قاد لوكا مودريتش بموهبته الاستثنائية منتخب بلاده كرواتيا لخطف الأنفاس بأدائه الشجاع وبلوغ نهائي كأس العالم للمرة الأولى، لكن الخسارة أمام فرنسا (2-4) قد تبخر حلمه بإحراز الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم, رغم اختياره أفضل لاعب في مونديال روسيا 2018.
وكثُر الحديث على هامش كأس العالم عن التنافس بين نجمي الأرجنتين ليونيل ميسي والبرتغال كريستيانو رونالدو على جائزة الكرة الذهبية التي احتكراها في العقد الأخير، لكن الإثنين ودعا البطولة من الباب الصغير، ما عزز حظوظ مودريتش رغم أنه لا يتمتع بهالة نجومية هذين اللاعبين.
مفتاح التألق
اللعب الجماعي هو مفتاح تألق مودريتش "المتحرك جدا، ليس متخصصا باللعب في العمق لكنه يملك دون شك أسسا فنية, ودهاء كرويا كبيرا", بحسب تقييم المدرب الفرنسي ديدييه ديشامب عشية المباراة النهائية.
وبوجود مودريتش على أرض الملعب "ندرك فجأة بأن المساحة والوقت متوفران ويجب أن تكون شخصا موهوبا لكي تنجح في إعادتهم من بعيد", وفق ما كتب نجم الأرجنتين السابق خورخي فالدانو في صحيفة "غارديان" الإنجليزية, بعد عودة كرواتيا أمام إنجلترا في نصف النهائي وتحويل تخلفها (0-1) إلى فوز (2-1) بعد التمديد.
ورغم خسارة نهائي المونديال الروسي، أكد مودريتش مكانته كأحد أفضل صانعي الألعاب في العالم حاليا، وترشيحه للكرة الذهبية ليس مرتبطا وحسب بأداء منتخب بلاده الذي بلغ النهائي البطولة العالمية للمرة الأولى وتجاوز إنجاز جيل 1998 الذي وصل الى نصف النهائي، بل لأنه ساهم أيضا إلى جانب رونالدو في قيادة ريال مدريد الى لقبه الثالث تواليا في دوري الأبطال والرابع في خمسة مواسم.
مبابي منافس لكن...
وبعدما حلّ خامسا الموسم الماضي في السباق إلى جائزة الكرة الذهبية خلف زميله رونالدو الذي فاجأ الجميع بانتقاله الى يوفنتوس الإيطالي بعد الخروج من المونديال، وميسي، والبرازيلي نيمار دا سيلفا, والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون، يأمل مودريتش أن ينال هذه المرة الاعتراف الذي يستحقه.
وتعززت حظوظ "الجنرال" الكرواتي بخروج ميسي ورونالدو من ثمن النهائي، علما أن مودريتش ورفاقه مروا بميسي في هذا المونديال, عندما اكتسحوهم (3-0) في الجولة الثانية من دور المجموعات.
أما نيمار، فانتهى مشواره عند الدور ربع النهائي دون أن يقدم شيئا يذكر باستثناء المبالغة في السقوط ما دفع مستخدمي مواقع التواصل إلى السخرية منه كثيرا، في حين أن بوفون لم يشارك حتى في النهائيات بعد غياب إيطاليا عن كأس العالم للمرة الأولى منذ "60 عاما".
ومن بين منافسيه الأربعة، وحده رونالدو قدّم أداء مميزا إن كان في دوري الأبطال أو حتى المونديال الروسي الذي سجل فيه 4 أهداف، لكن الكرواتي كان أفضل بكثير من زميله في المباراة النهائية لدوري الأبطال التي فاز فيها الريال على حساب ليفربول (3-1).
ولكن نهائي مونديال روسيا قد يكشف عن منافس جديد على الكرة الذهبية متمثل بالفرنسي الشاب كيليان مبابي الذي سجل ضد كرواتيا، ورفع رصيده في النهائيات الروسية إلى 4 أهداف كما قدم أداء مذهلا طيلة البطولة، وساهم أيضا في قيادة فريقه باريس سان جرمان الى ثلاثية الدوري والكأس وكأس الرابطة.
ورغم ذلك قد لا يكون ما قدمه مبابي كافيا لمحاولة التفوق على ميسي, ورونالدو, أو مودريتش, خاصة أن أندريس إنييستا نجم إسبانيا ومانويل نوير حارس ألمانيا قادا بلديهما إلى لقب مونديال 2010 و2014 تواليا, لكن ذلك لم يكسر احتكار ميسي ورونالدو للكرة الذهبية.