بعد لقائه أولمرت وليفني

مكتوب: لقاءات "عباس" مزمنة تتناسب مع حالته النفسية

عباس يلتقي تسيفي ليفني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة
عباس يلتقي تسيفي ليفني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة

غزة - مها شهوان

على ما يبدو لايزال رئيس السلطة محمود عباس متمسكا في طريقه السياسي الذي انتهجه منذ عشرات السنين، فرغم ما اعترى القضية الفلسطينية من عثرات، لاسيما بسبب الاتفاقيات السياسية التي لم تنصف القضية الفلسطينية إلا أنه لايزال متمسكا بإمكانية وجود عملية سلام مع الإسرائيليين رغم غدرهم له أكثر من مرة.

وبعد تعثر المفاوضات المباشرة في الآونة الاخيرة واستمرار عمليات التهويد وهدم القرى على ساكنيها، بدأ عباس يسعى لمقابلة سياسيين سابقين للتباحث معهم حول الشأن الفلسطيني الاسرائيلي كرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت والذي التقاه في فرنسا قبل أيام، حيث كان اللقاء ذا طابع حميمي بينهما، متناسيا ما فعله أولمرت حينما شن العدوان الأول على قطاع غزة 2008.

ولم يمض على لقاء الرجلين أيام قليلة، حتى اجتمع "عباس" مع تسيبي ليفني رئيسة المعارضة في الكنيست الاسرائيلي، والذي طالبته على هامش اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إنهاء المقاطعة للإدارة الأمريكية والعودة للحوار، من أجل العمل على تعزيز خيار "حل الدولتين"، وفق ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

كما طالبت ليفني عباس بـ "الابتعاد عن الانغلاق على الإدارة الأمريكية وعدم اللجوء إلى الخطوات أحادية الجانب، وسياسة "تكسير الأطباق" لأن هذا سيسبب "الآلام للأجيال المقبلة، وسيؤدي إلى تدهور الأوضاع وفقدان السيطرة في المنطقة، وضياع فرصة حل الدولتين"، حسب تعبيرها.

وتهكم عدنان أبو عامر المختص في الشأن الاسرائيلي على لقاء "عباس ليفني" حيث كتب على صفحته الفيسبوك، واصفا ما قام به بـ "اللقاءات المزمنة" التي يجريها أبو مازن مع المسئولين الإسرائيليين السابقين.

ويرى أبو عامر أن لقاءات عباس الأخيرة، تجعله أقرب من كونه "باحثا أو صحفيا" يأخذ مواقف منهم، وليس للتباحث معهم، لأنهم لم يعودوا صناع القرار.

وكان ياريف ليفين وزير السياحة الإسرائيلي، هاجم لقاء ليفني مع عباس، وقال إنه "لقاء مهين".

ونقل موقع القناة السابعة عن ليفين تساؤله عن سبب مسارعة اليساريين الإسرائيليين إلى لقاء محمود عباس، مضيفًا أن "عباس هو لب المشكلة وليس جزءًا من حلها".

وتحدث مأمون أبو عامر المحلل في الشأن الاسرائيلي أن، ما يفعله عباس هو المراهنة على "حصان ميت" نتيجة الشعور بحالة الاحباط السياسي من خلال تعامله مع نتنياهو الذي تدعمه الادارة الأمريكية، لذلك يحاول البحث عمن يواسيه عله يحافظ على توازنه في الواقع السياسي.

ويقول أبو عامر:" عباس يفتش في المجتمع الاسرائيلي على من سمع له في الماضي أمثال أولمرت وليفني، ليثبت للمجتمع الدولي أنه يريد السلام"، مضيفا: ما يفعله عباس هو نتيجة حالته النفسية وليست السياسية.

وعن الاسرائيليين الذين يستجيبون للقاء عباس، يرى أبو عامر أن البعض يحاول التشويش على سياسة نتنياهو لاسيما أولمرت الذي يؤيد حل الدولتين ويرفضها نتنياهو، وهذا يعد نوعا من المناكفة في المجتمع الاسرائيلي.

ولفت إلى أن عباس من خلال مقابلته لساسة اسرائيليين سابقين، يحاول أن يثبت للعالم مصداقيته وأن رؤساء سابقين لايزالون يثنون على دعمه للسلام، وأنه صادق في نواياه نحو المسيرة السلمية.

وكانت ليفني تحدثت في تصريحات متلفزة، عن نتنياهو إنه "رئيس وزراء سيء وقد حان الوقت لاستبداله"، مؤكدة عزمها على إجراء لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين والسعي لإقناع محمود عباس بمواصلة التعاون الأمني مع (إسرائيل).

في حين فإن النهج الذي يسلكه عباس لايزال متمسكا به ولايزال يبحث في الماضي دون التطلع إلى المستقبل

البث المباشر