بدأت قوات سعودية وإماراتية عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية متجاهلة النداءات الإنسانية التي حذرت من أي "معركة دموية في الحديدة وعواقبها الإنسانية المدمرة".
فقد ذكرت وكالات الأنباء نقلا عن قناة العربية السعودية أن قوات يمنية مدعومة من "التحالف بقيادة السعودية" بدأت اليوم الأربعاء عملية اقتحام مدينة الحديدة التي تشكل أحد أهم الموانئ البحرية اليمنية التي تدخل عبرها المساعدات إلى اليمن.
وذكرت مصادر عسكرية محلية لوكالة رويترز أن مئات المقاتلين اليمنيين ودبابات وإمدادات عسكرية من الإمارات وصلت الاثنين لتعزيز قوات، منها إماراتية وسودانية، في منطقة الدريهمي الريفية على بعد عشرة كيلومترات جنوب الحديدة.
ونقلت رويترز عن مصادر عسكرية محلية أن القوات اليمنية تحت مظلة التحالف "المؤلفة من انفصاليين من الجنوب ووحدات محلية من منطقة ساحل البحر الأحمر وكتيبة يقودها ابن أخي الرئيس الراحل علي عبد الله صالح باتت على أبواب مطار الحديدة".
في سياق متصل، قالت دورية "إنتلجنس" الاستخباراتية الفرنسية إن الإمارات وظفت ضباطا أميركيين لتحسين أداء قواتها البرية التي تخوض الحرب في اليمن.
ومن المتوقع أن تكون معركة الحديدة -الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي- الأكبر في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.
على المستوى السياسي، قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية إن مهلة 48 ساعة المتاحة للأمم المتحدة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من الميناء ومدينة الحديدة تنتهي منتصف ليل الثلاثاء.
وكان قرقاش قال في وقت سابق على حسابه في موقع تويتر إن استعادة ميناء الحديدة ستأتي بالحوثيين إلى المفاوضات. وأضاف أن "الاحتلال الحوثي الحالي وغير الشرعي للحديدة يطيل أمد الحرب في اليمن".
وبدأت العملية العسكرية رغم التحذيرات الدولية المطالبة بوقف القتال وانعكاسات أية عملية عسكرية على المدنيين، فوفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعيش ستمئة ألف شخص في منطقة الحديدة، ويمكن أن يتسبب القتال -وفق أسوأ التقديرات- في مقتل ما يصل إلى 250 ألف شخص، وقطع المساعدات والإمدادات عن الملايين.
في هذه الأثناء، قال مصدر ملاحي لوكالة الأناضول للأنباء في ميناء الحديدة، إن موظفي المنظمات الدولية والأممية غادروا المدينة خلال اليومين الماضيين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أجرى محادثات مع وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أكد خلالها أن المنظمة تسعى لتجنب "معركة دموية في الحديدة وعواقبها الإنسانية المدمرة".
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام إن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عاد إلى عمّان حيث يواصل الاتصالات الهاتفية مع أطراف النزاع في اليمن.
وللحيلولة دون تدهور الوضع بالمدينة، وزع سبعة أعضاء في مجلس النواب الأميركي رسالة تدعو وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى المساعدة في منع أي عملية عسكرية في ميناء الحديدة. وجاء في الرسالة -التي وزعت لجمع توقيعات بقية أعضاء المجلس قبل إرسالها إلى وزير الدفاع- أن أي عملية عسكرية في هذا الميناء الرئيسي ستكون كارثية.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس الاثنين -نقلا عن مصادر أمنية- بأن القتال الضاري على ساحل اليمن الغربي أدى إلى سقوط أكثر من ستمئة قتيل من الجانبين في الأيام الأخيرة.
المصدر : وكالات,الجزيرة