قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: الرسالة ترافق الفرح في منازل سبعة متفوقين

من فرحة التوجيهي
من فرحة التوجيهي

الرسالة-محمد بلور

قرأت تفاصيل الفرح في سبعة منازل من أوائل الثانوية العامة في دير البلح والنصيرات وسط قطاع غزة تكللت جهود أبنائهم الدراسية بالتميز على مستوى غزة والضفة المحتلة.

بعيد إعلان نتائج الثانوية العامة كانت الأنباء تتواتر عن بلوغ خمسة طالبات من دير البلح وطالبين من مخيم النصيرات على مراتب متقدمة من أوائل قطاع غزة ومحافظات الوطن.

وتنوعت أحاديث المتفوقين وذويهم وهم يلخّصون عاماً كاملاً من الجدّ والمثابرة تصدرت صعوباته أزمة الكهرباء وعدوان الاحتلال المتواصل على المتظاهرين السلميين في مسيرة العودة.

*****الأولى علمي

من السهل الوصول إلى منزل الطالبة المتفوقة سندس الكرد قرب مسجد الزاوية في مدينة دير البلح فقد أصبح محطّ اهتمام السكان والصحفيين الذين تطلّ كاميراتهم من فوهة المنزل.

وحصلت الكرد على معدل (99.6%) في الفرع العلمي من مدرسة سكينة الثانوية وترتيبها الاولى على قطاع غزة والثانية على الوطن.

تقول الكرد: "هذا التفوق أهديه إلى والدي وصديقاتي ومدرستي، كان عامًا صعبًا جداً ابتعدت عن كل شيء وضاعفت ساعات دراستي سأدرس الطب البشري".

وألقت أجواء مسيرة العودة بظلالها على مشاعر سندس حين كانت تسمع او تشاهد وقوع عن شهداء ومصابين برصاص الاحتلال على حدود قطاع غزة.

ويقول والد سندس إن تفوق ابنته يعدّ يوماً خاصاً محفور في ذاكرة حياة أسرته مشيراً إلى أن دور الوالدين هو الدعم المعنوي وتذليل كل العقبات حتى يتميز أبناؤهم في الثانوية العامة.

عاشر الوطن

بالنسبة لمنزل الطالب رامي السنوار فهذه هي المرة الثانية التي يتصدر أحد أبناء العائلة أسماء المتفوقين في الثانوية العامة وقد حصل رامي على ترتيب العاشر على الوطن بعد أن حصلت شقيقته قبل عامين على درجة متقدمة.

يقول السنوار الحاصل على (99.4%) في الفرع العلمي:" عشت أزمة الكهرباء واستخدمت الليدات للإنارة وعانيت من الصيف لكنني قررت أن أدرس ولم أعتمد على الدروس الخصوصية ولم أتابع السياسة وركزت على علاقتي مع الله".

ويستقبل والد وشقيق السنوار جملةً من الضيوف في منزلهم الجديد الذي بناه والده قبل أقل من عامين والذي أصبح قدم سعادة وسرور على أسرته كما تقول العائلة.

أصغر الأبناء

الهواتف الذكية والتلفون الأرضي كلها مشغولة في منزل الطالبة المتفوقة هلا قاسم من مدينة دير البلح الحاصلة على ترتيب الثالث على الوطن بمعدل (99.3%) في الفرع الأدبي.

تنهي مقابلة صحفية تليفونية قبل أن تقول: "دعم والدي شكل عامل مهم في تفوقي وكان حافزاً كبيراً رغم مروري بأزمات مرّ بها كل أهل غزة لكنها أثرت أكثر على طلاب توجيهي وهي ازمة الكهرباء وأخبار إصابات واستشهاد المحتجين في مسيرة العودة".

وبالنسبة لوالد المتفوقة هلا السيّد عبد الحيّ وهو معلم عائد من المملكة العربية السعودية وناشط رياضي فكان شغله طوال السنة تأمين الإنارة ومصدر بديل للكهرباء، معتبرا أن انتشار نبأ تميزها في وسائل الإعلام مفخرة له.

ويبدو التأثّر واضحاً في عيني والدة هلا لأسباب تمزج بين فرحة التفوق وحزناً على أحوال قطاع غزة الذي يئن تحت وطأ الحصار وعدوان الاحتلال على مسيرة العودة السلمية.

وتتابع:" أعرف تماماً معنى التفوق فقد عملت ناظرة مدرسة قبل سنوات لكن دور الام بالأساس هو الدعم المعنوي ".

أحلام الدراسة

عندما وصلت "الرسالة" منزل المتفوقة لبنى الفليت كانت قد تخلصت منذ ساعة فقط من مشاعر القلق وهي تترقب إعلان النتائج حتى حصلت على (99%) في الفرع الأدبي.

