زغاريد أمهات الناجحين ستبدو موجعة هذا العام، ستخترق سمع أمهات الشهداء فيتألمن قهرًا، رغم انتظارهن لهذا اليوم لحظة بلحظة.
كما باقة الورد التي كانت ذابلة على مقعد الشهيد الطالب "مهند أبو طاحون" في أول أيام الثانوية العامة، والتي وضعت مع صورة له أبكت أمه.
شريط ذكريات مر على ذاكرة أمه يوم أمس، فهنا كان يدرس وهنا كان يقضي وقت فراغه، وذاك التخصص كان طموحه، ومن هنا سار مهند مارًا إلى مدرسته صباحًا".
بكت أمه كثيرًا يوم أمس، وهي تتخيل لو أن "مهند" كان بينهم الآن، يعيش التوتر كباقي الطلبة، ويسكن بيتهم الفرحة كما في كل البيوت.
وعدته أمه أن تطلق له زغرودة النجاح، وأن تقيم حفلًا كبيرًا له، قبل أن تقنصه رصاصة جندي غادرة على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، فيحيل الفرحة إلى ألم كبير يحرق فؤاد أمه كلما سمعت عن طالب في الثانوية العامة.
كما وعدها أن يرفع رأسها بين قريباتها، فدرس واجتهد ولكن حالت رصاصات الاحتلال دون ادخال الفرحة على قلب أمه، ودون مهاهاتها له يوم نجاحه.
يوم أمس.. أطلقت زغاريد في بيوت الشهداء الطلبة في الثانوية العامة، ليس فرحًا بالنجاح، بل قالت إحداهن لأم الشهيد: "نياله.. فاز بشهادة أعلى وأكرم بكتير من شهادات الدنيا".
كما قالت أخرى لوالدة شهيد آخر: "آويها وشهادتك محلاها.. آويها وأعظم من الدنيا وما فيها.. آويها وفوزك بالشهادة ما أغلاها".
لم يكن مهند الطاحون وحده.. بل انطفت فرحة النجاح في قلوب ثلاث أمهات كن يتجهزن جيدًا لمثل هكذا يوم.
مهند أبو طاحون وبلال الأشرم، وإبراهيم الزرقا تركوا نجاحات الدنيا وفازوا بأعظم منها، لكن ستبقى أمهاتهم يتجرعون حسرة كلما سمعن النسوة يتحدثن عن فرحة الثانوية العامة ووصفها بـ "أجمل فرحة".