فيما تشهد العاصمة الليبية طرابلس، منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء، هدوءاً مشوباً بحذر في مناطقها الجنوبية، بعد قتال عنيف شهدته أحياء طريق المطار، أعربت البعثة الأممية عن استنكارها لخرق اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل، في تلك المنطقة.
وأعرب المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، عن استنكاره لخرق الهدنة، وهدد في حديث لتلفزيون محلي، ليل الثلاثاء، بأنّ لديه كل المعلومات عمن خرق الهدنة.
وقال "لدينا كل المعلومات... ولن أسكت وسأطالب بفرض عقوبات من مجلس الأمن على كل من يقوم بالخرق"، مشيراً إلى "عجز البعثة عن مواصلة فرض اتفاق إطلاق النار".
وتابع "نحن بعثة سياسية ولسنا بعثة حفظ سلام لديها قوات"، لافتاً إلى أنّ قوات نظامية من مختلف أنحاء ليبيا هي من ستحل محل المليشيات المسيطرة على طرابلس.
وأضاف "بوضوح لن يحل تشكيل مسلح محل آخر، ما سيحدث هو خروج عدد من التشكيلات من مؤسسات سيادية لتخرج وتحل محلها قوة نظامية تمثل كافة أنحاء الوطن، أي إنّها قوة مشتركة من مختلف الفئات"، دون أن يحدّد موعد بدء انتشار هذه القوات، وإحلالها محل المليشيات المتقاتلة.
وشهدت طرابلس، خلال الفترة الأخيرة، اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة على النفوذ ونقاط التمركز بالعاصمة، قبل أن تتوقف بتدخل أممي، أسفر عن إعلان وقف لإطلاق النار في 4 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتتمركز في طريق المطار كتائب مناهضة لحكومة "الوفاق الوطني"، يقودها صلاح بادي قائد لواء "الصمود" الداعم لحكومة "الإنقاذ" السابقة (2014-2017)، وتقابلها قوات "الدعم المركزي" بقيادة اغنيوة الككلي، التابع لداخلية "الوفاق".
وفي الأثناء، لا تزال الفصائل التي عادت للقتال، منذ يوم أمس الثلاثاء، تتبادل الاتهامات بخرق الهدنة.
وأكد "اللواء السابع"، القادم من مدينة ترهونة، والمسيطر على مواقع عسكرية جنوب شرق طرابلس، أنّ مليشيات طرابلس "هي من خرقت الهدنة، وما نقوم به حالياً هو الدفاع والحفاظ على مواقعنا"، مؤكداً التزامه بالهدنة.
في المقابل، اتهمت "قوة الردع والتدخل السريع"، "اللواء السابع"، بأنّه "هو من خرق الهدنة، وحاول التقدم باتجاه منطقة مشروع الهضبة، بينما لا تزال قوة الردع والتدخل السريع تصد محاولات تقدمه".
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة "الوفاق الوطني"، ليل الثلاثاء، أنّها "تنتظر توقف القتال لبدء لجنة الترتيبات الأمنية، في تأمين واستلام المرافق السيادية للدولة ومباشرة عملها"، في إشارة منها لعجز قواتها "قوة حماية طرابلس"، التي تم الإعلان، أمس الثلاثاء، عن بدء نشرها في المناطق المتوترة من أجل وقف الاشتباكات.
وبدلاً من حديث الوزارة عن جهودها لوقف الاشتباكات، استعاضت عن ذلك بشرح جديد لخطة الترتيبات الأمنية التي وضعتها، وقالت إنّها تقضي بسيطرة قوات حكومة "الوفاق"، على المرافق الحيوية في جنوب العاصمة، وخلق منطقة فاصلة بين طرفي الاقتتال.
في غضون ذلك، أعلنت "المنظمة الدولية للهجرة"، نزوح 3,845 عائلة على الأقل، منذ اندلاع الاشتباكات في طرابلس، في 26 أغسطس/آب الماضي، بينما أعلن الهلال الأحمر الليبي، "حالة النفير" بين منتسبيه، جراء تجدد الاشتباكات بمنطقة طريق المطار، ومشروع الهضبة بالعاصمة.
وبحسب بيان للهلال، اليوم الأربعاء، فإنّ "جهود، أمس الثلاثاء، أسفرت عن إنقاذ جريح واحد فيما نحاول، منذ ليل البارحة، الوصول إلى نقاط قريبة من مناطق الاشتباك، للتمكّن من إنقاذ المدنيين وإسعاف الجرحى".