مكتوب: تزايد اقتحامات الاقصى .. استغلال للظروف الإقليمية والدولية

مستوطنون يقتحمون باحات الاقصى
مستوطنون يقتحمون باحات الاقصى

الرسالة نت - براء الشنطي

تدرج الاحتلال في استباحة المسجد الأقصى، بدءً من اقتحامات بسيطة لعدد من المستوطنين للمسجد الأقصى، ثم تزايد هذه الأعداد شيئاً فشيئاً،  الى ان تم  السماح لوزراء حكومة الاحتلال وأعضاء الكنسيت باقتحامه، ما يؤكد على الدعم الكامل والشرعية المطلقة من قبل حكومة الاحتلال باستمرار اقتحام الأقصى، وصولاً لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني.

ويستغل الاحتلال المناسبات الدينية المزعومة لمحاولة إثبات أي أحقية له في المسجد الأقصى، معطياً الضوء الأخضر لأعداد كبيرة باقتحامه، كما جرى في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل، حيث اقتحم أكثر من 1300 مستوطن باحات الأقصى، ومحاولة الدخول من أبواب جديدة لممارسة طقوس تلمودية.

تهيئة المناخات

رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات أكد أن الاحتلال استغل عبادته الوثنية ما يسمى بذكرى خراب الهيكل، والظرف العالمي المؤيد لنشاطاته الاستيطانية في القدس، والظرف الإقليمي المهرول نحو التطبيع ليستفرد بالمسجد الأقصى المبارك.

وقال في حديث لـ "الرسالة نت ": "في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان المرابطين في باحات المسجد الأقصى يفشلون ويكسرون مخططات الاحتلال، والتي كان اخرها كسر قرار الاحتلال في نصب البوابات الحديدية وجعلها شرطاً لدخول الأقصى"، منوهاً إلى أنه بعد أن تهيأ الظرف العالمي والإقليمي، عاد لتنفيذ قرارات جديدة وفرض وقائع على الأرض.

وأوضح رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث أنه تم منعهم من دخول الأقصى، وتم إغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى في وجوههم، والتركيز على شخصيات بعينها وتوزيع صورهم على الجنود الذين يقفون على بوابات الأقصى، ورصدهم تحركاتهم من خلال كاميرات المراقبة التي تحيط بالمسجد، بحيث يسمحون للمستوطنين بدخوله دون أي إشكاليات تذكر.

وأشار بكيرات إلى أن ما يقوم به الاحتلال هو حرب ممنهجة، ذات أبعاد وخلفيات كبيرة، وليس الهدف في هذه الأيام الاقتحامات فقط، وإنما يتعدى ذلك بإعلانهم نيتهم إعادة بناء الهيكل المزعوم، وبناء قدس الأقداس في إشارةٍ إلى قبة الصخرة، وهو بمثابة إعلان حرب على المسلمين.

خطورة متزايدة

مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري نوه إلى أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تتم بشكل شبه يومي، لكن الأخطر انه المرة الأولى أن يتم الاقتحام بهذه الصورة وبهذا العدد وبالرعاية الكاملة للحكومة الإسرائيلية.

وقال الحموري في حديث لـ "الرسالة نت": "الخطورة أيضاً في المخطط الإسرائيلي للأقصى وقبة الصخرة، وفي الإعداد والتجهيز لإقامة الهيكل المزعوم، وفي فرض الوقائع الجديدة من الصلوات التي يؤدها داخل المسجد، والشعائر التلمودية، وفي محاولة إدخالهم الذبائح إلى الأقصى، وإقامة الأعراس".

وبين الحموري أن هذه الاقتحامات تمهيد لما هو أكبر، ويسيرون في خطوات ممنهجة نحو الهدف المنشود في بناء الهيكل المزعوم، وأخطر ما جرى في هذه الاقتحامات هو اقتحام باب الرحمة من داخل المسجد الأقصى، والوصول إلى قبة الصخرة المشرفة لأداء صلوت تلمودية والتي يعدونها قبلتهم في الهيكل المزعوم.

وأضاف أن الاحتلال لم يكتف باستغلال المواضيع الدينية لتطبيق التقسيم الزماني والمكاني، وإنما بشن حرب اقتصادية واجتماعية في محيط المسجد الأقصى، بمحاولتهم الاعتداء على المقدسيين خلال اقتحامهم، وتكسير بعض البسطات التي تنتشر حول أبواب الأقصى، والتي تحمل رسالة من المستوطنين أنه لا مكان لكم هنا.

سبق هذه الاقتحامات ليلة ثقيلة على الأحياء المقدسية، فقد تحولت جميع أحياء المدينة إلى ثكنة عسكرية، وسط تعزيزات من قوات الشرطة والمخابرات والقوات الخاصة والأمن، وقاموا بحملة اعتقالات للنشطاء المقدسيين، ومحاصرة بعض الأحياء حتى لم يستطيعون الوصول للأقصى.

دعوات للنفير

وكان رئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين أحمد أبو حلبية قد دعا المواطنين المقدسيين وفلسطيني الأراضي المحتلة منذ العام 1948 للرباط الدائم في المسجد الأقصى ولتكثيف تواجدهم فيه لتحجيم عمليات اقتحام المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى والتصدي للاقتحامات المتكررة له من قبل المستوطنين اليهود وعناصر المؤسسات السياسية والأمنية في الكيان "الإسرائيلي".

واعتبر أبو حلبية في بيان له أن اقتحام أفواج من المستوطنين للأقصى اليوم في ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل"؛ بالعدوان على أقدس مكان للمسلمين في فلسطين المباركة الذي يستوجب رداً من قبل المؤسسات الدولية والعالم الحر وكل دول العالم وفي مقدمتها الدول الإسلامية والعربية. 

البث المباشر