مكتوب: الاحتلال يزيّن عجزه في مسيرة العودة

مسيرات العودة
مسيرات العودة

محمد بلّور-الرسالة نت

على ارتفاع كلفة التضحية في مسيرة العودة الكبرى إلا أن موقف الاحتلال حرج وأزمته فاقعة اللون أمام العالم الحرّ في معركة لابد وأن تنتهي فيها مراكمة الإرادة لانتزاع الحق الفلسطيني.

عجيب هو ما تحدث به (اللواء رونين منليس) الناطق باسم جيش الاحتلال قبل أيام في معهد الأمن القومي حين قال في محاضرته إن الجيش اعتمد على عدة وسائل للحد من مسيرات العودة، وتقليل عدد المشاركين بالتظاهرات.

وسائل الجيش التي ذكرها تركّزت في (ربط المسيرات بحماس وحدها-إلصاق إيران في المشهد-استخدام الجواسيس لإثارة خوف المشاركين-التأثير على وعي الجمهور).

إن كان خطاب(منليس) موجه للجبهة الداخلية فهيمنة اليمين أعمت عين المجتمع (الإسرائيلي) وإن كان الكلام للعالم فهو يقدم بطاقة اعتراف بالفشل والجريمة بعد مواقف متلاحقة من مؤسسات حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة أدانوا فيه الجريمة.

عجز وفشل

وعلى غرار (برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين..) أوضح (منليس) أنهم خاضوا حربا للتأثير على الوعي لدى الجماهير اعتماداً على الخطب المواعظ الدينية واستخدام أساليب الترهيب والاتصال المباشر مع عشرات العملاء لتخويف الناس فيما ذكر انهم حاولوا ربط مسيرة العودة بإيران وبعد حزبي يتركّز في حماس.

ويؤكد حاتم أبو زايدة المختص في الشئون (الإسرائيلية) أن الجيش يحاول خاسراً تسويق إنجاز بينما تدرك قيادته السياسية أن (إسرائيل) خسرت في معركة الوعي وليس العكس وأنها وجدت نفسها امام جموع شعبية يمارسون مقاومة سلمية تعجز على وقفها.

ويضيف: "يوم 14 مايو شاهد العالم مجزرة جيش يقتل في مدنيين عزّل تلاه مواقف من حقوق الإنسان والجمعية العامة التي دعت لحماية دولية أما ربط المسيرة بإيران فهي محاولة للصق تهم لغزة بأن قراراتها رهينة الخارج إلا أن ذلك فشل واستمرت الحشود".

ما يتحدث به جيش الاحتلال ليس إنجازا بقدر ما هو فشل ذريع لأي مراقب للمشهد من فوق المئذنة فـ(إسرائيل) عاجزة عن تسويق رواية أو تجميل وجهها لذا تمارس مزيدا من القوة على حدود غزة لكسر إرادة مسيرة العودة.

وبإعادة عجل الزمن للوراء ثلاثة شهور مارس الاحتلال محاولات إحباط المسيرة فاستبقها بمنشورات تحذير الاقتراب من السلك وهدد باستخدام الذخيرة الحيّة ولوّح بصداقته الوثيقة مع دول عربية لن تدعم الفلسطينيين وعندما دخلت حيز الواقع أمعن في القتل وإحداث إعاقات.

ويزيد د. أحمد رفيق عوض المحلل السياسي على أساليب الاحتلال التي اعترف بها الجيش قائلاً:"حاولوا وصفها أنها لحماس فقط وليست وطنية وحاولوا عسكرتها لا بطال تأثير السلمية وتوجيه الغضب للسياسة الفلسطينية وليس الاحتلال".

معركة الوعي

وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة انكسر حاجز الخوف من التماس مع الاحتلال في حدود غزة التي وصلت السلك الفاصل ورفعت العلم الفلسطيني ومفتاح العودة وجاءت بكل ما هو قديم وجديد للتذكير بالحق الفلسطيني.

ويقول الخبير أبو زايدة إن الاحتلال حاول ردع المتظاهرين بالقتل والإعاقات وحاول التشكيك بمرمى المسيرة مدعيا أنها نتاج عجز استراتيجي لحماس وأنها تستخدم المتظاهرين لإنجاز انفراجه إلا أن المسيرة طال امدها ولازال الحشد والفعالية قو على الحدود.

العمل الميداني في مسيرة العودة كشف عجز الاحتلال وفشله فالقوة النارية الكبيرة والتسبب في ضحايا بالآلاف جلب وبال سوء على (إسرائيل) من الإعلام الخارجي والمحلي وتطوّر الأمر لإدانات من مؤسسات دولية.

الوعي الفلسطيني تقدّم درجة مهمة في مسيرة العودة فعاد الحديث عن قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار العودة (194) وشاهد العالم أطفالا ومسنين يوصون بالحق ويصرّون على التضحية معبرين عن ذلك بأساليب سلمية.

ويشير المحلل عوض أن المسيرة انطلقت ولا يعرف أحد أين ستنتهي وأن (إسرائيل) لم تتمكن من مواجهة الجماهير السلمية وأن محاولات شيطنة المقاومة الشعبية والأدوات السلمية لم تفتّ في عزم الجمهور المحتشد على الحدود.

ويتابع: "الطائرات الورقية والبالونات لم تتمكن (إسرائيل) من إيقافها، كما لن تتمكن مستقبلاً من كسر معادلة سلمية المسيرة رغم ترويجها لروايات واستخدامها قوة كبيرة على المتظاهرين لا رهابهم".

المقاومة الشعبية كشفت عورة الاحتلال وهشاشة وجوده فوق أرض محتلة لها شعب وثوابت وتاريخ فقد صبّ كمية ضخمة من الرصاص المتفجّر على الأجساد الطرية للفتيان والشبان محدثاً إعاقات دائمة ولازال يجرّب عسكرة الميدان لجرّ المقاومة لمربعه.

البث المباشر