بـ45 ثانية فقط، خطّ الرسام مؤمن أبو سلطان بريشته صورة الشاعر الفلسطيني محمود درويش ليدخل على اثرها موسوعة غينتس للأرقام القياسية كأسرع رسام في العالم.
مؤمن الذي يقطن مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة ولم يتعد 17 ربيعا، لم تقف الظروف المعيشية والبيئية عائقا دون تحقيق أحلامه وتطوير موهبته، آملا بالوصول إلى العالمية.
ويسرد مؤمن بداياته مع عالم الفن منذ أن كان في سن الست سنوات، في إلقاء الشعر، مرورا في اخراج سيناريو لمسرحية مدرسية في سن العشر سنوات.
وكان لمؤمن نصيب في التمثيل والمشاركة في المهرجانات، ورغم دعوته للمشاركة في مهرجانات إقليمية إلا أن الحصار واغلاق المعابر حال دون ذلك.
وعن مشوراه في الفن التشكيلي، أشار إلى أنه رسم العديد من اللوحات في طفولته إلا أن عام 2016 كان علامة فارقة في اتخاذ أساليب ورسوم جديدة إلى يومنا هذا.
ويتخذ الرسام أبو سلطان من أسلوب "البوب آرت" -أحد أساليب الرسم- خاصا فيه، تطويرا إلى حرق الخشب لإخراج الرسومات، والطرق على النحاس وأمور أخرى.
وكان التحدي الأكبر للرسام مؤمن في اتجاهه للرسم السريع، حيث شارك في أكثر من 50 مهرجانا محليا بفقرات رسم، العام الماضي.
ومع الممارسة حقق مؤمن حلمه بأن أصبح أسرع رسام على مستوى العالم، في وقت يتدرب فيه أكثر على كسر رقمه.
الكوفية التي تحتضن رسومات أبو سلطان كانت حاضرة في كل أعماله، حيث يضعها تحت ورقة الرسم التي يرسم عليها، وتجدها أيضا على أكتافه حين يعتلي منصة للرسم في احتفال ما.
ستون مترا في مخيم تلتصق بيوته ببعضها البعض، هي المساحة التي يعيش بها أحمد في مخيم الشاطئ، يحاول في كل رسمة تجاوز المساحة الضيقة هذه وتحديها واخراج لوحات أكثر اتقانا من ذي قبل.
ورغم ذروف الأمطار شتاء من سطح منزله المتواضع، إلا أن المياه كانت تتلف لوحاته تارة وتضيف عليها جمالا تارة أخرى.
ورسم مؤمن أكثر من 500 لوحة لشخصيات مشهورة محلية ودولية، إلا أن قصف الاحتلال لمنزله في العدوان الأخير على غزة أضاع جميع الرسومات.
ويضيف أبو سلطان: "بيوم كان الجو ماطر صحيت الصبح لقيت اللوحات كلها مبللة، كنت مجهز لمعرض فني وهو راح يكون أول معرض بوب آرت في فلسطين لكن راحت كل اللوحات بسبب المطر، والشيء أجل حلمي بس ما دمروا".
اليأس لم يعرف مكانا عند الرسام مؤمن، حيث بدأ بالرسم من جديد وبأساليب جديدة، مثل الرسم بكريم الشعر وملون الطعام والملح ومعجون الأسنان والبنزين.
وحاليا يمارس الفن الثلاثي المتمثل في رسم والقاء شِعر وتمثيل في نفس المشهد، ليكون الفنان الأول في الوطن العربي الذي يمتلك الفن الثلاثي.
وسعى حثيثا إلى المشاركة في برنامج المواهب العربية الشهير "آرب جوت تالنت"، إلا أن اغلاق المعابر وقف عائقا دون تحقيق حلمه.
وأنهى الرسام أبو سلطان الثانوية العامة قبل شهر، ويحلم حاليا بالسفر للخارج لدراسة الفنون، آملا أن يتمكن من المغادرة واستكمال حلمه وصولا إلى العالمية.