تحولت آمال مرضى السرطان في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي بمدينة غزة، إلى كابوس وآلام تلاحقهم مع كل دقيقة تمر عليهم دون أن يتلقوا العلاج، وذلك بعد إعلان وزارة الصحة بغزة توقف تقديم العلاج.
"نعتذر عن تقديم خدمات علاج مرضى الأورام بسبب نفاد الأدوية" هذه الكلمات التي علقت على حائط قسم مرضى السرطان في مستشفى الرنتيسي، كانت كفيلة بأن تقتل آمال المرضى الذين تحدوا الموت والآلام لكي ينجوا من هذا المرض الخبيث.
مستشفى الرنتيسي الذي كانت تتوشح جدرانه بالرسومات "حب الحياة" وتزينه البالونات والورد التي كانت تمد مرضى السرطان بمزيد من القوة لمقاومة هذا المريض الخبيث، أصبح في لحظات كابوس يؤرق المرضى، فجزء منهم يتشكى من الآلام، وآخرون تيقنوا بأن الموت قادم لحصد أرواح المرضى كبار السن والأطفال.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، خلال مؤتمر صحفي، أمس الأحد، عن توقف خدماتها في العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، بعد نفاده من المستشفيات والعيادات الصحية ومستودعات الأدوية.
مناشدات لإدخال الأدوية
المريض سلطان حمد الذي يبلغ من العمر (56 عامًا) ناشد السلطة في رام الله تحييد القطاع الصحي في غزة عن الخلافات السياسية، وسرعة إدخال الأدوية اللازمة لمرضى السرطان بغزة.
وأضاف المواطن "حمد" المصاب بمرض سرطان الرئة ويمكث بمستشفى الرنتيسي في حديث لـ"الرسالة نت":" بعد توقف تقديم العلاج لنا أصبحنا ننتظر الموت... مرضى غزة حالة إنسانية خاصة المطلوب عدم زج موضوع الأدوية بالخلافات السياسية".
وأوضح أنه كان من المفترض أن يتلقى جرعة من دواء الكيماوي الأسبوع الحالي، لكن الطواقم الطبية أخبرته أن الدواء غير متوفر ونفذت الكمية، متابعًا: "أصبحنا لا نعلم ما ينتظرنا خلال الأيام الموت.. أم مزيد من الآلام".
أما المواطن أبو محمد البلبيسي الذي ارتكز على حائط قسم أمراض السرطان في مستشفى الرنتيسي، بعد أن خرج من الغرفة التي يمكث بها ابنه المصاب بمرض السرطان مسرعًا، قال:" لم أعد أستطيع أن أرى ابني يموت دون مساعدة".
وأضاف البلبيسي في حديث لـ"الرسالة نت"، :" ما حدث اليوم من إعلان الصحة وقف تقديم الدواء للمرضى، هي جريمة بحق المرضى"، متابعًا:" توقف تقديم الأدوية للمرضى من شأنها أن تزيد انتشار المرض من جديد في جسم المريض".
وأوضح أنه كان من المفترض أن أسافر مع أبني محمد الذي يبلغ من العمر "18 عاما" ومصاب بمرض السرطان، إلى الأراضي المحتلة عام 1948 لمعالجة إبني، إلا أن الاحتلال أخبرنا بأن الإجراءات الأمنية لم تنتهي.
ويتلقى ما يقارب 6100 مريض أورام من كبار السن، و460 مريضا من الأطفال الرعاية الصحية في مستشفى الرنتيسي بغزة، إلى جانب وجود 1700 مريض أورام كبار في مستشفى غزة الاوروبي بخان يونس.
المرضى في وضع خطير
الدكتور محمد أبو سلمية مدير مستشفى الرنتيسي في قطاع غزة، قال :" إن مرضى السرطان داخل المستشفى في وضع خطير جدا، بعد توقف تقديم العلاج لهم ونفاد الكميات من مخازن وزارة الصحة، وكذلك منعهم من العلاج في مستشفيات الداخل المحتل".
وأوضح أبو سلمية في حديث لـ"الرسالة نت"، أن المستشفى تعاني من عجز 80% من الأدوية، وفقدان 45 إلى 60 صنف من رصيد الأدوية التي نعالج بها مرضى السرطان ومن ضمنهم عقار (نوبوجين) الذي بدونه لا يمكن تنفيذ أي من البروتوكولات العلاجية.
وطالب أبو سلمية، الجميع للتدخل العاجل سواء من رام الله أو غزة أو المؤسسات الإنسانية الدولية لإنقاذ المرضى وإدخال العلاج اللازم، لافتا إلى أن ازمة نقص الأدوية تسببت في الأعوام الماضية لوفاة عدد كبير من المرضى.