بقلم : دكتور بسام أبو ناصر*أمراض باطنية وصدرية - طبيب أسرة
يعتبر الكبد أكبر عضو غدي في الجسم وهو من ملحقات الجهاز الهضمي، ويزن كيلو ونصف تقريبا، ولونه بني أحمر، ومقسم لأربعة فصوص غير متساوية الحجم. ويقع في الجانب الأيمن من التجويف البطني تحت الحجاب الحاجز مباشرة.
ويعتبر أيضا أكبر مصنع للعمليات الحيوية والكيميائية في الجسم (المطبخ)، فالخلايا الكبدية تمثل حوالي 60-63% من نسيج الكبد وهي التي تقوم بكل وظائف استمرار الحياة لأي كائن حي.
وتتلخص بعض وظائف الكبد فيما يلي:
1. التخلص من السميات.
2. تكوين العصارة المرارية التي تقوم بتكسير ما يأكله الإنسان من دهون.
3. تحويل وتخزين السكر لحين الحاجة اليه ومن ثم تنظيم مستواه في الدم.
4. تكسير الدهون وتحويلها إلى كولسترول
5. تكوين البروتينات الممتصة المخصصة لتجلط الدم.
6. التخلص من الأمونيا بتحويلها إلى يوريا.
7. التخلص من كرات الدم الحمراء القديمة.
8. تحطيم الميكروبات ونفايات الخلايا الهالكة.
ومن هنا نفهم أن الكبد يقوم بعمليات حيوية كثيرة في الجسم، فإذا توقف عمله فان الجسم قد يموت خلال 24 ساعة.
ومن أخطر الأمراض التي تسبب هلاك خلايا الكبد وعدم قدرتها على القيام بوظائفها هي الالتهابات الكبدية الفيروسية الوبائية والتي من أشهرها انتشاراً A وB وC، ولكني هنا سأركز على B وC لأنهم الأخطر والأكثر تأثيرا ودمارا على الكبد.
1- الالتهاب الكبدي الوبائي B
وهو من الممكن أن ينتشر في أي مكان في العالم ولا يصاب به الا الإنسان فقط، وينتقل عن طريق:
1. نقل الدم
2. الاتصال الجنسي المباشر
3. ومن الام لطفلها أثناء الحمل أو أثناء الولادة
4. أمواس الحلاقة
5. فرش الأسنان
6. الأدوات المستخدمة عند طبيب الأسنان أو طبيب الجراحة إذا لم تكن معقمة بالشكل السليم.
7. استخدام سرنجات الحقن لأكثر من شخص مثل متعاطي المخدرات
ملاحظة هامة: الفيروس لا ينتقل عبر الهواء، والماء، والطعام والمصافحة.
فترة حضانة:
من شهرين إلى ثلاثة شهور (الفترة من لحظة دخول الفيروس الى لحظة ظهور الأعراض )
الإعراض:
1. تبدأ بحمى خفيفة
2. قلة الشهية للطعام وقئ وغثيان وألم بالبطن
3. تغير لون البول
4. اصفرار بالعين ومن الممكن ان يكون هذا المرض لفترة عارضه ويكون غير خطير.
5. وينتهي بأمان ولكنه يتحول للصورة المزمنة ومن الممكن ان يتطور للمرحلة الخطيرة والتي تؤدي لتليف بالكبد وأخيرا إلى سرطان بالكبد.
التشخيص:
1. الأعراض
2. الفحص الطبي السريري
3. الفحص المخبري ويحدد الحالات المرضية بالفعل والحالات الحاملة للمرض وأيضا الحالات المزمنة
الوقاية:
1. التوعية الصحية بوسائل انتقال المرض
2. اختبار الدم قبل نقله لأي مريض
3. التعقيم الكامل للأدوات الجراحية والتخلص من سرنجات الحقن
4. يوجد تطعيم ضد الفيروس B 3 بجرعات ثلاث وهي تحمي من العدوى بنسبة 85-90 % لمدة 7 سنوات على الاقل، وهي تعطى للعاملين في المجال الطبي والحالات التي تحتاج دائما لنقل الدم والمدمنين للحقن وأيضا للمحيطين باي حالة مرضية موجودة بالفعل.
