قائمة الموقع

مكتوب: قطع السلطة لرواتب الأسرى يستنزف طاقتهم في مواجهة السجان

2018-08-12T16:44:17+03:00
صورة
غزة-محمد العرابيد

يخوض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، ليس ضد إجراءات السجان (الإسرائيلي) القاسية التي تلاحقهم ليل نهار، بل لنيل حقوقهم المشروعة التي حرم منها الأسرى بسبب استمرار تعنت السلطة بقطع رواتبهم.

ومنذ ما يقارب الأسبوعين يخوض ما زيد عن 100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال إضرابا عن الطعام احتجاجا على استمرار قطع السلطة رواتبهم، وكذلك قطع رواتب أسرى محررين بصفقة "وفاء الأحرار" في الوقت الذي يهدد عددا كبيرا من الأسرى بسجون الاحتلال الدخول إلى الإضراب.

ويعد إضراب الأسرى عن الطعام في سجون الاحتلال، هو الأول من نوعه على مدار السنوات الماضية، الذي يخوض فيه الأسير الفلسطيني إضرابا مفتوحا عن الطعام بسبب إجراءات السلطة.

وتقطع السلطة في رام الله رواتب ما يزيد عن 130 أسيراً داخل سجون الاحتلال، بفعل العقوبات المفروضة على قطاع غزة، أغلبهم من أسرى الجهاد الإسلامي وحركة حماس، وكذلك جميع الأسرى المحررين بصفقة "وفاء الأحراء".

توسع رقعة الإضراب

علي المغربي المتحدث باسم مكتب إعلام الاسرى لحماس، قال "إن إضراب الأسرى بسجون الاحتلال يستمر منذ ما يقارب الأسبوعين؛ وذلك للمطالبة بإعادة رواتبهم ومستحقاتهم المالية التي حرمتها منهم السلطة".

وأوضح المغربي وهو أسير محرر وقطعت السلطة راتبه، في حديث لـ"الرسالة"، أن قيادة السلطة في رام الله لم تستجب لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام بإعادة رواتبهم حتى هذه اللحظة.

 وأشار إلى أن قيادة الحركة الأسيرة بسجون الاحتلال حذرت في وقت سابق من أن تطال إجراءات السلطة كافة الأسرى المحررين والمبعدين إلى قطاع غزة، وكذلك أسرى الضفة، بالإضافة لجميع الأسرى في سجون الاحتلال.

وأكد المغربي أن الحركة الأسيرة بكافة أطيافها قررت تصعيد خطواتها ضد إجراءات السلطة، من خلال دخول عدد كبير من الأسرى ومنهم قيادات الحركة الأسيرة بالإضراب عن الطعام في الأيام القادمة رفضا لتعنت السلطة بحرمان الأسرى من حقوقهم.

ويتقاضى نحو 6500 أسير داخل السجون وآلاف الاسرى المحررين رواتب شهرية تقدر بـ 1400 شيكل (400 دولار) لذوي الأسير، إضافة إلى مبلغ مالي يقدر بـ 100 دولار بدل "كنتينة" لشراء طعامه واحتياجاته داخل الأسر.

عمل غير أخلاقي ووطني

الأسير المحرر بصفقة "وفاء الأحرار" ضرار الحروب، وصف استمرار السلطة بقطع رواتب الأسرى بسجون الاحتلال في ظل اضرابهم عن الطعام بالعمل "غير الأخلاقي والوطني". 

وقال الحروب في حديث لـ "الرسالة": "الأسرى بسجون الاحتلال بكل أسف يضربون لأول مرة عن الطعام لنيل حقوهم من جهة فلسطينية"، مؤكدا أن جميع الفصائل الفلسطينية تساند الأسرى بمطالبهم العادلة.

وأكد أن الأسرى بسجون الاحتلال مصرّون على الإضراب عن الطعام لأن هذا الإجراء يمس عائلاتهم، محذرا من أن استمرار إضراب الأسرى يستنزف طاقاتهم في مواجهة انتهاكات الاحتلال في السجون.

وقال الأسير المحرر الحروب:" للأسف للشديد قطع رواتب الأسرى يأتي لاستنزاف الأسرى بسجون الاحتلال وحرف البوصلة، وهي بداية لتطبيق صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية ملف الأسرى".

غير مسموح للسلطة

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) مسؤول ملف الأسرى فيها موسى دودين، إنه من غير المسموح استمرار السلطة في قطع رواتب أسرى قطاع غزة، مضيفًا أن "حماس ستبذل كل ما تستطيع من أجل الأسرى".

وذكر دودين، خلال مشاركته في اعتصام لذوي الأسرى أمام مقر رئاسة الحكومة في غزة، يوم الثلاثاء الماضي، أنه "لا يجوز قطعًا التلاعب في قضية الأسرى ورواتبهم، وهذا يتنافى مع المسؤولية الأخلاقية والوطنية".

ودعا القيادي الذي زار غزة برفقة وفد رفيع المستوى من قيادة حماس بالخارج، الكل الوطني لتقديم الواجب للأسرى، مشددًا على أن "حماس تُقدّم دماءها وكل ما تستطيع من أجل حرية الأسرى".

ولفت إلى أن الفصائل الفلسطينية لم تختلف يومًا على ملف الأسرى، قائلا: "ومنذ أكثر من نصف قرن والأسرى موحدون داخل السجون ".

وقال: "أريد أن أسأل صاحب قرار خصم رواتب الأسرى.. هل تستطيع مواجهة أطفالهم أو النظر في عيونهم؟". وأضاف "أقسم بالله أن اليد التي تجرّأت أن تكتب قطع رواتب الأسرى سيقتص منها الله قصاصًا عادلًا".

وسبق أن هدد أسرى قطاع غزة داخل سجون الاحتلال منذ قطع رواتهم في شهر أبريل الماضي، باتخاذ سلسلة من الخطوات والفعاليات لـصون حقوقهم، وأبدوا استغرابهم من قيادة السلطة بتدفيعهم ثمن الخلافات السياسية العاصفة بالشارع الفلسطيني، مستنكرين المساس بأرزاق أطفالهم وقوت أهلهم من خلال قطع الرواتب".

وعبّرت الحركة الأسيرة في بيان سابق، عن أسفها لإقامة خيمة تضامن في غزة مع الأسرى، وقالت: "نأسف اليوم لإقامة هذه الخيمة ضد أبناء جلدتنا، في الوقت الذي كنا نخطط لتشييدها في حال اعتداء السجان على ما تبقى من منجزاتنا التي حققناها بدمنا ولحمنا على مر سنوات طوال، والتي سمحت لنا أن نعيش بكرامة داخل معتقلات العدو".

اخبار ذات صلة