وتقول لبنى: "كانت أيام صعبة وأنا أترقب النتيجة وعشت معاناة الكهرباء و رمضان، أنصح الطالبات بالاجتهاد، منذ صغري أحب اللغة الإنجليزية واليوم سأكون في مقعد جامعي بذات التخصص".

وتوزع والدة لبنى الحلوى على الضيوف متابعةً:" الحمد لله كان هناك معاناة من الصيف والتوتر لكنني كنت دائماً احاول إضفاء جو مرح حتى تبقى متفائلة واليوم سعيدة بدخول فرحة التفوق لبيتي".

ثارت جلبة مكتومة لحظة وصول مختار العائلة السيّد إبراهيم الفليت لمنزل والدة لبنى ترحيباً بقدومه بعد أن بادر بتقديم التهنئة لوالدي لبنى حيث اعتبر تميزها صورةّ مشرّفة رفعت رأس كامل عائلته.

تجمع عائلي

وفي حي السلام بمدينة دير البلح تصدر اسم الطالبة يقين أبو مخدة اهتمام الحوارات في الحيّ بعد أن حصلت على ترتيب الاول على غزة في الفرع الأدبي الخامس على الوطن بمعدل (99%).

وتصف يقين التفوق بأنه رسالة موجهة للاحتلال بأن الفلسطيني من حقه الحياة ولا يوجد أمامه مستحيل رغم عدوانه المتواصل على المشاركين السلميين في مسيرة العودة.

وتومئ والدة يقين برأسها مسترجعةً شريط العام الماضي الذي كانت ملازمة لابنتها فيه طوال النهار وأيام الامتحانات التي تخللها أيام صعبة.

وتتابع: "قلبي ودعائي كان معها وكنت أسهر بجانبها، ابنتي كانت تقرأ القرآن دوماً وتصلي ركعات قيام الليل ونصيحتي لكل أم أن تقف لجوار ابنائها وأن يعتمد كل طالب على جهده الذاتي".

أما جدّ المتفوقة يقين فيؤكد أن لحظات الفرح قليلة في قطاع غزة وأن تفوق حفيدته هو يوم مهم في حياته وهو يشاهد حصولها على مرتبة متقدمة في الثانوية العامة.

****لغة وترجمة

لا شيء ينتقص من فرحة الطالبة أنسام النجار سوى غياب والدها المسافر منذ أيام إلى جمهورية مصر العربية والذي قاسمها لحظة الفرح عبر الهاتف.

وحصلت أنسام خالد النجار على ترتيب الخامس على غزة بمعدل (99%) في الفرع الأدبي لكن الدعم المعنوي والمدرسي شكل عماد تميزها.

وتنصح أنسام كل طالبة بالتخلص من التوتر مشددةً على انها كانت تعتمد فترة النهار للدراسة ولا تميل إلى السهر في الليل.

وتتابع:" أصعب مواقف عشتها أنني كنت أتوتر رغم أنني كنت أتوقع أن أكون من أوائل القطاع إلا أن الأوضاع العامة في القطاع شكلت ضغطا نفسيا لكن استطعت اجتيازها وتفوقت وسأتوجه للغة الإنجليزية".

وتصف والدة أنسام التي تعمل معلمة ان تجربة الثانوية العامة تحتاج إلى تنظيم ودعم معنوي مستمر حتى اليوم الاخير في الثانوية مشيرةً إلى أن التعليم بأنه سلاح الفلسطيني الوحيد في مواجهة الاحتلال.

متفوقة توجيهي

ومنذ الساعة الأولى لإعلان نتائج الثانوية العامة تداعا أقارب السيّد صالح الحناوي في مخيم النصيرات للتجمع والتوجه سوياً لتهنئته في منزله بالمخيم الجديد.

وحصلت أمل صالح الحناوي من مدرسة العروبة الثانوية على (98.9%) في فرع الأدبي ما جعل اسمها يتردد في كافة أنحاء الحيّ فرحاً بتفوقها.

تقول: "رغم أننا في الثانوية العامة لم نشارك جسدياً بمسيرة العودة أيام الامتحانات لكننا تأثرنا بأخبار عدوان الاحتلال على المتظاهرين السلميين وسقوط الضحايا".

تتوسط أمل والديها اللذان رمقاها بنظرة حانية وهي تقدم لهما الشكر وللمعلمات داعيةّ طلبة الثانوية العامة بعدم التوتر والمواظبة على مراجعة المنهاج.

ويقول والدها:" هي آخر أبنائي، كل اولادي متفوقون لكنها تميزت وكنت أرى مواظبتها وجهدها وكنت متوقعا تفوقها".

وكم من مرة شجعت الأم ابنتها السابعة ورددت على مسامعها اجتهدي وستكونين من الأوائل والمتفوقين إن شاء الله وقد تجشمت مشقة الدراسة في الحر وخلال أيام رمضان.

 

 

البث المباشر