مقال: رسائل السنوار في ملف المصالحة وما هي الرسالة الأبرز؟

وسام ابو شمالة
وسام ابو شمالة

بقلم: وسام أبو شمالة

شاركت مع مجموعة من الكتاب والمحللين في لقاء عقدته حركة حماس مع قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار، وامتد اللقاء لأكثر من خمسة ساعات تناول المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية وكيفية مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، وقد تحدث السنوار باستفاضة عن ثلاثة ملفات رئيسية هي المصالحة وتثبيت وقف إطلاق النار والتصعيد.

سنتناول في هذا المقال رسائل السنوار في الملف الأول وهو المصالحة على أن نكتب عن رسائله في الملفين الآخرين في مقالين قادمين على التوالي.

الملف الأول المصالحة الفلسطينية وقد أراد السنوار أن يؤكد على مجموعة من النقاط أهمها:

* رغم أنه اندفع باتجاه إنجاز المصالحة الفلسطينية وحمل على عاتقه مسؤولية تحدي العقبات أمام طريقها إلا أنه يقر بأن رهانه على عقلانية الطرف الآخر ممثلا بقيادة فتح كان رهانا خاطئا وأنه كانت عقبات محدودة من حماس تم تجاوزها.

 والرسالة هنا لحركة فتح بأنها أضاعت فرصة ثمينة قد لا تتكرر...

* تيقن السنوار أن مسار المصالحة وصل لطريق مسدود منذ حادثة تفجير موكب الحمد الله وكشف أن جهات عليا داخل جهاز المخابرات العامة سماها بالاسم هي التي خططت ونفذت وكشف عن محاولة فاشلة لاغتياله وعليه اتجه لفتح ثغرات أخرى لكسر الحصار عن غزة بشراكة وطنية فكانت مسيرات العودة في مارس الماضي.

الرسالة هنا لا تراهنوا على استسلام حماس فما زال في جعبتها الكثير...

* الرسالة السياسية للسنوار واضحة بأن ممارسة الابتزاز السياسي لن تنجح مع حماس وأي محاولة لاستغلال سعي حماس لكسر الحصار لاحداث تحول في موقف حماس السياسي هي محاولات فاشلة وقال الرجل بوضوح أن حركته لن تتنازل عن ذرة رمل من فلسطين التاريخية لكن من أجل إحداث توافق وطني على الحد الأدنى المشترك مستعدون للعمل سويا لتحرير أرض ال ٦٧ كبرنامج توافقي على أن يحتفظ كل فصيل برؤيته الوطنية.

رسالته واضحة للجميع... كفوا عن أساليب الابتزاز السياسي "الرخيصة"

*الرسالة الأبرز للسنوار _ حسب اعتقادي _ في هذا الملف هو أن البيئة الوطنية الداخلية في حالة إعادة التشكل وعليه فإن الذي فشل هو مسار الحوار مع قيادة فتح الحالية بينما المصالحة بمفهومها الوطني تخطو خطوات متقدمة ومن لا يرى ذلك فهو أعمى.

الرسالة البارزة أن قيادة فتح/أبو مازن تسير من عزلة إلى عزلة وحماس مع القوى الوطنية أكثر توحدا وانسجاما وأن هذه القوى لن تصمت على خاطفي منظمة التحرير الفلسطينية للأبد فهي ملك وطني عام وليست حكرا على فصيل معزول...

البث المباشر