العلاج:
في حالة الفيروس B يكون بالعزل والتأكد تماما انه لم يصبح ناقلا للعدوى وذلك من خلال العلاج، ولكن يجب أن يتابع المريض مع متخصص وباستمرار لاحتمال نشاط الفيروس الكامن في اي وقت.
2. الالتهاب الكبدي الوبائي C
وهو يتشابه مع الفيروس B في معظم الحالات ولكنه ينتشر بصورة أسرع، إلا أنه اقل خطورة من الفيروس B وهو أيضا ممكن ان ينتشر في جميع أنحاء العالم ولا يصاب به الا الانسان.
العدوى:
1. نقل الدم
2. الاتصال الجنسي
3. أمواس الحلاقة
4. فرش الأسنان
5. الأدوات المستخدمة عند طبيب الأسنان أو طبيب الجراحة إذا لم تكن معقمة بالشكل السليم.
6. استخدام سرنجات الحقن لأكثر من شخص مثل متعاطي المخدرات
فترة الحضانة:
تكون من اسبوعين إلى 6 أشهر
الأعراض:
واعراضه تكون اخف بكثير من اعراض الفيروس B ولكنها متشابهة ونادرا ما تصل إلى اخطر المراحل وهي تليف الكبد 20% أو السرطان ويتم التشخيص أيضا عن طريق الفحص الاكلينيكي وعن طريق ارتفاع انزيمات الكبد وتحديد الاجسام المضادة للفيروس B طرق التحكم بالمرض.
العلاج:
يجب المتابعة الدقيقة لنقل الدم لتفادي اي تلوث والمتابعة مع الطبيب لكل من يكتشف عنده الفيروس وذلك ليظل بالمرحلة الكامنة ولا يتطور.
وحاليا يوجد احدث تشخيص للالتهاب الكبدي الوبائي بجميع أنواعه وهو P.C.R. وهو يحدد النسبة الكمية للفيروس إضافة إلى تحديد وجوده ونتائج هذا التشخيص غالبا تكون 100% صحيحة وذلك لانها تعتمد على تحديد المعلومات الجينية الموجودة في الحمض النووي DNA
فحوصات الكبد الخاصة:
يمكن إجراء اختبارات لتشخيص التليف الكبدي سواء الفحص الإكلينيكي أو تاريخ المرض مع إجراء فحوصات للدم للتعرف على التهاب الكبد ووظائفه وتشخيص أسباب التليف. وهناك فحوصات أخرى لتصوير الكبد والكشف عن أورام به أو انغلاق القنوات المرارية والتعرف على حجم الكبد وتدفق الدم به من بينها:
1. قياس بعض المواد الكيماوية التي يفرزها الكبد.
2. تحديد قدرة وظيفة الكبد من خلال قياس مستويات الألبومين ومستوى مجمل البروتينات في المصل، حيث أن مرض الكبد يقلل من مستوى بروتين الألبومين في الدم.
3. قياس زمن تجلط الدم prothrombin time للتعرف على عامل التخثر للدم الذي يفرزه الكبد.
4. قياس مستوى البيليروبين بالدم الذي يفرزه عندما يتكسر الهيموجلوبين به.
5. وهناك اختيارات للدم للتعرف على أسباب التليف الكبدي من بينها الأجسام المضادة كاختيار:. ANA، (AMA)، (ASMA). وهناك عينات ميكروسكوبية للتعرف على تليف الكبد أو الأورام به.
العلاج النهائي للمرض بزراعة الكبد:
بعض الخلايا في جسم الإنسان لا تنقسم مطلقاً مثل الخلايا العصبية وخلايا الدم الحمراء البالغة، والبعض الآخر لا ينقسم في الأحوال العادية ولكنه يحتفظ بالقدرة على الانقسام، كخلايا الكبد فمثلاً إذا جرح الكبد أو قطع جزء منها أو تلف حتى ثلثيه فإن الخلايا الباقية تنقسم حتى تعوض الجزء المفقود وعندها تتوقف عن الانقسام. وهذه هي الطريقة المستخدمة في عملية زراعة الكبد والتي تبلغ نسبة النجاح فيها 45%.