قائد الطوفان قائد الطوفان

بابتكار طرق جديدة

مكتوب: تسخين مسيرات العودة محاولة لدفع عجلة التهدئة المتعثرة

صورة
صورة

غزة - الرسالة نت


يُشير التسخين التدريجي لمسيرات العودة وتصاعد المواجهة مع الاحتلال على الحدود إلى المحاولات الحثيثة لدفع عجلة التهدئة بعد تعثرها ومحاولة إفشالها من قبل السلطة الفلسطينية في ظل حالة الجمود في ملف المصالحة التي تشترط الأخيرة إنجازه أولا؛ قبل الذهاب لأي اتفاق تهدئة.

هذا التسخين بدا لافتا من خلال إقامة فعالية أسبوعية كل يوم اثنين شمالي قطاع غزة قبالة موقع "زيكيم" البحري العسكري "الإسرائيلي"، إلى جانب استحداث "وحدة الارباك الليلي" والتي بدأت نشاطها مؤخرًا، بمقارعة الاحتلال وإشعال الإطارات المطاطية والتسلل إلى السياج الأمني ومواجهة الجنود عن قرب؛ بهدف إبقاء جنود الاحتلال في حالة استنفار دائم على الحدود لاستنزافهم وإرباكهم.

وشهدت حدود قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال، حيث شهدت فعاليات الجمعة الماضي على الحدود مشاركة واسعة من عشرات آلاف الفلسطينيين، وهو ما عقبت عليه صحيفة يديعوت احرونوت العبرية بقولها إن ما يجري هو استمرار لتصاعد توتر الوضع التدريجي في الأيام القليلة الماضية على حدود غزة.

ويعقب على ذلك عضو الكنيست حاييم يلين أول أمس بقوله إن الفلسطينيين يستمرون في تصعيدهم وإطلاق البالونات الحارقة دون أي ردة فعل من الحكومة الإسرائيلية على ذلك.

وذكر يلين لصحيفة معاريف العبرية " أنا منزعج من أن الحكومة ليس لديها سياسة واضحة ضد "الإرهاب" وأي شخص في الحكومة لا يعرف ماذا يريد من قطاع غزة ولا يصوغ استراتيجية ولا يمكن هزيمة "الإرهاب" ولا توجد لوائح ولا يوجد أحد في الحكومة يتكلم العربية ليفهمهم.

***************غضب وغليان

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن هذا التسخين جاء نتيجة حالة الغضب والغليان لدى المواطنين في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتوجه السلطة الفلسطينية إلى فرض المزيد من العقوبات على قطاع غزة وتعثر مباحثات التهدئة.

ويوضح الدجني في حديثه لـ"الرسالة نت" أن هذا التسخين سلوك طبيعي لوجود قناعة لدى الغزيين بأنه آن الأوان لرفع الحصار عنهم وبدى ذلك واضحا على صعيد الأدوات المستخدمة في مسيرات العودة كالمسير البحري والارباك الليلي والألعاب النارية وغيرها من الطرق الجديدة.

ويضيف " تصعيد المواجهة في البحر وعلى الحدود والليل كله يستنزف (إسرائيل) وجيشها ويدفعها للقبول بالتهدئة رغم أنها تخدم كل المصالح لكن تعارضها مع مصالح أبو مازن جعل من الصعب الوصول لها".

وعن توقعه بما ستصل إليه الأمور في ظل حالة التصعيد يرى الدجني أن التصعيد يأخذ مسارين إما الوصول للتهدئة أو الدخول في مواجهة عسكرية كون المقاومة لن تقبل بالانتهاكات الكبيرة من الاحتلال كما جرى الجمعة الماضي، الأمر الذي يدفع كرة النار للتدحرج.

ويلفت إلى أن الوصول للمواجهة لا يخدم (إسرائيل) كونها معنية حاليا بتشكيل جبهة عربية لموجهة إيران وأي دخول في حرب سيعطل هذا المشروع التي تعمل عليه حكومة الاحتلال.

************* تطور طبيعي

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أنّ "مسيرات العودة ستستمر، وهناك قوى تدفع بهذا الاتجاه، وهناك استجابة شعبية واسعة وواضحة"، مشيراً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني بات يرى في المسيرات وسيلة ستؤدي إلى كسر الحصار في ظل تراجع حراك التهدئة، ووصول المصالحة إلى طريق مسدود إضافة لزيادة وتيرة الحصار على القطاع".

وأوضح المدهون أنّ "هناك حالة من التوسع في المسيرات، من الحراك البحري والمسيرات على حاجز بيت حانون، ومسيرات يوم الجمعة وابتكارات الإشغال الليلي. وهذا تطور طبيعي لمسيرات العودة، ويبدو منه أنّ هناك إصرارا على استمرار المسيرات طالما الحصار مستمر، وطالما هناك موجة تصفية للقضية الفلسطينية".

واعتبر أن "التصعيد التدريجي الحاصل حالياً، يأتي بسبب تراجع حراك التهدئة ولأن الاحتلال كان يعطي تجاوباً من استعداده لرفع الحصار والتخفيف والآن هناك مماطلة".

وفي نهاية المطاف فإن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بإثبات ما ستؤول إليه الأمور، سواء بالذهاب إلى مواجهة أو تفعيل مباحثات التهدئة مجددا وصولا لاتفاق وهو الخيار الأرجح.

البث المباشر