مقال: شهداؤنا أبطالنا .. أعادوا للوطن كبرياءه وشموخه

شهداؤنا أبطالنا ..  أعادوا للوطن كبرياءه وشموخه
شهداؤنا أبطالنا .. أعادوا للوطن كبرياءه وشموخه

الشهيد الفلسطيني ذلك الإنسان البطل الذي كتب الله له هذه المنزلة العالية , فجاهد ودافع عن وطنه وعن شعبه وأرضه وعرضه , قاتل أولئك المغتصبين الذين اغتصبوا الوطن وحرية المواطن , وضحى بحياته ليجعل كلمة الله هي العليا , فسقى من دمائه أرض الوطن ليجعل من كل قطرة دم سقطت من جسده الطاهر كبرياء وعزة وشموخ للوطن ومقدساته , وليجعل من عظامه جسراً للأجيال القادمة من أبناء وطنه ليصلوا إلى طريق النور والحرية .

ستبقى سيرة شهيدنا الفلسطيني رمزاً للبطولة والثأر والإيثار , وشمس في سماء الحرية التي تشرق إن حلّ ظلام وظلم الظُلام , وإن ضيقوا علينا الحصار والحرمان , وإن ظلمونا وكرسوا علينا الاضطهاد والآلام ، بالتأكيد سيكون المرء شهيداً عندما يتصدى لؤلئك وللعدو ويدافع عن كرامة شعبه وحرية وطنه .

الشهادة منزلة عظيمة ورفيعة وعالية عند الله سبحانه وتعالى ، يتمنى الكثير من الناس المخلصين نيل هذه الدرجة لما لها من كرامات وميزات في الحياة الآخرة ، فصاحبها يُشَفَع له ولسبعين من أهله وأحبابه , يسكن وإياهم الدرجات العليا من الجنة . فعندما يرتقي الشهيد تختلط دموع محبيه بالزغاريد وينال الفوز الأكيد , ويسير في موكب زفافه البهيج القريب والحبيب , ومن ثم يوصله الله إلى الجنة ليُزَف إلى عرائسه الحور العين .

أنت أيها الشهيد البطل باستشهادك تحول أحزاننا إلى أفراح عندما نشاهد ابتسامتك العريضة التي رُسِمَت على محياك , ووالديك وأحبابك ما زالوا ينتظرون لقاءك في الفردوس الأعلى ، وأبناؤك ومحبيك غسلوا بدموعهم جسدك الطاهر ، وزوجتك تهدي لك سلاماً ترفع به رأسها عالياً افتخارا بك وببطولاتك التي أوجعت الاحتلال الصهيوني وهزت أركانه وأركان الهزائم العربية .

هنيئاً لك الشهادة , فأنت ببطولاتك أرجعت للوطن كبرياءه وشموخه ، وجعلته ينهض لينحني لروحك الطاهرة إجلالاً وإكباراً , فأنت الذي جعلت الشمس تغيب خجلاً من تلك الأنوار التي رسمتها بدمائك الطاهرة المنيرة ،  فكل قطرة دم سقطت من جسدك الطاهر سقت أرض الوطن ليرتفع شامخاً بعزته وكرامته ، فأنت الذي كسّرت قيود الاحتلال الغاشم وقيود الطواغيت و الظُلام .

تحية ملؤها المحبة والفخر لكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن ، فليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد ، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه ، فهو شمعة تحترق ليحيا الوطن وأبناؤه والآخرون ، وهو نجمة الليل التي تُرشِد وتوصِل من أراد طريق الحرية ، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات فهذا هو الشهيد .

إن شعبنا الفلسطيني سيبقى دوماً وفياً لهؤلاء الأبطال ، وسيبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير كما هو الوعد ، فكثيراً من هذه الخواطر عن الشهادة مازالت أسيرة هذا المشهد ، لا ينبغي أن ننسى شيئاً منها ، ولا ننسى كيف استطاعوا هؤلاء الأبطال أن يثبتوا ويهزموا الاحتلال ببطولاتهم التي يعجز عن وصفها الكلام واللسان .

سنبقى أوفياء لشهدائنا على العهد والوعد وفي نفس الطريق ماضون , نُظهر آثارهم ونُحيي أثرهم وأفكارهم ونطيب خاطر أهليهم ومحبيهم ، فنحن الفلسطينيون أصحاب الحق في الأرض والمقدسات لا ننسى شهدائنا أبداً ، بل نتذكرهم دائماً ونتذكر كل شهيد في كل أرجاء وطننا الجريح , فشهدائنا سيبقون هم الذكرى العطرة والعزة والكرامة والتراث العظيم لهذه الأرض الطيبة المباركة ولأبناء هذا الوطن الحبيب .

البث المباشر