قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: ذهب غزة يعيش الركود الأسوأ على الاطلاق

سوق الذهب بمدينة غزة (صورة ارشيفية)
سوق الذهب بمدينة غزة (صورة ارشيفية)

الرسالة - أحمد أبو قمر

ينتظر تاجر الذهب في سوق معسكر الشاطئ خالد أبو عوكل قدوم أحد الزبائن إلى محله، لكن دون جدوى، فاليوم الذي ينجز فيه عملية بيع واحدة يعد مقنعا للتاجر الذي لا يبيع قطعة ذهب واحدة معظم أيام الأسبوع.

البائع أبو عوكل الذي كان يتشارك مع أخيه في البيع، بات وحيدا في محلهم الواقع غرب مدينة غزة، بعد تفرغ أخيه للعمل في أحد المخابز بسبب انعدام حركة البيع.

ويفكر أبو عوكل في اغلاق محله الذي ورثه عن والده منذ 13 عاما، مؤكدا أنه لم يمر ركود على سوق الذهب كالذي يعيشونه اليوم.

وأكد أن الركود الذي يضرب القطاع، أول ما أصاب سوق الذهب، حيث توقف المواطنين عن شرائه بسبب قلة السيولة وضعف القوة الشرائية لديهم.

وتعيش غزة أسوأ وضع اقتصادي بعد سلسلة من العقوبات، أهمهما اقتطاع نصف رواتب موظفي السلطة وهو ما أدى لتدهور كبير في الوضع الاقتصادي.

** الموسم الأسوأ

بدوره، أعرب التاجر بهاء النجار تخوفه من الإفلاس وعجزه عن سداد التزاماته، بسبب الوضع الراهن، وهو ما قد يعرضه للسجن.

وقال النجار: "في حال استمر الوضع الحالي دون تحسن في الرواتب وإيجاد مصادر دخل للمواطنين، سأضطر وبعض التجار لإغلاق المحلات لتوفير المصاريف التشغيلية".

وتنعدم حركة شراء الذهب، حتى في حالات الزواج، حيث أصبح نسبة كبيرة من المواطنين يستخدمون الذهب الصيني بديلا في مناسباتهم.

أمين سر نقابة تجار ومصنعي الذهب في قطاع غزة إيهاب الشبراوي، ذكر أن العديد من المحال أغلقت، فيما توقف أكثر من ثلاثين مصنعا للذهب من أصل خمسة وأربعين.

وقال الشبراوي: "العشرات من أصحاب محال الذهب لم يقدموا على تجديد الترخيص السنوي هذا العام بسبب الأزمة المالية وتراجع المبيعات والأرباح".

وأوضح أن تجارة الذهب في قطاع غزة تمر بأسوأ مراحلها، وهو ما أدى إلى توقف المصانع بعد أن كانت تعمل بقدرة كبيرة تصل إلى انتاج أكثر من 130 كيلو غرام من الذهب المشغول والمشكل شهريا.

وبين أن احتياطي الذهب لدى المواطنين انخفض بشكل كبير جدا وتهاوى من ثلاثين طنا قبل عدة سنوات إلى ثلاثة أطنان فقط، وهو ما يفسر التراجع الكبير في تجارة الذهب.

وأشار الشبراوي إلى أن الضرائب الكثيرة والمرتفعة التي تم فرضها على معدن ومهنة الذهب أضرت كثيرا بالتجار ودفعتهم إلى حافة الإفلاس، مشيرا إلى أن التجار اضطروا خلال الأعوام العشرة الأخيرة إلى دفع ضرائب مرتفعة تصل إلى ألف دولار مقابل كل كيلو ذهب خام، إضافة إلى أنواع أخرى من الضرائب كضريبة القيمة المضافة وغيرها.

ويباع سعر غرام الذهب عيار 21، بـ24.5 دينار أردني، وهو سعر مقبول في ظل الانخفاض العالمي للذهب، حيث تباع الأونصة بـ 1207 دولارات أمريكية.

ووفق إحصاءات رسمية لنقابة الذهب، تقلصت عدد ورشات تصنيع الذهب إلى 10 بعد أن كانت تتعدى 45 ورشة، بسبب حالة الكساد وضعف الاقبال من المواطنين على الشراء.

وفي حالة الحركة الجيدة، تشهد أسواق غزة ارتفاعا عن السعر العالمي بقيمة 1.5 دينار بسبب أن قيمة الطلب على المعدن الأصفر أعلى من قيمة العرض.

وعالميا، ارتفعت أسعار الذهب، أمس الأربعاء، تماشيا مع حركة الأسهم في ظل تراجع الدولار الأمريكي وعدم إبداء الأسواق قلقا يذكر إزاء أحدث تصعيد للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة

البث المباشر