خاصة من الأماكن المعروفة واحذر من شرائها من الباعة الذين يعرضون بضاعتهم خارج المحل لأنها معرضة للأتربة والحرارة والذباب.
2. يفضل شراء الأسماك الباردة الطازجة عن المجمدة.
3. اسماك الفسيخ الجيدة والطازجة يجب أن يكون لحمها وقشورها متماسكة ورائحتها غير نفاذة وعند الضغط عليها بالإصبع لا يترك أثرا على السمك ويجب ان نرى أن عينه واضحة وبراقة وخياشمها حمراء ليس بها آثار للدماء وغير لزجة.
4. السمك المريض قد تكون عينه غائرة ولونها غير واضح أو معتمة، لونه متغير وقشرته غير متماسكة ولون خياشيمه باهت ويبهت لونها بمرور الوقت إلى أن تصبح ذات لون رمادي كما يصبح الفسيخ لزجا وأكثر طراوة ويبقى أثر الضغط عليه لعدة دقائق وذلك بسبب عدم تماسك اللحم وزيادة طراوته.
إن تناول الفسيخ والسردين المملح والرنجة والمملحة التي يتجاوز محتواها من الملح الحدود المسموح بها والتي تغطي احتياجات الفرد اليومية من كلوريد الصوديوم والإكثار منها يعرض الإنسان لأضرار صحية على الأمد الطويل من بينها الإصابة بارتفاع ضغط الدم، الفشل الكلوى، وقد تؤدى إلى انفجار الأوعية الدموية.
تحذر: الفسيخ يمثل خطراً على صحة الأطفال دون الثالثة، والحوامل والمرضعات، ومرضى القلب والكبد والكلى وقرحة المعدة.
وعن أخطار تناول الأسماك المملحة في هذا اليوم، نؤكد أن زيادة الملح في الطعام يؤدي إلى احتجاز الماء داخل الجسم فيزيد الوزن ويضر القلب، ويرفع ضغط الدم، ويضر الكلى والكبد، كما يزيد احتمالات السكتة الدماغية، والجلطات وهشاشة العظام ويضاعف الأزمات الربوية، فبالتالي تناول هذه الأسماك قد يدمر أجهزة الجسم ويسبب الوفاة، وذلك لأن عملية تصنيع الأسماك المملحة تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية.
كما أن هذه الأسماك قد تكون منتهية الصلاحية أو غير صحية، وذلك نتيجة لقلة الملح بالفسيخ أو عدم تركه وقتاً كافياً لمدة لا تقل عن 30 يوماً، كما يتم تركه مكشوفاً فيتلوث بالأتربة والرصاص والحشرات، مشيراً إلى أن أي فساد أو تلوث به لا يستطيع المستهلك اكتشافه بالعين المجردة أو حاسة الشم، لأن طبيعة رائحتها النفاذة تغطي على أي روائح فاسدة.
ينتج عن الفسيخ الفاسد أعراض أولى للتسمم تظهر بعد 8 إلى 12 ساعة من تناول الفسيخ الفاسد، وهي:
- زغللة في العيون وازدواجية في الرؤية
- جفاف بالحلق وصعوبة في الكلام والبلع
- ضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقي الجسم
- ضيق في التنفس وفشل في وظائف التنفس التي من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.
التسمم الغذائي الناتج عن هذه البكتيريا خطير وقاتل، فواحد ميكروجرام (جزء من مليون جزء من الجرام) كاف لقتل الإنسان، ويصيب كل من يتناوله في كافة الأعمار بنفس الأعراض.
إن سموم الفسيخ لا يبطل مفعولها إلا عند تعرضه لدرجة حرارة مائة مئوية، ولمدة عشر دقائق عن طريق القلي في الزيت، أما الرنجة فهي البديل الآمن للفسيخ، نظراً لطهيها وتعرضها للحرارة الشديدة.
وإن كان لابد من أكل الأسماك المملحة فننصح بما يلي:
1. إضافة الليمون وتناول الخس والخيار، وذلك لتجنب الإصابة بارتفاع حموضة المعدة كما ينصح بغسل الفسيخ بالخل المخفف مع عصير الليمون لتقليل نسبة الملح به.
2. عدم الإسراف في تناول الفسيخ حتى لا يسبب متاعب صحية نحن في غنى عنها، حيث لا يتناول الفرد أكثر من 100-120 جراما من الفسيخ في الوجبة، مع الحرص على ان تكون وجبة واحدة فقط في اليوم.
3. تناول البقدونس والبرتقال والموز الغنى بالبوتاسيوم في الوجبة الواحدة ليساعد على إخراج الملح الزائد من الجسم، كما يفيد تناول الكركديه والبقدونس في إدرار البول، وكذلك تناول الأعشاب التي تساعد في تطهير المعدة ومقاومة التلوث مثل الشاي الأخضر مع النعناع أو القرفة.
وأخيرا أدعو الله أن يمن علينا وعليكم بقبول صالح الأعمال وان يحفظ علينا الصحة والعافية وكل عام وانتم بخير أمراض باطنية وصدرية