قائمة الموقع

مكتوب: كيف نؤدي مناسك الحج بلا مُعيقات صحية؟

2018-07-30T15:33:58+03:00
الدكتور /بسام أبو ناصر
الدكتور بسام أبو ناصر/أمراض باطنية وصدرية/طبيب أُسرة

يُقبل علينا بعد اقل من شهر فريضة دينية، من أهم الفرائض المكتوبة على كل مسلم، إنها فريضة الحج، حيث يقبل على مكان واحد الملايين من البشر من جنسيات وأماكن وعادات مختلفة.

 ويأتي موسم الحج لهذا العام في شهر أغسطس أحد أشد شهور الصيف حرارة، ومن هنا تبرز الأهمية الكبيرة للنظافة الجسدية للحاج ومحيطه، والاهتمام بنظافة الطعام والشراب، وعند الاختلاط بالآخرين، ولان الحجاج ينهمكون أكثر في مناسكهم الدينية والعبادات، فانهم يغفلون عن أمورهم الصحية، وحتى عن أدويتهم لأمراضهم المزمنة، ويتساهلون في الكثير من المحاذير الصحية التي كانوا يطبقونها في أوطانهم.

 والحاج مثل أي مسافر عرضة لكثير من الأمور الصحية الطارئة كالأمراض المعدية ومنها أمراض الجهاز التنفسي مثل الأنفلونزا والرشح، وأمراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال، أو الأمراض الجلدية، وأمراض العيون، وأمراض القلب والجهاز العصبي وغيرها.

وفي مقالتي اليوم سأركز على الأمراض الأكثر انتشارا والأخطر، التي تصيب الجهاز الهضمي والتنفسي، لأنها تنتشر بسرعة، وتعمل على إرهاق الحاج أكثر من غيرها وقد تمنعه من استكمال مناسك الحج!

أولا: الإصابة بالإسهال:

للأسف الشديد فان أكثر من 10-15 % من الحجاج قد يصابون بالإسهال، وعادةً ما يحدث الإسهال خلال الأسبوع الأول من السفر ولكنه قد يحدث بعد ذلك أيضاً، ويستمر الإسهال غالبا من 5-7 أيام.

يحدث الإسهال بسبب تناول طعام أو شراب أو لمس أشياء ملوثة، وغالبا ما يكون السبب بكتيريا وليس فيروسيا، ويجب ألا نغفل ان الإصابة قد تكون بسبب التهاب الكبد الوبائي الفيروسي من نوع "أ" ينتقل عن طريق الأطعمة الملوثة.

 العلاج:

  1. الراحة والإكثار من السوائل والأملاح (الشربات) لتعويض ما يفقده الجسم
  2. تزول الأعراض في العادة خلال 3-5 أيام ولكن في بعض الحالات قد تكون الأعراض أشد وقد يحتاج المريض إلى تناول مضاد حيوي أو إلى الحصول على تغذية وريدية في الدم لمقاومة الجفاف الناتج عن الإسهال، وخصوصا عند كبار السن.

 ثانيا: الالتهابات والأمراض التنفسية الحادة:

 الازدحام الشديد خلال الحج والتعب والإرهاق والجهد كل ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بالأنفلونزا والتهاب السجايا وغيرها من الأمراض المعدية، ومن هنا لابد أن يعلم الحجاج أن احتمالات انتقال الأمراض التنفسية المعدية تزداد في الحج وخاصةً الأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا، لذلك تقوم وزارات الصحة في كل دول العالم بإعطاء الحجاج المسافرين اللقاحات الواقية من بعض الأمراض قبل الذهاب إلى الحج بما لا يقل عن 10-12 يوما حتى يتمكن جهازهم المناعي من تكوين الأجسام المضادة اللازمة للدفاع عن الجسم. وفيما يلي بعض من النصائح الصحية الأساسية التي ينبغي لكل حاج أن يعرفها وأن يعمل بها ليقي نفسه والآخرين من الأمراض بإذن الله تعالى:

  1. الاكثار من شرب السوائل لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل وتجنب الجفاف لأنه يزيد من أعراض الجهاز التنفسي.
  2. الحرص على نظافة اليدين قبل الأكل وبعده وكذلك بعد الخروج من دورة المياه.
  3. التأكد من نظافة الماء الذي تشربه واشرب منما توفره الدولة من مياه أو اشرب من قوارير المياه الصحية.
  4.  الاهتمام بنظافة ما تأكله من فواكه أو خضراوات بغسلها جيدا بالماء النقي.
  5. التخلص من بقايا الطعام بوضعه في الأكياس المخصصة ثم رميه في سلة المهملات كي تمنع تكاثر الذباب والحشرات الضارة.
  6. الابتعاد عن الأماكن المزدحمة حتى لا ينتقل إليك أي من الأمراض المعدية.
  7.  يجب تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وخصوصاً في الفترة بين (11-5عصرا ) وذلك لتفادي الإصابة بضربات الشمس، كما يجب استخدام مظلة إذا كانت هناك ضرورة لأداء بعض الأعمال في النهار ويفضل أن يكون لونها أبيضا.
  8. يفضل أن يكون لدى المريض تقرير مختصر عن حالته والأدوية التي يتناولها وأن يحمل هذا التقرير معه دائما، لتسهيل عملية إسعافه في حالة إصابته بمكروه لا قدر الله.
  9. عليهم التأكد من اخذ الأدوية كاملة خلال الحج والتأكد من تناولها بصورة منتظمة حسب توصيات الطبيب.
  10. ينصح مرضى الربو بتناول البخاخ الموسع للشعب (البيكوتايد وليس الفنتلين ) قبل القيام بأي جهد وأن يكون بخاخ (لفنتلين) في حوزتهم بصورة مستمرة لاستخدامه في حال حدوث أي ضيق مفاجئ في النفس.
  11. كما ينصح الحاج المصاب بأمراض التنفس المزمنة بالتوجه إلى أقرب مركز صحي مبكرا في حال ازدياد الأعراض وعدم تجاهل الأعراض الأولية لأن التأخر في الحصول على المساعدة الطبية قد يكون له آثار خطيرة جدا.
  12. على الحجاج الذين يستخدمون أجهزة مساعدة للتنفس أو الأكسجين المنزلي أن يستمروا في استخدامها خلال الحج وأن يتم ترتيب ذلك مبكرا مع بعثة الحج المرافقة.

وأخيرا أدعو الله لحجاجنا أن يمن الله عليهم بحجا مقبولا وسعيا مشكور وتجارة مع الله رابحة، وأن يمن الله علينا وعليكم بزيارة بيته العتيق...ودمتم بصحة وعافية.

الدكتور /بسام أبو ناصر

أمراض باطنية وصدرية

طبيب أُسرة

 

 

اخبار ذات صلة