لم تكتمل فرحة عائلة الفتى الجريح آدم سالم ذو الـ 15 ربيعا، بعد أن أفرجت سلطات الاحتلال عنه يوم الثلاثاء الماضي، بعد اعتقال دام أسبوعين.
وفي مشهد أصاب كل من رآه بذهول، أصابت قوات الاحتلال الطفل سالم في قدمه اليمنى أثناء مشاركته في مسيرات العودة، واجتاز السياج الفاصل شرق مخيم جباليا ليعتقل الطفل المصاب.
وبترت الطواقم الطبية، قدم المصاب سالم، نتيجة تلف الأنسجة بفعل إصابته برصاص الاحتلال أثناء مشاركته في فعاليات مسيرة العودة السلمية.
ضرب وشتم رغم الاصابة
على مدخل الغرفة التي يمكث بها نجله في مستشفى الشفاء، يجلس عماد سالم والد الفتى آدم، يعتني بولده المصاب، والذي فقد قدمه بسبب اهمال متعمد من قوات الاحتلال.
وقال سالم في حديث لـ "الرسالة": "عشنا أيام صعبة جدا على مدار أسبوعين، فجميع محاولات معرفة مصير نجلي، لم تنجح، لم يفيدنا أحد أين يقبع ابني وكيف حالته الصحية".
وبعد 10 أيام من اختطافه، تلقيت اتصال من الجيش الإسرائيلي، يخبرني أن نجلي يقبع في مستشفى برزلاي بمدينة المجدل المحتلة.
وأضاف: "لم أكن أعلم أن ابني يقبع في مسلخ سيؤدي به إلى بتر قدمه، فالإهمال الطبي الذي تعرض له ممنهج حتى يفقد قدمه".
وأشار والد الفتى آدم، أن حالة قدم نجله بان عليها علامات التعفن منذ أن أُفرج عنه، وهو ما استدعى الأطباء لبترها في أسرع وقت قبل أن تمتد للأجزاء العلوية من الجسد.
ويروي الجريح آدم ما تعرض له خلال اعتقاله، قائلا إن الاحتلال تعمد إهانته واهمال اصابته منذ اللحظات الأولى لاعتقاله.
وأكد آدم أن الاحتلال لم يعرضه على طبيب، واكتفى بربط الجرح لمنع النزيف، وإعطائه المسكنات وقياس درجة حرارته فقط.
ورغم إصابته، حققت المخابرات (الإسرائيلية) معه وتفننت في التأثير على نفسيته، حتى بات يستيقظ من نومه مفزوعا في بعض الأوقات.
وأضاف: "لقد تعرضت للضرب والإهانات، وتم توجيه عدة ألفاظ نابية لي من جنود الاحتلال في المستشفى ولم تقدم لي العناية الطبية اللازمة رغم الألم الشديد وحين كنت أطلب شرب الماء كان جندي إسرائيلي يقوم بضربي على قدمي المصابة".
بدوره، قال مدير قسم العظام في مستشفى الشفاء الدكتور إسماعيل الجدبة، إن قسم العظام في المستشفى اتخذ قرارا ببتر القدم اليمنى للطفل سالم الخميس الماضي، بسبب إصابتها بالغرغرينة والتعفن في مستشفى برزلاي (الإسرائيلي).
وأكد الجدبة أنه وبعد فحص الحالة تبين أنها متأخرة جدا ولا تحتاج لانتظار وكان قرار إجراء عملية البتر عاجله وفورية بسبب وجود تعطيل في وظائف الكلى الأمر الذي دفع الطواقم الطبية بإجراء عملية البتر.
إهمال طبي مقصود
وترى نقابة المحامين الفلسطينيين أن هذا إهمال طبي متعمد ومقصود من قبل أطباء مستشفى برزلاي حيث أن التقرير الطبي لمستشفى برزلاي لم يوضح إن كانت الحالة بحاجة للبتر من عدمه وأنه لم يتم التعامل معها في برزلاي وأن الحالة وصلت لمستشفى الشفاء بغزة مصابة بغرغرينة وتعفن وتحتاج لبتر فوري.
ووفق متابعات محامي الوحدة فقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باختطاف الطفل "آدم سالم" ذو الخمسة عشر عاماً في يوم الأربعاء الموافق 27/6/2018، وذلك في سابقة خطيرة قام بها جنود الاحتلال حيث أطلقوا النار عليه أثناء لعبه مع الأطفال مما أدى إلى إصابته في فخذ قدمه اليمنى ثم قام الجنود باختراق السياج الحدودي الفاصل شرق جباليا في غزة واختطفوا الطفل واقتادوه لمستشفى برزلاي.
وبعد تدخل نقابة المحامين الفلسطينيين ومؤسسات حقوقية أخرى تم الإفراج عن الطفل سالم يوم الثلاثاء 10/7/2018 في تمام الساعة الرابعة عصرا حيث يرقد الآن في مستشفى الشفاء الطبي بعد اجراء عملية بتر عاجلة لقدمه اليمنى بعد تعفنها الشديد وإصابتها بالغرغرينة نتيجة للإهمال الطبي من قبل الاحتلال.
من جهتها، أدانت نقابة المحامين الفلسطينيين الجريمة بحق الطفل سالم، والتي تعتبر مخالفة لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية أهمها اتفاقية حقوق الطفل والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة.
ووفقا للمادة "37" من اتفاقية حقوق الطفل، لا يجوز أن يحرم الطفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية، لا يجوز أن يتعرض الطفل للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية.
وقالت النقابة إن الاحتلال اختطف سالم ذو الـ 15 ربيعا، في سابقة خطيرة إذ أطلقوا النار عليه أثناء لعبه مع الأطفال مما أدى لإصابته بفخذ قدمه اليمنى ثم اخترقوا السياج الحدودي الفاصل شرق جباليا واقتادوه لمستشفى برزيلاي.
وأضافت: "بعد تدخلها ومؤسسات حقوقية أخرى أفرج عن الطفل سالم يوم الثلاثاء الماضي، ويرقد الآن بمستشفى الشفاء الطبي بعد إجراء عملية بتر عاجلة لقدمه اليمنى بعد تعفنها الشديد وإصابتها بالغرغرينا نتيجة للإهمال الطبي من قبل الاحتلال".
وكان الحراس في مستشفى برزيلاي في عسقلان، قد منعوا المحامين الذين مثلوا الأسرة، من زيارة الصبي، كما منعت إسرائيل دخول والدته من قطاع غزة لزيارته في المستشفى.
وقال المحامي محمد جبارين لصحيفة "هآرتس": "دخلت إلى المستشفى، لكن حراس الأمن لم يسمحوا لي بالوصول إلى غرفته".
وفقا لجبارين الذي حاول هو والمحامي الآخر، كريم عجوة، مقابلة سالم في أيام منفصلة، أنه كان لديه توكيل من العائلة، لكن حراس الأمن رفضوا ادعاءه بأن سالم ليس شخصًا قيد الاعتقال.
ورغم أنه لم يُسمح لمحامي سالم وأفراد أسرته بزيارته، فقد تمكن مستوطن من دخول الغرفة وشتم الصبي.
ووثق المستوطن دخوله إلى الغرفة ونشر الشريط على صفحة "فيسبوك"، وفي الخلفية يسمع صوت الجنود وهم يقولون له إنه ممنوع التصوير.