الرسالة نت – أحمد الكومي
قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إن ما يجري في الضفة الغربية من اعتداء علي المساجد واعتقال للعلماء وإغلاق للجان الزكاة والمؤسسات الخيرية ومن تعدٍ علي أعراض الشعب الفلسطيني هو حرب دينية تستهدف ضرب التيار الإسلامي المقاوم.
وشدد هنية خلال افتتاح مركز شرطة الشاطئ الجديد غرب مدينة غزة مساء الاثنين، علي أن الحرب الدينية القائمة تأتي بقرار صهيوأمريكي وبتنفيذ من أيدي فلسطينية فتحاوية، مشيرا إلي أن حالة من الفوضى تسود مساجد الضفة الغربية هذه الأيام.
وكشف هنية عن تلقيه اتصالا هاتفيا من الشيخ حامد البيتاوي شيخ الأقصى وعضو المجلس التشريعي وذلك بعد منعه من الصعود لمنبر المسجد الأقصى ليؤم بالناس، مؤكدا أن منع الشيخ البيتاوي يأتي في سياق قرارات اتخذت من قبل وزراء في حكومة فتح.
ولفت إلي قيام حكومته بإعطاء التعليمات لكافة المؤسسات الإعلامية لكشف وفضح ممارسات الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة فتح في الضفة الغربية، وأضاف:" حكومة فتح تريد أن تطور التطبيع السياسي لتطبيع ديني مع الاحتلال الإسرائيلي، وتهدف لوضع تأشيرة الاحتلال الإسرائيلي علي جوازات أهالي مدينة القدس مستقبلا".
ودعا هنية أهالي الضفة الغربية وخاصة خطباء المساجد بعدم الاستسلام والخضوع أمام هذه الحرب الدينية، والخروج في مسيرات غضب تجتاح كافة شوارع الضفة الغربية وأزقتها رفضا لتعطيل المساجد واعتقال العلماء وإغلاق دور القرآن ولجان الزكاة.
شموخ وتحدي
وفيما يتعلق بالأمن الداخلي الذي يشهده قطاع غزة هذه الأيام والذي لم يسبق له مثيل منذ قدوم السلطة الفلسطينية، أكد هنية على أن هناك معركة أمنية لضرب منظومة الأمن في غزة وأن هناك تحرك خفي لإحداث توتر أمني علي الساحة الفلسطينية، مشددا علي أن حكومته لن تسمح بعودة الفلتان الأمني وستضرب بيد من حديد على كل من تسول نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن الفلسطيني.
وقال هنية:" هناك 57 ألف عسكري في قطاع غزة ممن يتقاضوا راتبهم من رام الله أضحت مهمتهم الأولي بث الإشاعات والأكاذيب في غزة"، مؤكدا أنهم لن يتمكنوا من زعزعة ثقة الشعب الفلسطيني بالحكومة في قطاع غزة.
وأضاف:" جميع الوفود العربية والدولية القادمة لقطاع غزة تبدي شهادتها بنجاح التجربة الأمنية للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة".
وأشار هنية إلي أن الحكومة الفلسطينية واجهت ثلاث تحديات صعبة منذ تسلمها لمفاتيح الحكم، قائلا:" واجهنا ثلاث تحديات صعبة أولها الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لضرب المؤسسة الأمنية في غزة، بالإضافة إلي الفلتان الأمني الذي لم يكن أقل خطورة كونه تساوق مع مخطط الاحتلال الإسرائيلي، والذي اتخذنا بحقه قرارا اضطراريا لحسمه وإنهائه لأنه كان يعني تدمير القضية والمقاومة الفلسطينية، إلي جانب الحصار المفروض علي غزة منذ أكثر من أربعة أعوام".
حرب بربرية
قطاع غزة شهد حربا إسرائيلية راح ضحيتها أكثر من 1500 شهيد وآلاف من الجرحى سقطوا دفاعا عن الأرض الفلسطينية.
وفي هذا السياق أوضح هنية أن القطاع تعرض لأضخم حرب جوية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرا إلى أن مخطط الاحتلال خلال الحرب الأخيرة كان يقوم على أساس تدمير البنية التحتية وقتل أكبر عدد من الناس ونشر الفوضى والفلتان الأمني، موضحا أن شروع الحكومة بإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الصهيونية يؤكد علي وقوف الحكومة بكافة أجهزتها في الميدان بجانب الشعب الفلسطيني في ظل ما يمر به من معاناة متواصلة.
وأكد أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة قامت بأعقد مهمة أمنية وقت الحرب، مستطردا:" لم تنتشر الجريمة في أوساط المجتمع الفلسطيني خلال الحرب الإسرائيلية".
وحول دور الحكومة الفلسطينية في الحد من الجريمة التي تقع في المجتمع الفلسطيني، شدد هنية علي أن حكومته ستنفذ أحكام الإعدام للذين تصدر بحقهم هذه العقوبة، قائلا:" سنمضي في تنفيذ الأحكام الشرعية بحق القتلة الذين اعتدوا علي أعراض الناس، وذلك بإسناد مؤسسات القضاء الشرعي والمدني".
دليل قوة
بدوره أكد فتحي حماد وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية أن قيام حكومته بإعادة ما دمره الاحتلال الإسرائيلي يأتي تجسيدا لروح التحدي والإصرار في مواجهة المشروع الصهيوني القاضي بتدمير قطاع غزة وتهجير سكانه.
وقال حماد:" لدينا أفكار تطويرية ستكسر شوكة الاحتلال الإسرائيلي في أي حرب جديدة يخوضها، وما يحدث الآن ما إعادة إعمار هو دليل قوة وإصرار علي روح البناء علي مستوي المؤسسات والهيئات الفلسطينية".
وكشف عن قيام وزارته بتخصيص غرفة لرجال الاصلاح في كافة المراكز، وذلك لحل القضايا بين الناس علي قاعدة التراضي وعدم الوصول لمستوي التقاضي.
من جانبه أشار تيسير البطش نائب القائد العام للشرطة الفلسطينية إلي أن وزير الداخلية حماد قد أصدر تعليماته بضرورة التعاون والتواصل الجيد مع وجهاء البلد وإعطائهم مساحة كبيرة في الأجهزة الأمنية لمساعدتهم في إرساء دعائم الأمن في القطاع.
وأشار إلي أن إعادة إعمار الأجهزة الأمنية يأتي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وإعطاء نموذج فريد للشرطي الفلسطيني، مشددا علي أن الشرطة الفلسطينية ستقطع كل يد تخطط لعودة الفلتان للشارع الفلسطيني.
ولفت إلي أن افتتاح مركز شرطة الشاطئ جاء بفضل جهود رئيس الوزراء إسماعيل هنية ووزير الداخلية فتحي حماد لإحياء وبناء جهاز الشرطة الفلسطينية وكافة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.