تواترت الإدانات الدولية والمطالبات بالتحقيق عقب مقتل عشرات المدنيين -معظمهم أطفال- في غارة للتحالف العربي السعودي الإماراتي على بلدة في محافظة صعدة (شمالي اليمن).
واستهدفت الغارة ظهر اليوم الخميس سوقا شعبية في منطقة ضحيان وأصابت الصواريخ حافلة كانت على متنها عشرات المدنيين مما أسفر عن مقتل خمسين شخصا، بينهم 29 طفلا وإصابة نحو ثمانين، وفق حصيلة للصليب الأحمر الدولي.
وفي اتصال مع الجزيرة، أكد مدير المستشفى الجمهوري في صعدة صالح قربان مقتل 47 شخصا وجرح 77 آخرين، مؤكدا نقل العديد من الحالات الصعبة إلى صنعاء.
وقد أقر التحالف السعودي الإماراتي بصورة غير مباشرة بمسؤوليته عن الغارة، قائلا إنه أغار على "هدف عسكري مشروع"، الأمر الذي تناقضه الوقائع. وفي ردود الفعل على الغارة، عبرت الخارجية الأميركية عن قلق واشنطن من الغارة، وطالبت السعودية بالتحقيق فيها.
كما قال نائب المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة جوناثان آلن إن بلاده ستدعو إلى إجراء تحقيق دقيق في الغارات، مشيرا إلى أن بلاده طالبت مرارا وتكرارا من جميع أطراف النزاع في اليمن أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي. بدورها دعت ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن إلى التحقيق فورا في الغارة التي استهدفت المدنيين في صعدة، ووصفت ما جرى بالمذبحة التي لا مبرر لها.
وقالت غراندي في اتصال مع الجزيرة إن كل أطراف النزاع ملزمة باحترام القانون الدولي الإنساني، وأضافت أن الأمم المتحدة تدعو الأطراف المتنازعة لوقف هذه الحرب.
من جهتها، طالبت منظمة "أنقذوا الأطفال" بفتح تحقيق في الغارة التي نفذها التحالف في محافظة صعدة. ودانت المنظمة الغارة، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها وعن هجمات سابقة أخرى على المدارس والمستشفيات.
وأضافت في بيان أن الغارة الأخيرة مثال صارخ على انتهاكات القانون الدولي، التي يشهدها اليمن منذ ثلاث سنوات بما يشمل حرمان المدنيين من المساعدات واستخدام التجويع كسلاح حرب.
وفي الإطار نفسه وصف ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن نيفيو زاغاريا الهجوم على المدنيين بغير المقبول.
وكانت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة دعت في وقت سابق اليوم إلى وقف ما وصفته بالقسوة الوحشية ضد الأطفال.
الجزيرة نت