قلبت مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية التي انطلقت في الـ 30 من آذار الماضي، صمت الحدود الشرقية لقطاع غزة إلى ساحة مواجهات، بعد ابتكار (الشباب الثائر) وسائل جديدة للمقاومة الشعبية، جعلت الاحتلال "الإسرائيلي" يعيش حالة من الارتـباك ما دفعه إلى ارتكاب جرائم حرب بحق المتظاهرين السلميين.
كانت البداية من (وحدة الكوشوك) التي تأسست في أعقاب استهداف قناصة الاحتلال المتظاهرين بالرصاص في بداية المسيرات، ما أجبر الشباب الثائر على اشعال الإطارات المطاطية كي يحجب دخانها الرؤية وقد نجحت هذه الوحدة في تحجيم قدرة القناصة (الإسرائيلية) القاتلة.
ولم يتنازل الشباب الثائر عن مطلبهم بكسر الحصار بالرغم من المراهنات "الإسرائيلية" على عامل الوقت في إنهاء المسيرات، إذ واصلوا ابتكارهم لطرق المقاومة السلمية وكان أبرزها إطلاق وحدات (قص السلك، والطائرات والبالونات الحارقة، وإخماد قنابل الغاز وإبطال مفعولها)، وأخيراً الإعلان عن وحدة (الإرباك الليلي) إذ يقتصر عمل هذه الوحدة في الظلام.
البداية
كانت بداية وحدة (الإرباك الليلي)، قد أطلقت من الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في منتصف شهر يونيو الماضي، بعد استعانة الشباب الثائر بمكبرات صوت لتشغيل صفارات الانذار في أقرب منطقة من المستوطنات "الإسرائيلية" للتشويش على جنود الاحتلال الذين يقومون بحراسة الحدود الشرقية.
الأربعاء الماضي أعاد الشباب الثائر تفعيل (وحدة الارباك الليلي) على طول الحدود الشرقية للقطاع، إذ استعان مئات الشباب بمكبرات الصوت لإشغال جيش الاحتلال وإرباكه خلال ساعات الليل وتمكنوا من اجتياز الحدود وإشعال الاطارات المطاطية بداخلها وإحراق دُشم القناصة التي شيدت لقتل المتظاهرين السلميين شرق غزة.
كما بادرت وحدة (الارباك الليلي) باجتياز الحدود واشعال الاطارات المطاطية والوصول إلى المناطق التي يحظر (الإسرائيلي) على أهالي قطاع غزة المحاصرين من دخولها.
يوضح حمزة عبد الفتاح (25 عاماً) سبب انضمامه لوحدة (الإرباك الليلي) شمال قطاع غزة، بالقول "شاركت بمسيرات العودة منذ انطلاقتها وكنت حريصا على عدم التغيب عن أي من فعالياتها، وعقدت العزم وأصدقائي الثلاثة على ألا نتركها قبل تحقيق أهدافها بكسر الحصار "الإسرائيلي" المتسبب بتجويع شعبنا".
(إحنا هينا فاضيين إلهم)، يبين صاحب القامة الطويلة في حديثه مع الرسالة، أنه كما باقي الشباب يتجهون لمجابهة الاحتلال على الحدود الشرقية، خلال ساعات الليل، من منطلق الحرص على انتزاع الحق بالعيش في حياة كريمة من المحتل الذي يفرض حصاره منذ 12 عاماً.
وعلى مقربة من حمزة كان يحمل الشاب يوسف احمد- اسم مستعار، إطارا مطاطيا استعدادًا لاجتياز الحدود وإشعاله بداخلها، يقول الثائر "حطينا راسنا براس الجنود القتلة، لا نريد لهم أن يرتاحوا خلال ساعات الليل، لذلك قررنا تفعيل وحدة الارباك الليلي، لجعل الاحتلال يعيش حالة الارتباك على مدار الساعة طالما يستمر في حصاره على غزة".
ويضيف الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه "للرسالة" (خسرت أعز أصدقائي خلال مسيرات العودة بعد ارتقائه شهيدا برصاص قناصة الاحتلال، وحلفت بعدها على قبره إني ما راح أتراجع عن المشاركة قبل ما أجيب حقه بكسر الحصار والتخفيف عن أهلنا في غزة، أو أستشهد ويصطفيني الله مثله".
ويكشف الثائر وقد التف حوله عشرات الشباب أن تعنت "الإسرائيليين" في عدم كسر الحصار ومماطلتهم، جعل الشباب الثائر يبتكر وحدة الارباك الليلي التي لن تكون آخر الوحدات إذا ما استمر الحصار، ويبين أن مهام الوحدة تبدأ عندما يحل الظلام وتهدف إلى اجتياز الحدود وإشعال النيران بها وتخريب آلات القتل التي تستهدف المتظاهرين السلميين خلال ساعات النهار.
ونجحت وحدة الارباك الليلي الأسبوع الماضي، من اقتحام الحدود الشرقية لقطاع غزة في عدة مناطق أبرزها منطقة "أبو صفية" شرق جباليا، ومنقطة "ملكة" شرق مدينة غزة"، ومنطقة "تل أم حسنية" شرق البريج ومنطقة "حي النجار" شرق خانيونس ومنقطة "البرج الأحمر" شرق رفح، ما أدى إلى اصابة اثنين من الشباب الثائر.