دخلت إيران والولايات المتحدة في مواجهة كلامية بعد تهديد قادة إيرانيين بإغلاق مضيق هرمز في حال منع بلادهم من تصدير نفطها، في حين طالبت طهران الأوروبيين بتقديم مقترحات أفضل لإنقاذ الاتفاق النووي.
فقد قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أمس الخميس إن من المحتمل تنفيذ ما أعلنه الرئيس حسن روحاني بشأن النفط في حال اقتضت الظروف ذلك.
وأضاف أنه إما أن يستفيد الجميع من مضيق هرمز أو لا يستفيد منه أحد، حسب تعبيره. وجاء الموقف الإيراني على لسان جعفري بعد ساعات من تعهد الجيش الأميركي بإبقاء الممرات المائية في الخليج مفتوحة أمام ناقلات النفط.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربن في قوله "الولايات المتحدة وشركاؤها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة".
وردا على سؤال عن رد فعل القوات البحرية الأميركية إذا أغلقت إيران مضيق هرمز قال أورين "نحن مستعدون معا لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي".
وكان روحاني أول من بادر إلى إثارة احتمال إغلاق مضيق هرمز -الذي تمر منه نحو 40% من صادرات النفط العالمية المتأتية من دول الخليج- في حال نجحت خطط واشنطن بإقناع دول العالم بالتوقف عن استيراد النفط الإيراني.
على صعيد آخر، ذكر موقع الرئاسة الإيرانية أن الرئيس روحاني أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفيا أمس بأن ما قدمته الدول الأوروبية من مقترحات لإيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي يبعث على اليأس ولا يحمل أي جديد.
وحسب الموقع نفسه، فإن ماكرون أكد لنظيره الإيراني أن باريس ملتزمة بتعهداتها بالحفاظ على الاتفاق النووي.
ووفقا للرئاسة الإيرانية، فإن روحاني أبلغ ماكرون ضرورة أن تأخذ أوروبا بجدية قضية تقديم حزمة مقترحات واضحة وعملية وبأسقف زمنية محددة، تضمن مصالح إيران من الاتفاق إذا ما أرادت أوروبا استمرار التزام طهران بتعهداتها الواردة فيه.
كما أفادت الرئاسة الإيرانية بأن روحاني طالب ميركل بضرورة التعامل بجدية مع اجتماع اليوم الجمعة في فيينا للدول الموقعة على الاتفاق، عبر تقديم مقترحات عملية وواضحة تتضمن كيفية تطبيق الاتفاق وتحقيق مصالح إيران منه.
وفي اجتماع فيينا المقرر اليوم، سيلتقي وزراء خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين مع مسؤولين إيرانيين لمناقشة المقترحات الأوروبية.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في مايو/أيار الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق، وتوعد إيران بعقوبات غير مسبوقة، وتقول إدارته إنها تسعى بحلول الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لخفض عائدات إيران النفطية إلى الصفر.
المصدر : الجزيرة + وكالات