كشفت صحيفة ألمانية، عن مساعي سعودية يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، للسيطرة وزيادة نفوذ المملكة على المسجد الأقصى المبارك.
وقالت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه"، الألمانية إن السعودية تسعى إلى توسيع نفوذها في الحرم القدسي الشريف على حساب الأردن.
جاء ذلك في تقرير تحت عنوان "النزاع على الحرم القدسي".
وأضافت الصحيفة: "تحقيقا لهذه الغاية، تمول المملكة العربية السعودية، المؤسسات الإسلامية العاملة في القدس، وتجري اتصالات مباشرة مع موظفي المؤسسات الدينية التي يقودها الأردن".
من خلال هذه المؤسسات يدير الأردن مسجدين في الحرم القدسي الشريف، وهما المسجد الأقصى ومصلى قبة الصخرة.
ونقلت الصحيفة عن " رائد دعنا"، أحد رؤساء إدارة المسجد الأقصى قوله بأن السعودية قد دعت رجال دين مسلمين ومسيحيين إلى الرياض في أوائل عام 2018، لكنها لم تعلن الدعوة بشكل رسمي، مضيفًا أنه تلقى بنفسه اتصالًا من مكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وبحسب "دعنا"، كانت هذه أول دعوة من الرياض، موضحًا أن هدفها واضح، وهو أن ولي العهد السعودي يريد دعم المؤسسات الدينية الأردنية المشرفة على الحرم القدسي، لمنح المملكة مسؤولية إدارة المسجد الأقصى.
وفي القدس، أكد أيضًا ممثلان مسيحيان فلسطينيان الدعوة السعودية، وفقا للصحيفة.
وأردفت الصحيفة الألمانية أن سياسة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في الشرق الأوسط تثير القلق حول سيادة الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين، كما تطرح التكهنات والشائعات منذ أن اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبحسب متحدث باسم السلطة الفلسطينية، فإنه أكد سماع مثل هذه الشائعات، الرامية إلى رغبة السعودية في إسناد مهام القدس لها، لكنه لم يعلق على هذا الأمر.
ومن المرجح أن تكون الدعوة السعودية لرجال الدين المسلمين والمسيحيين إلى الرياض في أوائل عام 2018، مرتبطة "بخطة السلام" الأمريكية في المنطقة، ولا سيما بعد تعيين الرئيس الأمريكي "ترامب"، "جاريد كوشنير"، ممثلًا للشرق الأوسط، والذي لديه علاقات شخصية وثيقة مع ولي العهد السعودي، والكلام للصحيفة.
أوضحت الصحيفة، أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لم يواجهه انتقادات واسعة في الرياض بعكس عمّان التي واجهت القرار بشدة.
ووفقا لذلك، تحاول واشنطن والرياض الآن أن تنحي الأردن جانبًا عن قضية القدس، حتى تنجح خطة مندوب ترامب "كوشنير" في حل القضية الفلسطينية والعمل مع حلفاء المملكة ضد إيران.
وبحسب الصحيفة، يستمد الملك الأردني عبد الله سلطته من ولاية الحرم القدسي الشريف، ويعتبر فقدان هذا الدور تهديدًا لسيادة الهاشميين على الأردن المستقر، الذي يبلغ عدد سكانه ثلاثة أرباع الفلسطينيين تقريباً، لأن قضية القدس لديها القدرة على إحداث الاضطرابات.
أشارت الصحيفة الألمانية، إلى أن الضغوط الاقتصادية القوية على الأردن، استغلتها الرياض للضغط على الهاشميين للموافقة على خطة لا توفر للفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية.
وقال الملك عبد الله في أوائل عام 2018، إن بلاده "تتعرض لضغط اقتصادي كبير"، يهدد ولاية الأردن للحرم القدسي الشريف.
وفي ذلك الوقت، لم تمنح الرياض قرضاً كبيراً للأردن المحطمة اقتصاديًا.
ووعد الملك السعودي سلمان، بتخصيص مبلغ 150 مليون دولار للمواقع الإسلامية في القدس في اجتماع قمة للجامعة العربية.
وبحسب الصحيفة، يرى الكثيرون الآن أن العطايا المقدمة من الملك السعودي للقدس، هدفها البحث عن النفوذ على الحرم القدسي.
وفي نهاية يونيو المنصرم، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إلى عمان.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن اسرائيل أكدت من جديد التزامها بالوضع الراهن في القدس، لكن لم يبد ملك الأردن مطمئنًا لذلك، بحسب الصحيفة.