كرة القدم هي المهنة التي تتطلب بنيانا جسمانيا قادرا على العطاء في سن الشباب, ما يجعل اللاعبين مطالبين بتقديم الكثير خلال تلك الفترة من أعمارهم.
وتعوّدت جماهير كرة القدم على رؤية الكثير من النجوم يبدعون في الملاعب, الذين تتراوح أعمارهم ما بين "20-29 عاما", لا سيما أن دخولهم في سن الثلاثين يعني تراجع قدرتهم الجسمانية على العطاء.
ولكن هناك لاعبين خالفوا التوقعات, إذ نضجوا كرويا بعد سن الثلاثين, الأمر الذي شكّل مفاجأة سارة لعشاق "الساحرة المستديرة".
وفي التقرير التالي نستعرض لكم أبرز ثلاثة لاعبين نضجوا كرويا في الملاعب العالمية بعد دخولهم سن الثلاثين.
1- تشافي:
حقق تشافي نجاحا كبيرا في مسيرته الكروية مع برشلونة ومنتخب إسبانيا, إذ تم اعتباره أحد أفضل لاعبي خط الوسط على الإطلاق في تاريخ كرة القدم.
لقد كان تشافي رائعا في العشرينيات من عمره, لكن الجزء الأخير من حياته المهنية كلاعب كان لا يصدق, إذ بلغ في 2010 عامه الـ"30", قبل أن يبدأ بنثر بذور إبداعه في الملاعب.
هذا العام شهد حصوله على كأس العالم مع منتخب إسبانيا, الذي توّج معه مسبقا بـ"يورو 2008", ما جعله يحتل المركز الثالث في ترتيب الكرة الذهبية, ثم نال في العام التالي 5 ألقاب مع برشلونة, ليحتل أيضا المركز الثالث في الكرة الذهبية, قبل أن يحرز "يورو 2012" مع إسبانيا, ثم استمر بحصد الألقاب مع برشلونة حتى 2015, الذي شهد رحيله نحو السد القطري.
2- زلاتان إبراهيموفيتش:
دشّن إبراهيموفيتش أرقاما تهديفية مذهلة مع باريس سان جيرمان على وجه الخصوص, لكن قبل ذلك أبدع مع أياكس, ويوفنتوس, وإنتر ميلان, وبرشلونة, وميلان.
ففي موسم 2011-2012, سجل "إبرا" 28 هدفا خلال 32 مباراة لعبها مع ميلان في سن الثلاثين من عمره, ليحصل على جائزة هداف "الكالتشيو", وفي الموسم التالي رحل إلى فرنسا من بوابة سان جيرمان.
ونجح النجم السويدي في تخطي حاجز الـ30 هدفا خلال كل موسم من مواسمه الأربعة هناك, بعدما أحرز ما مجموعه 156 هدفا في كل المسابقات.
وفي 2016 انضم لصفوف اليونايتد, وبرهن على ماكينته التهديفية بإحرازه 28 هدفا في أول مواسمه, ليقوده إلى إحراز الدوري والأوروبي وكأس الرابطة, والآن يلعب مع لوس أنجلوس غالاكسي الأمريكي وأحرز معه 12 هدفا, ليثبت أنه مهاجم مميز رغم تقدمه في العمر.
3- بيرلو:
وصل بيرلو لقمة مجده الكروي خلال تواجده مع يوفنتوس على وجه الخصوص, بعد مسيرة كروية مع قطبي ميلان على وجه الخصوص.
وجاء عام 2011 ليكون حاسما في مسيرة النجم الإيطالي, الذي كان يبلغ من العمر "32 عاما" آنذاك, بعدما قرر عدم تجديد عقده مع ميلان, ليرحل بصفقة مجانية نحو يوفنتوس.
وعن انضمامه ليوفنتوس في ذلك, يقول جانلويجي بوفون: "عندما أخبرني بيرلو أنه انتقل إلينا, أعتقد أنه يمزح, لاعب بمستواه وقدرته ينضم ليوفنتوس, أعتقد أنه توقيع القرن".
وبلغ بيرلو مستويات جديدة في تورينو، حيث قاد يوفنتوس إلى أربعة ألقاب دوري في أربع سنوات لعبها معه, إذ كان أكثر اللاعبين فعالية في خط الوسط, كما أنه قاد "الآتزوري" لنهائي "يورو 2012", لكنه خسر الرهان ضد إسبانيا.
وحصل على جائزة أفضل لاعب إيطالي 3 سنوات متتالية بدءا من 2012 وحتى 2014, قبل أن يغادر يوفنتوس في 2015 نحو نيويورك سيتي الأمريكي, الذي أبدع معه في الملاعب الأمريكية.